انطلقت اليوم ورشة عمل "تحول التقدير الاستراتيجي الأمريكي للشرق الأوسط وانعكاساته على أمن الخليج" التي ينظمها مركز الإمارات للسياسات الذي تترأسه الدكتورة ابتسام الكتبي -استاذ العلوم السياسية-.
وأكدت "الكتبي" أن "دول الخليج فشلت في قراءة التحولات في الاستراتيجة الامريكية تجاه المنطقة ولا زالت تعيش مشاعر الزوجة المخدوعة، مؤكدة أن :أي قراءة للاستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة يجب أن تأخذ تنامي الفاعلية الذاتية لبعض القوى الإقليمية.
وأضافت -بحسب ما نقله المركز عبر صفحته على تويتر-: "أعتقد أن كل رئيس أمريكي يترك بصمته على السياسة الخارجية الأمريكية خاصة أن جزء كبير منها موكلة إليه".
وأشارت "الكتبي" إلى أن الانخراط الأمريكي في المنطقة بدأ يتنامى منذ بدء اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط عقب الحرب العالمية الثانية، موضحة أن هذا الاهتمام تنامى إلى أن أصبحت الولايات المتحدة اللاعب المهيمن بشؤون المنطقة عامة ومنطقة الخليج خاصة.
ولفتت إلى أن الانخراط الأمريكي في المنطقة لم يتراجع حتى بعد أحداث 11 سبتمبر وحرب العراق الأخيرة، مؤكدة أن المسار الثابت من الانخراط الأمريكي أخذ بالتغير منذ مجيئ إدارة اوباما إلى سدة الرئاسة ولاسيما منذ وقوع انتفاضات "الربيع العربي".
وأوضحت "الكتبي" أن الجدال الذي أثارته آراء أوباما وقبلها السياسة الأمريكية الراهنة يؤكد أن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول المنطقة تدخل مرحلة جديدة، قائلة: "مثلما حصل في السنوات القليلة الفائتة تغير بالرؤية الأمريكية إلى المنطقة فإن دول المنطقة نفسها أعادت تقييم الدور الأمريكي في المنطقة".
وأشارت إلى أن هذا التقييم لمسناه في تصريحات السياسيين وفي التدابير التي اتخذتها بعض دول المنطقة تجاه الأزمات فيها.
وتابعت "الكتبي": "صحيح أن أمريكا ستبقى القوة الوازنة لكن أعتقد أن مواقفها تجاه قضايا المنطقة نجدها ليست داعمة لها وهذا واضح في القضية الفلسطينية".
وأكدت أن تنويع المصالح يجب أن يقوم على استراتيجية واضحة وليس بدافع "النكاية".
وبدوره، قال باري بافل -نائب رئيس المجلس الأطلسي في واشنطن-: "لا شك في أن الولايات المتحدة ظلت تنظر إلى مصالحها الحيوية في منطقة الشرق الأوسط على أنها عرضة للخطر خلال العقود القليلة الماضية".
وفيما يتعلق بالأمن القومي، أشار "بافل" خلال كلمته في ورشة العمل، إلى أن هناك 3 مناطق تتطلب قدرا كبيرا من الانخراط الأميركي وهي آسيا والشرق الأوسط وأروبا، مؤكدا أن في كل هذه المناطق تتمتع الولايات المتحدة بتحالفات أمنية طويلة الأمد ذات فائدة متبادلة وشراكات مع الدول الإقليمية الحليفة والصديقة.
ولفت إلى أن شركاء واشنطن ما يزالوا يتطلعون إلى الدور القيادي والتعاون والانخراط الوثيق مع الولايات المتحدة، وهذا يعني أنه ما يزال لدى الرئيس الأمريكي القادم فرصة كبيرة لاستعادة مصداقية الولايات المتحدة.
وقال "بافل": "يجب على الولايات المتحدة كأقوى دولة في العالم أن تنخرط في جميع مناطق العالم"، مشددا على ضرورة تكثيف التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج في الأنشطة الاقتصادية وأنشطة الابتكار في المنطقة.
وأوضح أن الولايات المتحدة ظلت تنظر إلى مصالحها الحيوية بالمنطقة على إنها في خطر، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مشيرا إلى أن الغزو العراقي للكويت أدى لأن تقوم الولايات المتحدة بتقييم استراتيجي جديدة لمنطقة الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن إدارة أوباما عندما جاءت كانت مصممة على "إعادة التوازن" للمقاربة الامريكية للمنطقة ونحو العالم كذلك.
واعتقد "بافل" أن الولايات المتحدة ستكون من الداعمين لتقوية العلاقات مع الخليج وآسيا كونها تسعى دائما إلى ذلك في كل مناطق العالم، مبينا أن الولايات المتحدة تحب أن تبني علاقات قوية مع الدول الأخرى وتسعى دائما تعزيز تواجدها في المناطق المختلفة.
ومن جانبه، قال حسين إيبش -كبير الباحثين والناشط في الدفاع عن قضايا العرب في الولايات المتحدة- إن الشرق الأوسط أصبح أقل استراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة مقارنة بما كان عليه الوضع بالسابق، مشيرا إلى أن قلة الاعتماد الامريكي على النفط الخليجي يقلل من اندفاعها للتدخل في المنطقة.
وأوضح أن هناك حاجة لأمن إسرائيل لكن إسرائيل آمنة نسبياً وتهديد الإرهاب ليس وجودياً، لافتا إلى أن عدم وجود دول مارقة في الشرق الأوسط كلها عوامل أسست لانكفاء إدارة أوباما عن الشرق الأوسط.
وأكد "إيبش" أن الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط وتصاعد الإرهاب وقربه من أوروبا وحاجة أوروبا للنفط كلها عوامل لمزيد من الانخراط الأمريكي.
شؤون خليجية-