متابعات-
تحتضن مدينة العلمين الجديدة (شمال غربي مصر)، في وقت لاحق الإثنين، قمة عربية خماسية تم الترتيب لها على عجل وفق مصادر دبلوماسية، وتجمع قادة مصر والإمارات والبحرين والأردن والعراق، في سياق بحث تعزيز العمل المشترك، لا سيما مع التحولات الملفتة التي تشهدها المنطقة والعالم.
وتأتي هذه القمة بدعوة من الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين هذه الدول، وفق ما ذكرت صحف مصرية محلية.
وكان الرئيس الإماراتي "محمد بن زايد" أول القادة الواصلين إلى العلمين، حيث كان في استقباله نظيره "السيسي"، الأحد، ليجريا محادثات تناولت العلاقات الثنائية، واستعرضت التحديات الإقليمية والدولية، فيما وصفها مراقبون بأنها لقاء قمة ثنائي يستبق القمة الخماسية.
وأكد الرئيسان المصري والإماراتي، في بيانين منفصلين، نقلتهما الرئاسة المصرية ووكالة الأنباء الإماراتية "أهمية وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة العربية".
من جانبه، أفاد تلفزيون الأردن الرسمي بأن الملك "عبدالله الثاني" سيشارك في قمة العلمين، الإثنين.
وقال إن القمة تبحث العديد من القضايا التي تهم المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
في السياق ذاته، أفادت مصادر عراقية بأن رئيس الوزراء "مصطفى الكاظمي" سيزور مصر؛ للمشاركة في القمة العربية الخماسية.
ويشارك في القمة، كذلك، الملك البحريني "حمد بن عيسى"، الذي تصادف وجوده في مدينة العلمين؛ لقضاء إجازة صيفية، ومتابعة بعض الأمور الخاصة المتعلقة بممتلكات له في منطقة الساحل الشمالي بمصر، وفق ما ذكر مصدر دبلوماسي لصحيفة "العربي الجديد".
الدبلوماسي قال إن القمة "تم ترتيبها على عجل"، بعد تزامن زيارة "بن زايد" لمصر؛ لبحث مجموعة أمور ثنائية بين البلدين، فيما كان مقررا سلفا عقد قمة ثلاثية بين مصر والعراق والأردن ضمن آلية الاجتماعات الدورية بين قادة البلدان الثلاثة.
وتبحث القمة، حسب وسائل إعلام مصرية، التطورات الراهنة في العالم العربي في ضوء الأزمات والمشاكل الحالية، ومنها تداعيات وآثار الحرب الروسية الأوكرانية على دول المنطقة، وخاصة أسعار الأغذية التي أرهق صعودها ميزانيات بعض الدولة ومنها مصر.
كما تناقش الأزمة الراهنة في العراق والأوضاع على كل من الساحة الفلسطينية والليبية واليمنية، وأزمة وتداعيات الملء الثالث لـ"سد النهضة".
4 ملفات رئيسية
إلا أن مصادر دبلوماسية حددت 4 ملفات رئيسية للتباحث في القمة، أولها إيران على ضوء الاقتراب من إحياء الاتفاق النووي، وفق ما نقلت عنها صحيفة "العربي الجديد".
كما تناقش القمة في ملفها الثاني الاضطرابات السياسية التي يشهدها العراق، والاعتصام الذي تنظمه القوى التناحرة، في ظل جمود سياسي يفشل حتى الآن في اختيار رئيس للبلاد ورئيس للوزراء، ودعوات لإجراء انتخابات مبكرة.
كذلك تناقش القمة المصغرة، في ملفها الثالث، مصير القمة العربية التي من المقرر أن تستضيفها الجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في ظل المشهد العربي الحالي، ومساعي بعض الأطراف لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، والخلاف الجزائري المغربي.
أما رابع الملفات، فمن المقرر أن يبحث المجتمعون تطورات القضية الفلسطينية، وارتباطها الوثيق بالتطور الذي شهدته علاقة بعض البلدان العربية مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب "اتفاقات إبراهام" (اتفاقات التطبيع)، وكذلك على ضوء الاتصالات المصرية الأخيرة التي أثمرت عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إثر العدوان الإسرائيلي الأخير.
وتأتي القمة بعد نحو شهر من قمة عربية أمريكية، استضافتها السعودية بمشاركة الدول ذاتها، إلى جانب قادة عرب آخرين.
الجانب الاقتصادي
أما على الجانب الاقتصادي، فإن المجتمعين سيبحثون، وفق وسائل إعلام مصرية محلية، تطورات اتفاق التعاون والشراكة الصناعية الموقع في مايو/أيار الماضي، بين مصر والإمارات والأردن، قبل أن تنظم إليهم البحرين.
ويبحث المجتمعون التحوط ضد اضطرابات سلاسل التوريد بشكل أساسي، وربط سلاسل التوريد الخاصة بهم ودمج شبكاتها الصناعية واللوجستية لتقليل اضطرابات سلاسل التوريد، في ظل أزمة الغذاء التي تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية.
وسبق أن عقدت مصر والأردن والعراق، عدة لقاءات على مستوى القادة ورؤساء الوزراء، أجريت خلالها مباحثات حول مشاريع الربط الكهربائي والتجارة البينية والمنطقة الاقتصادية المشتركة وتعزيز التكامل في الأمن الغذائي والدوائي، إضافة إلى فرص التعاون في الصناعة.
ولاحقا، انضم إليهم ممثلون عن الإمارات والبحرين والسعودية.
وفي يونيو/حزيران الماضي، استضاف "السيسي"، ملك البحرين "حمد بن عيسى آل خليفة"، والعاهل الأردني الملك "عبدالله الثاني بن الحسين"، في قمة بشرم الشيخ، بحثت العلاقات الأخوية الوثيقة ومسارات التعاون الثنائي البناء بين الدول الثلاث، والتنسيق المتبادل تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك.
كما عقد الرئيس المصري، في أبريل/نيسان الماضي، لقاءً مع ملك الأردن والرئيس الإماراتي في القاهرة.
وفي مارس/آذار الماضي، استضاف العاهل الأردني "السيسي"، و"بن زايد"، ورئيس مجلس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي"، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء في السعودية الأمير "تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز"، في لقاء استهدف تعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات.
كما جرى خلالها تبادل لوجهات النظر حول مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة ما يتعلق بمواجهة تداعيات الظروف العالمية على قطاعات الأمن الغذائي والطاقة والتجارة.