رأي الوطن العمانية-
يشكل القطاع السياحي أحد القطاعات الأساسية التي تعتمد عليها السلطنة في خطتها الخمسية الساعية إلى إحداث تنويع اقتصادي، يقلل من تداعيات الاعتماد على النفط؛ لذا اهتمت استراتيجية السياحية العمانية 2040 بتنفيذ حزمة واسعة من البرامج والخطط والمشاريع السياحية التي من شأنها رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي وتعظيم حجم العائد الاقتصادي، حيث ترتكز الاستراتيجية على استثمار الميزات التنافسية الثرية التي تمتلكها السلطنة والمتمثلة في الإرث الحضاري والثقافي، والمقومات البيئية والطبيعية، ومبادئ التنمية المستدامة، بالإضافة إلى المرتكز الرئيسي الأبرز والمتمثل في الإنسان العماني والدور المنوط به في هذه العملية التنموية، مع التركيز على إيجاد سياحة تكاملية بين مختلف محافظات السلطنة باستهداف مشاريع نوعية تتناسب مع احتياجات مختلف فئات المجتمع وذات قيمة اقتصادية مضافة يمكن أن تسهم في إيجاد مشاريع سياحية تدار بأيدٍ وطنية.
وتعكس الأهمية الكبيرة التي توليها حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بهذا القطاع الاقتصادي المهم والآمال المعقودة عليه خلال المرحلة القادمة، تلك المشاريع المتنوعة التي تراعي التوزيع الجغرافي العادل الذي يراعي مميزات كل محافظة، ليكون هناك توزيع عادل يشمل كل ربوع الوطن. ففي محافظة مسقط يقام الآن عدد من المشاريع السياحية الواعدة، مثل مشروع “أوماجن” بولاية السيب الذي سيقام على مساحة أرض تبلغ مليون متر مربع، وهو عبارة عن منتجع كبير يشتمل على فندقين يوفران 500 غرفة فندقية، ويتوقع أن يوفر 800 فرصة عمل، ومشروع “نسيم الصباح” الذي يقام على مساحة 400 ألف متر مربع، ويحتوي على 300 غرفة ويوفر 800 وظيفة، كما سيتم بولاية قريات تنفيذ مشروع “منتجع قريات للطيران” على الطريق الساحلي، حيث تبلغ أرض المشروع 1.282.300 متر مربع، ويشتمل على فندق من 96 غرفة وملعب للجولف، ويتوقع أن يوفر 300 وظيفة. أما في محافظة شمال الباطنة فستشهد المحافظة تنفيذ مشروع منتجع شاطئ النخيل، ومنتجع الخيال على مساحة أرض تبلغ 6.520.214 متر مربع، حيث يتكون المشروع من 4 فنادق توفر 210 غرف، وملعب للجولف بـ18 حفرة، ويتوقع أن يوفر أكثر من 700 وظيفة.
ومن المشاريع المهمة في محافظة شمال الشرقية مشروع “منتجع رأس الحد” بولاية صور بالتعاون مع شركة الديار القطرية وسيتم تنفيذ المشروع على مساحة أرض تبلغ 2.005.706 متر مربع، ويتكون من قرية تراثية ومركز للحياة البرية. أما في محافظة ظفار فهناك العديد من المشاريع المتوقع تنفيذها بالمحافظة من أبرزها مشروع “منتجع أفتليقوت” بمساحة الأرض المخصصة للمشروع 4.240.842 متر مربع، ويوفر 4 فنادق بحوالي 735 غرفة، بالإضافة إلى ملعب للجولف بـ18 حفرة وسوق متكامل بمختلف الخدمات، حيث يتوقع أن يوفر المشروع500 فرصة عمل، وغيرها من المشاريع الواعدة التي ستؤهل قطاع السياحة إلى أن يضع لنفسه مكانًا على خريطة السياحة العالمية.
ومع هذه المخططات الطموحة للقطاع السياحي، تأتي أهمية المهرجانات السياحية التي تسهم في تحسين كفاءة التسويق السياحي، وتلعب دورًا مهمًّا في التنمية السياحية المستدامة، عبر التعريف بالموروث الشعبي للمحافظات التي تقام بها المهرجانات، وتشجع تسويق المنتجات اليدوية والصناعات التقليدية لتلك المحافظات؛ لذا تعد من أهم أنواع السياحة الحديثة، كونها تشمل نشاطات متنوعة تتفاعل فيها كل عناصر العملية الإنتاجية الجاذبة للسياح، والتي تعكس الصورة الحضارية للسلطنة، ويتزامن الحديث عن المهرجانات السياحية مع انطلاق فعاليات مهرجان ضنك السياحي الذي تنظمه لجنة السياحة بفرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الظاهرة بالتعاون مع إدارة السياحة بمحافظة الظاهرة، والذي يهدف لإبراز الجوانب السياحية والترفيهية والطبيعية والتراثية والتسويقية التي تتمتع بها ولاية ضنك خصوصًا وأن الولاية تتمتع ببيئة سياحية متنوعة، أضف إلى ذلك الفعاليات التراثية التي ستقام وستتوزع على مختلف قرى الولاية أبرزها سباق عرضة الهجن ومسابقات الرماية التقليدية، والأمسيات الأدبية والشعرية والترفيهية المختلفة، مما يعد فرصة حقيقية للتعريف بالمقومات السياحية التي تزخر بها ولاية ضنك. ويحتوي المهرجان على العديد من الأجنحة أبرزها جناح الألعاب الشعبية وجناح القرية التراثية، بالإضافة إلى الأيام السياحية والثقافية والفنية والترفيهية طيلة أيام المهرجان، بالإضافة إلى الخيمة البدوية والفنون التقليدية، والبرامج التسويقية خاصة تلك التي تدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما سيشمل المهرجان تنظيم ندوة عن فرص الاستثمار السياحي بمحافظة الظاهرة، ومسابقة للرماية ببلدة قميراء بولاية ضنك، وعرضة الإبل ببلدة دوت بولاية ضنك، بالإضافة إلى سباق للدراجات الهوائية.
إنها تجربة رائعة ـ دون شك ـ تسمح للمحافظات الأخرى بإبراز مقوماتها السياحية والتراثية والطبيعية والتنافس في هذا المجال.