متابعات-
انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم السبت، "قمة القاهرة للسلام 2023" لمناقشة الأوضاع الجارية في غزة، والسعي لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع.
وبحثت القمة أيضاً تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، وعملية السلام المتعثرة من نحو 9 سنوات، حيث أكد المشاركون على ضرورة حل القضية الفلسطينية ورفض كافة المحاولات الإسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة قسرياً.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية للقمة: إن "تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن تحدث، وخاصة على حساب مصر".
وأضاف أيضاً: "الشعب الفلسطيني يرفض ترك أرضه حتى لو كان تحت الاحتلال، وتهجير الفلسطينيين يعني إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية".
وتابع قائلاً: "ندين بوضوح استهداف المدنيين المسالمين"، مطالباً بوضع "خريطة طريق تنهي المأساة الإنسانية بغزة وإحياء مسار السلام.. وخريطة الطريق يجب أن تبدأ بوقف إطلاق النار وصولاً لإقامة دولة فلسطينية".
كما دعا السيسي إلى "توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء في غزة"، مضيفاً أن "مصر انخرطت في جهود مضنية لتنسيق المساعدات الإنسانية للمحاصرين في غزة".
وشدد على أن "القصف الإسرائيلي المستمر للجانب الفلسطيني من معبر رفح أعاق المساعدات، وبجب ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل مستدام وآمن".
كما شدد بالقول على أن "حل القضية الفلسطينية الوحيد هو حصول الفلسطينيين على حقهم في تقرير مصيرهم، ويجب إحياء الأفق السياسي لتنفيذ حل الدولتين وفقاً لمقررات الشرعية الدولية".
لا يمكن قبول سياسة العقاب الجماعي
من جانبه قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في كلمته: إن "إسرائيل تجعل حل الدولتين مستحيلاً من خلال تسريع الاستيطان"، مشدداً على أن "ما يحدث اليوم هو نتيجة الفشل في تحقيق حل مستدام".
وأضاف قائلاً: "لا يمكن تهميش 5 ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال، ونرفض بشكل قاطع التهجير القسري للفلسطينيين، وهو خط أحمر لنا جميعاً".
كما شدد على أن "الأولوية اليوم هي وضع نهاية فورية لما يحدث في غزة، فالحصار الإسرائيلي على غزة استمر لسنوات طويلة وسط صمت دولي".
وشدد العاهل الأردني أيضاً على أن "حرمان سكان غزة من الغذاء والمياه والكهرباء أمر مدان، ويستدعي المحاسبة".
كما أشار أيضاً إلى أنه "لا يمكن قبول سياسة العقاب الجماعي ضد سكان غزة وما يحدث جريمة حرب".
لا للتهجير
من جانبه أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة رفضه القاطع لتهجير شعب غزة من أرضه وأرض أجداده.
ودعا ملك البحرين في كلمته إلى "العمل على الإفراج عن جميع الأسرى وإيصال المساعدات"، مشدداً على أنه "لا استقرار في الشرق الأوسط بدون حل الدولتين".
كما أكد أيضاً أن "حل الدولتين هو الضمانة الحقيقية، للتعايش بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وشدد الملك حمد بن عيسى آل خليفة على أن "تطورات الأحداث في غزة تؤكد الحاجة الملحة لاحتواء هذه الأزمة الخطيرة"، مؤكداً أنه "لن يكون هناك استقرار في الشرق الأوسط دون تأمين حقوق الشعب الفلسطيني".
لن نرحل
من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أن غزة "تواجه عدواناً إسرائيلياً موجهاً ضد المدنيين".
وشدد أيضاً على أن "حل الدولتين وإنهاء الاحتلال وفق جدول زمني معروف هو الحل للأزمة الراهنة"، مؤكداً أن "دوامة العنف تتجدد باستمرار بسبب غياب العدالة وإهمال حقوق الفلسطينيين".
كما حذر الرئيس الفلسطيني من تداعيات "سياسة تهجير الفلسطينيين"، داعياً "مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني"، مختتماً كلمته قائلاً: "لن نرحل وسنبقى في أرضنا".
تحرك عاجل
من جانبه دعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إلى تحرك عاجل لوقف فوري للتصعيد العسكري في غزة.
وشدد في كلمته على أن "المملكة تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه"، مطالباً "بفتح فوري لممرات إنسانية آمنة إلى غزة".
كما أكد وزير الخارجية السعودي "رفض المملكة بشكل قاطع محاولة التهجير القسري للفلسطينيين"، مطالباً "المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بالتقيد بالقانون الدولي".
وشدد أيضاً على رفض المملكة بشكل قاطع انتهاكات القانون الإنساني الدولي من أي طرف، مؤكداً أن "الأحداث المأساوية في فلسطين تحتم التحرك العاجل لوقف إطلاق النار".
سعي إماراتي
من جانبه قال الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة له: "شاركت اليوم في قمة القاهرة للسلام، في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة، تعمل الإمارات مع أشقائها وأصدقائها على الوقف الفوري لإطلاق النار".
كما أوضح أيضاً أن بلاده تعمل كذلك على "توفير الحماية للمدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة، وتفادي توسع الصراع ما يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، وإيجاد أفق للسلام الشامل".
وشارك في القمة قادة من دول الخليج، هم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كما شارك في القمة أيضاً ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع العماني شهاب بن طارق آل سعيد، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.
ومن أبرز المشاركين كذلك كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزراء خارجية كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وتركيا.
وتقام القمة في وقت تتواصل فيه جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة لليوم الـ15 توالياً، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، صباح اليوم، أن 352 شهيداً سقطوا خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع عدد الشهداء منذ بدء الحرب إلى 4489 شهيداً فيما أصيب 13300 آخرون.