أحمد شوقي- راصد الخليج-
في وقت تكون الأمة احوج فيه لابتكار مؤتمرات وتحالفات لانقاذها من الابتزاز الامريكي، وتكون الحتمية بها للتلاحم والتقارب وانقاذ الخليج من ازمته التي لا يعترف بها رسميا، ومضمونها ان اتفاق كوينسي التاريخي تغير مضمونه ليصبح الدفع والامتثال مقابل الحماية، بدلا من التحكم في النفط مقابل الحماية، في هذا التوقيت يتم تبني مؤتمرات دولية عكسية، والحفاظ على دورية مؤتمرات تصب في صالح الغرب وتمكينه اكثر واكثر من رقاب الخليج والامة!
وقد انطلقت في العاصمة البحرينية، الجمعة الماضي، فعاليات مؤتمر حوار المنامة الـ15، والذي استمر على مدى 3 أيام، بحضور ومشاركة صناع القرار في السياسة والدفاع والأمن في المنطقة والعالم.
ووفقا للوكالة البحرينية، فإن القمة جاءت بالتزامن مع العديد من التطورات الجديدة التي يشهدها الإقليم، وتستدعي من كبار الاستراتيجيين والمسؤولين في الشرق الأوسط والعالم دراستها والبحث فيها ووضع أنسب سبل التعاون لمواجهتها، خاصة أن مصادر التهديد باتت أكثر تنوعا وشمولا، وأخذت أشكالا أكثر حدة عن ذي قبل، ما يفرض مزيدا من العمل الجماعي والتنسيق للحد من آثارها وامتداداتها.
وهنا لنا تعليق، وهو كيف تناقش مصادر التهديد تهديداتها؟!، فالتهديد الرئيسي للمنطقة هو الاطماع الاستعمارية والتي ادت الى وقوع الازمات والحروب بين العرب وجيرانهم، وولدت الصراع بين الخليج وبعضه البعض، وولدت حربا وعدوانا غاشما على الشقيق اليمني.
هل هو مؤتمر للتعاون على منع التهديدات وحماية مصالح الخليج، ام مؤتمر لحماية مصالح الغرب بمزيد من التهديدات للخليج لابتزازه؟
المتأمل للاوضاع، يرى ان رعاية الغرب للاستقطاب بين الخليج وبعضه من جهة، والخليج وجيرانه من جهة اخرى، قد عاد بالسلب على اقتصاديات الخليج وامنه، وكلما ازداد الاستقطاب ومخاطره، كلما انتعشت مصالح الغرب ومصانع اسلحته وكلما سهل تمكينه من الامتيازات والتواجد الذي اقترب من ان يصبح احتلالا او اعلانا للانتداب.
تقول البحرين رسميا، ان القمة ناقشت على مدار 3 أيام وبحضور كوكبة من الوزراء والدبلوماسيين والمفكرين عدة قضايا محورية باتت تشكل في ذات الوقت فرصا ومخاطر جديدة لأمن واستقرار دول العالم ككل، ويأتي على رأسها: تلك التغيرات التي تشهدها جغرافية اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط في ظل الارتباط الوثيق والمتزايد بين موارد ومصالح دول العالم المختلفة، وفي القلب منها دول المنطقة وأقطاب النمو الجديد، وفقا لتقرير الوكالة البحرينية.
ومن المعلوم ان البحرين ليس هي من تحدد جدول المؤتمر وقضاياه، وهذه الترتيبات تتم بشكل بعيد تماما عن عقول الامن القومي البحريبني والخليجي (ان وجدت)، وانما تعد المحاور والقضايا عبر أحد أهم معاهد الفكر الاستراتيجي في العالم، وهو المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "آي آي أس أس IISS"، والذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرًا له.
وبالتالي، فإن الاستخبارات البريطانية هي من تحدد مؤتمرا خليجيا دوليا، فماذا نتوقع من هكذا مؤتمرات؟!
هناك شبه اتفاق دولي على تراجع امريكا، وبروز صراع اوربي امريكي على المصالح، وهناك سباق محموم على التواجد بمراكز استراتيجية حيوية، وهو تقسيم لتركة رجل العالم المريض الجديد، وهو بكل اسف العرب وتحديدا الخليج.
كانت الانتقادات توجه دائما للخليج بأنه يهتم بمصالحه دونا عن بعض مصالح الامة وعلى حساب بعض قضاياها، واليوم يحتار المرء كثيرا في نوعية الانتقاد الموجه للخليج، والذي لم يعد مهتما حتى بمصالحه ولا يعير اهتماما لجميع مصالح الامة وجميع قضاياها، هل اصبحت العروش هي المصلحة الوحيدة؟ وهل التفريط في جميع اوراق القوة والضغط هو ضمانة للعروش؟ فلنتأمل.