يوسف حمود \ الخليج أونلاين
في ظل مساعٍ عربية لوقف الحرب في غزة ولبنان، تستعد الرياض لاستضافة قمة عربية إسلامية مشتركة استثنائية هي الثانية بعد قمة سابقة عقدت في نوفمبر من العام الماضي.
وتهدف السعودية ودول عربية وإسلامية إلى إظهار كيفية التحرك على الساحة الدولية لوقف الحرب وإدانة الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن إيجاد حلول جذرية للقضية الفلسطينية.
كما يتوقع أن تكون القمة المرتقبة مكملة للقمة السابقة التي عقدت في الرياض أيضاً، والتي نتج عنها تشكيل لجنة مكونة من وزراء خارجية عدد من دول إسلامية عملت على حشد موقف دولي كبير ضد استمرار الحرب على غزة حينها.
أهداف القمة
وبحسب ما أعلن وزير الإعلام السعودي سلمان بن يوسف الدوسري (22 أكتوبر)، فإن المأمول من القمة أن تسهم في وقف العدوان الإسرائيلي.
وثمن الدوسري، في بيان له بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء السعودي، "ما حظي به مقترح المملكة لعقد قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة في مدينة الرياض من دعم وتأييد"، متطلعاً "إلى خروج القمة بقرارات تسهم في وقف العدوان الإسرائيلي، وحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق".
كما نقلت قناة "سكاي نيوز عربية" عن مصادر قولها إن التحضيرات جارية لعقد القمة بداية نوفمبر المقبل في السعودية، موضحة أن القمة ستناقش عدة قضايا؛ من بينها وقف الحرب على غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتأكيد مسار حل الدولتين وخطة السلام العربية.
وجاء الحديث عن القمة وفق القناة قبيل وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة وزيارته السعودية (23 أكتوبر)، حيث تأتي لتأكيد أهمية مسار حل الدولتين ووقف الحرب في غزة ولبنان.
كما ذكرت أيضاً أن "الولايات المتحدة طلبت من دول أوروبية وضع تصور لدعم السلطة الفلسطينية"، مضيفاً: "بلينكن ناقش مجدداً خطة السلام الجديدة مع شركاء بلاده في أوروبا، فيما يجري عدد من الدول العربية مباحثات جديدة بشأن ضمان تنفيذ خطة السلام الجديدة".
وكانت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي عقدت العام الماضي، دعت دول العالم إلى وقف تصدير الأسلحة إلى سلطات الاحتلال وإيقاف الحرب على غزة.
كما أعلنت تشكيل "اللجنة الوزارية المكلفة" بهدف حشد الجهود الدولية للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، حيث زارت اللجنة عدة عواصم غربية، من بينها واشنطن وموسكو ولندن، وعواصم أخرى، على مدار الأشهر الماضية للضغط من أجل الاعتراف بدولة فلسطين.
تحركات عربية
وبحسب بيان الحكومة العراقية، أجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الثلاثاء (22 أكتوبر)، اتصالاً هاتفياً مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والحرب المستمرة منذ أكثر من سنة في غزة ولبنان.
وذكر البيان أن السوداني ومحمد بن سلمان تناولا خلال الاتصال الهاتفي تطورات الأوضاع، كما ناقشا الإعداد لقمة إسلامية حول الأحداث وتداعياتها التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها.
أما "سكاي نيوز عربية" فقالت إن زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى السعودية ولقاءه مع ولي العهد السعودي (22 أكتوبر) تضمن نقاشاً حول جدول أعمال القمة العربية الإسلامية القادمة.
يقول عبد العزيز العنجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز "ريكونسنس" للبحوث والدراسات، إن مواجهة تصرفات نتنياهو تتطلب تكاتفاً دولياً وليس جهوداً فردية، مضيفاً في حديثه لـ"الخليج أونلاين":
المطلوب حالياً هو تنسيق مكثف للضغوط الدبلوماسية والسياسية والإعلامية لثنيه عن اتخاذ خطوات متهورة.
نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحرب، ولا يمكن للرئيس الأمريكي جو بايدن إجباره على تغيير مساره.
على الرغم من قوة الولايات المتحدة وقدرتها على فرض رؤيتها عالمياً، فإن التعامل مع نتنياهو يمثل تحدياً مختلفاً لأسباب عديدة.
كل خطوة تهدف إلى تقليص قدرة نتنياهو على جر المنطقة إلى صراع واسع، هي خطوة ضرورية ومحورية.
العالم لا يريد حرباً إقليمية، ولذلك فإن المؤتمرات الدولية سواء كانت عربية أم إسلامية أم آسيوية، أو تضم دول أمريكا الجنوبية، تؤدي دوراً حاسماً في تكوين ضغط جماعي على "إسرائيل".
هذا التعاون الدولي يمكن أن يحد من خيارات نتنياهو، خاصة مع تضاؤل الوقت المتاح أمامه لاتخاذ قرارات متهورة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
إذا لم يتم التحرك بفعالية فقد نشهد تصعيداً خطيراً يجر المنطقة إلى صراع أوسع.