ماجد أبورمية- الانباء الكويتية-
أي برلمان في العالم يعمل من خلال مثلث الرقابة والتشريع وتمثيل الشعب أمام الحكومة، وهذا يحدث في البرلمانات القوية التي تهز السلطات التنفيذية هزا إذا أخلت بواجباتها أمام الشعب.
أما البرلمانات الديكورية فهي أهون من بيت العنكبوت لأنها تسير في دوامة التبعية للحكومة وتتقاذفها الرياح في كل جانب، ولا يهم نوابها سوى مصالحهم الشخصية فقط، ولتذهب مصالح الشعوب إلى الجحيم.
أقول هذا الكلام مع افتتاح دور الانعقاد المقبل لمجلس الأمة الحالي اليوم، وأقول إن على نواب هذا المجلس استغلال الوقت السعي للإصلاح السياسي، ومواجهة الحقائق التي فشلت في تنفيذها الحكومة وسن قوانين لانتشال البلاد من دوامة الفشل والتخبط والعشوائية والركود الاقتصادي، وكفى الوقت الذي أضاعه النواب من عمر هذا المجلس في مناقشة أمور بعيدة كل البعد عن هموم المواطن، وكأن إثارة النعرات من قبل بعض النواب كانت لعبة سياسية أديرت باقتدار لإشغال بقية النواب عن حل مشاكل المواطن والوطن.
ولهذا نقول ونردد دائما إننا بحاجة لمجلس يعمل لصالح البلاد، ويعمل من أجل تثبيت الحريات ويصون حقوق المواطن، ونحن بحاجة لمجلس يرفع من شأن الوطن من خلال حل جميع مشاكله ولسنا بحاجة لنواب يصطفون خلف الحكومة في كل كبيرة وصغيرة.
لسنا بحاجة لمجلس ينفذ أجندة الحكومة لتحميل المواطن تبعات عجز الميزانية بعد انخفاض أسعار النفط، ونقولها إلا اللعب على هذا الوتر فيجب ألا يتحمل المواطن هذه التبعات، خاصة أن الدراسات تؤكد أن 95% من الشعب الكويتي مدين للبنوك ولشركات السيارات وغيرها، وبالتالي لا يجوز أن تفرض الضرائب أو زيادة الرسوم على الخدمات أو غيرها من الأمور بحجة الإصلاح الاقتصادي.
ونطالب هذا المجلس بحل المشاكل المترهلة منذ سنواتـ فإلى متى نبني جامعات ومدارس ومعاهد في دول نكرت جميل الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم، ونحن عجزنا عن إتمام جامعة الشدادية التي أتمت 20 عاما ولم تكتمل! بل أصبحت مرتعا للحرائق بين كل فترة وأخرى.
ونقول إن المرحلة المقبلة مرحلة عمل وليست مرحلة مجاملات أو محاباة على حساب المواطن، ونؤكد أن حلول مشاكل الشعب هي المحك للحكم على أعمال هذا المجلس وليست الأقوال فقط.