متابعات-
اختتمت، فجر اليوم الجمعة، أعمال القمة العربية الطارئة التي عقدت في مكة المكرمة، بالمملكة العربية السعودية، بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، متجاهلة العديد من الملفات العربية المهمة، ومركزة بشكل لافت على الموضوع الإيراني.
وشاركت قطر في القمة الطارئة، بوفد رفيع المستوى مثلها، برئاسة رئيس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، في قصر الصفا بمكة.
وتجاهل البيان الختامي للقمة مطالبات الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، القمة برفض "المحاولات الأمريكية الهادفة إلى إسقاط القانون الدولي والشرعية الدولية بما يسمى صفقة القرن". كما تجاهل قضية حصار قطر والأزمة الخليجية.
وأدان البيان هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، وكذلك تهديد أمن الخليج من قبل إيران.
وقال البيان: إن "العلاقات مع إيران يجب أن تقوم على احترام علاقات الجوار وعدم التدخل".
وأضاف: "ندين استمرار الدعم الإيراني للمليشيات الحوثية، وأيضاً التدخل الإيراني في شؤون دولة البحرين الشقيقة".
كما شددت القمة على "ضرورة وقف التدخل الإيراني المتواصل في الأزمة السورية"، منددة بما تقوم به طهران في الحرب السورية.
وشهدت القمة كلمات محدودة لرؤساء بعض الدول العربية، قبل اختتامها، في الوقت الذي اعترضت فيه دولة العراق على البيان الختامي، قائلة إنها لم تشارك في صياغته.
وافتتحت القمة بكلمة من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الذي قال إنه "من غير المقبول أن تنجر المنطقة إلى فصول جديدة من التوتر"، مطالباً بـ"تحرك عربي لمواجهة التهديدات التي تواجهها".
من جانبه دعا ملك السعودية المجتمع الدولي إلى الوقوف أمام التحديات التي تواجهها المنطقة، متهماً إيران ومن أسماها بـ"الجماعات الإرهابية"، بتقويض الأمن العربي.
وأشار في كلمته إلى "الاعتداءات التي تعرضت لها السفن في ميناء الفجيرة، والاعتداء على شركة أرامكو"، مضيفاً: "التمادي الإيراني في الدول العربية نتيجة عدم اتخاذ موقف حاسم من تصرفاته".
كما وصف أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، "تهديد أمن الملاحة وطرق التجارة بالتصعيد الخطير". واتهم جماعة الحوثيين في اليمن بـ"تجاوز الخطوط الحمراء"، قائلاً إنها "ساقت اليمن إلى الخراب".
في الوقت الذي دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في كلمته إلى "موقف عربي موحد لمواجهة التهديدات للأمن القومي العربي".
وقال الملك الأردني، عبد الله الثاني، إن التحديات تستدعي من الدول العربية "توحيد الجهود وتنسيق المواقف"، مضيفاً: "القمة العربية تنعقد في وقت نحتاج فيه لتوحيد مواقفنا".
وأبدى أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، تخوفه من أن يضيف التصعيد الذي تواجهه المنطقة "جرحاً إلى جروحنا السابقة"، مشيراً في الوقت ذاته إلى تطورات الأوضاع في سوريا واليمن والسودان والجزائر وليبيا.
وأضاف، في كلمته بالقمة العربية الطارئة، أن "مسيرة السلام في الشرق الأوسط تشهد تراجعاً على مستوى اهتمام العالم. وانعقاد القمة العربية يعبر عن خطورة ما نتعرض له اليوم".
فيما قال رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، إن مجلسه يسعى إلى إجراء "انتخابات ديمقراطية في السودان تشارك فيها كل القوى السياسية".
ويزاحم الملف الإيراني الشواغل العربية، عقب تصاعد التوتر في منطقة الخليج العربي على خلفية عقوبات واشنطن على طهران واتهامات للأخيرة بمحاولة زعزعة أمن المنطقة.
وبحثت القمة الطارئة التوترات مع إيران بعد هجمات على ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات، وضربات بطائرات حوثية مسيرة على محطات لضخ النفط في السعودية، في وقتٍ تنفي فيه طهران ضلوعها في الواقعتين.
وعقدت القمة العربية الطارئة في مكة بدعوة من الرياض لبحث تلك التهديدات. وعقدت القمة العربية عقب انتهاء القمة الخليجية الطارئة، وقبيل انعقاد القمة الإسلامية، المقررة اليوم الجمعة في مكة أيضاً.