تتلاشى أوقات الازدهار لشركة طيران الشرق الأوسط والتي أدّى توسّعها السريع لاشتعال معركة كلامية مع منافسيها في أوروبا والولايات المتّحدة في إطار التنافس على العملاء.
وقالت شركة طيران الاتحاد بأبوظبي الأحد الماضي أنّها ستخفّض عددًا غير محدد من وظائفها كجزء من إعادة هيكلة أقسام الشركة بسبب تباطؤ النمو وسط ضعف الاقتصاد العالمي.
وكانت شركات الطيران المملوكة للدولة الواقعة على الخليج العربي قد ازدهرت في السنوات الأخيرة، وجذبت الركاب من المنافسين من خلال تقديم وسائل الراحة والرفاهية على متن أساطيلها الجويّة سريعة النمو من طائراتها الجديدة.
وقد جهّزت شركة طيران الإمارات، أكبر شركة في العالم من حيث النقل الدولي، والتي يقع مقرّها في دبي أماكن للاستحمام على متن مجموعتها من طائرات الايرباص سوبر جامبو SE A380»». ووفّرت منافستها في أبو ظبي، طيران الاتحاد، غرف خاصة وخدمة المربّية على مجموعتها من طائرات ««A380 أيضًا.
وأثار صعود شركات الطيران تلك حفيظة الشركات العالمية العريقة في أوروبا والولايات المتّحدة، والتّي اتهمت الشركتين الإماراتيتين بالإضافة إلى شركة طيران قطر بالاستفادة من مليارات الدولارات من الدعم الذي يشوّه مبدأ المنافسة. وأنكرت الثلاث شركات الخليجية حصولها على أي نوعٍ من الدعم.
لكنّ ركود أسعار النفط لوقت طويل مع انخفاض توقّعات النمو الاقتصادي العالمية قد أضرّت بحجوزات الشركات في العديد من الأسواق الناشئة التي تخدم شركات الشرق الأوسط، الأمر الذي أجبرها على مراجعة خطط النمو.
وقال رئيس شركة طيران الإمارات «تيم كلارك» من لندن، أنّ الشركة تقوم أيضًا بتقليص الوظائف وتؤخّر قرارًا بشأن شراء طائرات جديدة بعيدة المدى من بوينج أو إيرباص بسبب ضعف توقّعات النمو. وقد بدأت الشركة وضع رسوم من أجل تخصيص المقاعد لبعض الذين يشترون أرخص التذاكر، وتخطّط لإطلاق مقاعد اقتصادية جديدة لتعزيز المبيعات ردًّا على انخفاض أسعار التذاكر.
وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي أنّ شركات الطيران في الشرق الأوسط قد تشهد تراجعًا في الأرباح الجماعية بشكلٍ حاد العام القادم إلى نحو 300 مليون دولار بانخفاض قدره 600 مليون دولار عن العام الحالي الذي تقدّر أرباحه بـ 900 مليون دولار.
وكانت شركة طيران الإمارات قد أكدت الشهر الماضي وجود انخفاض في صافي أرباحها في النصف الأول من العام بـ 75%، وأشارت إلى تقلبّات العملة والتباطؤ في الطلب الناتج عن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي. وحذّر السيد «كلارك» أنّ نمو الطلب على الرحلات الجوية سيتباطأ خلال السنوات القادمة.
وقال متحدث باسم شركة طيران الاتحاد الاثنين أن الجزء الأكبر من تقليص الوظائف سيأتي من عدم ملء الوظائف التي تصبح فارغة. وتملك أيضًا مجموعة طيران الاتحاد، والتي توظّف ما يقارب 26 ألف شخص، أسهمًا في مجموعة من شركات الطيران المتعثّرة بما في ذلك طيران برلين وإيطاليا.
وتحتدم المنافسة. فقد أعلنت لوفتهانزا تجهيز ميزانية طويلة المدى لمنافسة شركات الخليج. وتحركت إير فرانس نحو خطّة مماثلة.
وقال أندرو تشارلتون، المستشار لدى «أفييشن أدفوكاسي»، أنّ الطائرات التكنولوجية الجديدة تمثّل رياحًا عكسية أخرى. وقد نمت الشركات الخليجية من خلال جذب الركّاب إلى مراكزها الضخمة. «لكنّ التكنولوجيا تتقدم، كما تفعل دائمًا، ونرى الآن بعض شركات الطيران قد بدأت التحليق فوق الخليج».
وأعلنت شركة كانتاس الجوية هذا الشهر عن خططها للربط المباشر بين بيرث وأستراليا ولندن، متخطية دبي وشريكتها التجارية الوثيقة طيران الإمارات. وقال السيد «كلارك« أنّ النمو قد يتأثر أيضًا بالمشاعر الحمائية في الكثير من البلدان.
وقد استندت بعض شركات الطيران الغربية، بما في ذلك خطوط دلتا الجوية في الولايات المتّحدة وإير فرانس في أوروبا، إلى بلدانها من أجل الحد من نمو منافساتها.
وأخبر الرئيس التنفيذي لشركة خطوط دلتا الجوية «إد باستيان» المستثمرين هذا الشهر أنّه قد حصل على «تشجيع كبير» بالتزام الرئيس المنتخب دونالد ترامب تجاه الصفقات التجارية في الولايات المتحدة. وكانت الشركة من بين من اتّهم الشركات المنافسة في الشرق الأوسط بانتهاك قواعد اتفاق الأجواء المفتوحة بين البلاد.
وقال السيد كلارك: «آمل تمامًا أنّ السيد ترامب، الذي لديه العديد من المصالح التجارية خارج الولايات المتّحدة، لا يعارض التجارة الحرّة».
وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد-