وكالات-
يعقد وزراء الخارجية ووزراء المال والاقتصاد العرب، اجتماعين منفصلين، في الرياض، الخميس، في إطار التحضيرات الجارية لقمة الدمام، الأحد المقبل.
وبينما روج سفير السعودية بالأردن لجدول أعمال خلا من القضية الفلسطينية، كشف دبلوماسي عربي، أن العراق طلب إدراج بند حول «دعم النازحين داخليا في الدول العربية، والنازحين العراقيين بشكل خاص»، وتم إعداد مشروع قرار بهذا الشأن رفع إلى وزراء الخارجية العرب.
وفي وقت قال فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية «أحمد أبوالغيط»، إن معظم القادة العرب سيحضرون «قمة الدمام»، الأحد المقبل، أوضح أن القمة ستبعث بـ«إشارات واضحة» إلى إيران، ومطالبة المجتمع الدولي بتعديل الاتفاق النووي، والسلام بين الفلسطينين والإسرائيليين، مؤكدا أن ملف الأزمة الخليجية «غير مطروح على جدول أعمال القمة».
جدول بدون فلسطين
السفير السعودي في عمان الأمير «خالد بن فيصل بن تركي آل سعود»، الذي صمت طوال الأشهر الثلاثة الماضية، قرر فجأة توجيه الشكر لدور الأردن في نجاح القمة العربية السابقة دون سابق إنذار.
وقال في بيان له، الثلاثاء، إن القمة المقررة في السعودية، الأحد المقبل، تأتي لتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة ما تفرضه الأحداث من تحديات في المنطقة.
وعرض المسؤول السعودي جدول أعمال للقمة، تضمن «محاربة الإرهاب، والأوضاع المأساوية في سوريا، والتحديات السياسية والأمنية في العراق، والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية»، منوها، بأهمية دعم الجامعة العربية للتحالف العربي بقيادة السعودية لدعم الشرعية في اليمن.
ولم يذكر بيان السفير السعودي في الأردن أي إشارة إلى القضية الفلسطينية.
وجاء البيان ليتناقض مع بيان رسمي وزع في الرياض، الأربعاء، قال إن من أهم المواضيع التي سيناقشها اجتماع وزراء الخارجية العرب، الخميس، «بحث سبل تعزيز وتطوير العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تهدد الأمة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمات الراهنة في سوريا وليبيا واليمن».
السفير السعودي، في رسالته التي قيل إنها تهدف لشكر القيادة الأردنية التي تشارف على الاستلام والتسليم لرئاسة القمة وصف بلاده بأنها «بيت العرب الكبير» الذي يحتضن جميع القضايا العربية.
و«الحضن السعودي الكبير»، كما لاحظ مسؤولون أردنيون في نص رسالة السفير الأمير، لا يشمل الشعب الفلسطيني، حيث قالت الرسالة بوضوح وبالنص إن قمة السعودية العربية لا يوجد على جدول أعمالها أي بند له علاقة بفلسطين.
ولافت جدا في السياق أن جدول الأعمال السعودي، وليس العربي المقترح للقمة، لم يتحدث عن المبادرة العربية ولا عن الدولتين ولا عن دولة فلسطينية ولا عن حقوق الشعب الفلسطيني، حسب صحيفة «القدس العربي».
كما أن النص، لم يتطرق حتى للقدس ولا لدعم وتعزيز الوصاية الهاشمية عليها، ولم يتطرق لقرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بخصوصها ولا للتحديات التي تواجهها.
صفقة القرن
وعما إذا كانت القمة ستتناول ما يسمى بـ«صفقة القرن»، قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير «حسام زكي»، إنه أمرا يتطلب تنسيقا عربيا كاملا، وبالذات من الدول الأكثر متابعة وانغماسا في هذا الملف.
وأعرب عن اقتناعه بأن القمة، ستصب في اتجاه بلورة موقف عربي واحد إزاء هذا الموضوع المحوري.
ونفى اطلاع الجامعة على تفاصيل هذه الصفقة التي سيطرحها الجانب الأمريكي.
وكشفت مصادر دبلوماسية، أن القمة ستؤكد مجددا إدانتها ورفضها قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وتعتبر نية الإدارة الأمريكية نقل السفارة في شهر مايو/أيار المقبل، في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني «عملا استفزازيا»، كما ستدعو الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن هذا القرار.
نازحو العراق
في المقابل، كشف مصدر دبلوماسي عربي، أن العراق طلب إدراج بند حول «دعم النازحين داخليا في الدول العربية، والنازحين العراقيين بشكل خاص».
ولفت المصدر، إلى أنه تم إعداد مشروع قرار بهذا الشأن، رفع إلى وزراء الخارجية العرب، حسب صحيفة «الشرق الأوسط».
قضايا مكررة
وأضاف المصدر الدبلوماسي، إن مشروع جدول أعمال القمة العربية يتضمن 18 بندا، ويأتي في المقدمة التقارير المرفوعة إلى القمة، ومنها تقرير رئاسة القمة السابقة (الأردن) عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك.
كما يتضمن مشروع جدول الأعمال القضية الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، ودعم موازنة دولة فلسطين.
ويتضمن مشروع جدول الأعمال بنودا حول تطورات الأزمة السورية، وتطورات الوضع في ليبيا واليمن، ودعم السلام والتنمية في جمهورية السودان، ودعم الصومال، واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث في الخليج العربي.
كما يتضمن جدول الأعمال، التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واتخاذ موقف عربي إزاءها، وانتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وتطوير الجامعة العربية، وعقد قمة ثقافية عربية، الملف الاقتصادي والاجتماعي في ضوء مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، إضافة إلى موعد ومكان القمة العربية المقبلة الـ30 عام 2019.
بينما تحدث مصادر دبلوماسية عربية في الرياض، لصحيفة «الحياة»، إن القمة «ستعلن التمسك بالسلام كخيار استراتيجي وتشدد على عدم وجود سلام أو تطبيع علاقات مع (إسرائيل)، إلا إذا انسحبت من كامل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، واعترفت بالحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق اللاجئين في العودة والتعويض، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
مواجهة إيران
وفي ذات السياق، أعد المندوبون الدائمون بالجامعة، مشروع قرار خاص يدين التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، ومشروع قرار بإدانة اطلاق ميليشيات «الحوثيين» صواريخ باليستية على السعودية في شكل متكرر في الآونة الأخيرة.
أما التدخلات التركية في العراق وسوريا، فأُعد قرار خاص بها أيضا.
مشاركة كبيرة
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية «أحمد أبو الغيط»، فقال إن معظم القادة العرب سيحضرون قمة الدمام، ولن يتغيب عنها سوى المريض أو غير القادر على تحمّل أعباء السفر.
وأضاف أن القمة ستبعث بـ«إشارات واضحة» إلى إيران، تتعلق بتزويدها «الحوثيين» صواريخ باليستية أطلقت على الأراضي السعودية أخيرا، ومطالبة المجتمع الدولي بتعديل الاتفاق النووي.
وأكد أن الملف القطري «غير مطروح على جدول أعمال القمة»، قائلا إنه «ملف على الجانب».
أما المقعد السوري، فسيحمل علم سوريا، من دون تمثيل، كما في القمم السابقة منذ عام 2012»، حسب «أبو الغيط».
وأشاد بـ«حركة التغيير التي تشهدها المملكة العربية السعودية»، ووصفها بأنها «إيجابية للغاية»، وتمنى النجاح للمملكة وللقادة السعوديين في هذا الصدد.
واستبعد الأمين العام التوصّل إلى حل للقضية اليمنية، وقال: «لا يبدو لي أن ملف اليمن على وشك تحقيق انفراج سياسي».
وبالنسبة إلى ملف فلسطين، أكد «أبو الغيط» أنه «سيكون للقمة موقف من سلطة الاحتلال وتصرفاتها تجاه الفلسطينيين في غزة».
وردا على سؤال عن الاتهامات الدولية لنظام «بشار الأسد» باستخدام أسلحة كيماوية في دوما أخيرا، أشار إلى أن «هناك قرارات دائما ما تدرجها القمم العربية بشجب استخدام الكيماوي ضد الشعب السوري».
وكانت القمة العربية مقرر عقدها في مارس/آذار الماضي، لكنه تم تأجيلها نظرا لتعارض تاريخ انعقادها مع تاريخ الانتخابات الرئاسية في مصر.
وكانت وسائل إعلام، قد قالت إن القرار السعودي المفاجئ لنقل استضافة القمة إلى الدمام، بدلا من الرياض، جاء بسبب تخوفات من استهداف العاصمة الرياض بصواريخ حوثية باليستية خلال أعمال القمة، وهو أمر توقعه مراقبون وخبراء وأبلغوا به الحكومة السعودية، معبرين عن قلقهم أن يتسبب الأمر بإحراج كبير للمملكة أمام ضيوفها الذين سيأتون من مختلف الدول العربية، وبعض الجهات العالمية أيضا.
ويقول مراقبون إن اختيار الدمام، جاء لبعدها الكبير عن الحدود اليمنية التي يطلق منها «الحوثيون» الصواريخ، علاوة على قربها من إيران، ما قد يدفع ميليشيات «الحوثي» إلى الإحجام عن استهداف المكان بالصواريخ.
ويصل قادة الدول العربية المشاركة في القمة العربية بدءا من يوم 14 أبريل/نيسان الجاري، وسيكون في استقبالهم أمير المنطقة الشرقية أو نائبه والأمين العام لجامعة الدول العربية «أحمد أبو الغيط».