موقع "ميدل إيست آي"-
سلط موقع "ميدل إيست آي" الضوء على أصداء الإعلان عن إطلاق شركة "طيران الرياض" السعودية الجديد على التوازي مع الإعلان عن صفقة ضخمة لشراء طائرات بوينج 787 دريملاينر بقيمة 37 مليار دولار، مشيرا إلى أن المملكة تخطط الشركة ستحدث هزة في سوق الطيران المدني بالمنطقة.
وذكر الموقع البريطاني، في تقريرترجمه "الخليج الجديد"، أن خبراء الطيران يتوقعون أن تعيد السعودية استثمار عائدات النفط في الشركة الناشئة لتمكينها من مواجهة منافساتها: طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية، حيث يولي ولي عهد المملكة، الأمير محمد بن سلمان، اهتماما خاصا بتنويع واسع النطاق لاقتصاد بلاده.
وفي هذا الإطار، تشمل الخطط السعودية المستقبلية إطلاق شركة طيران أخرى، هي "خطوط نيوم الجوية" بحلول عام 2024.
وكجزء من هذه الرؤية، سيعتمد النجاح المتوقع لطيران الرياض على النمو السياحي المتوقع داخل المملكة، إذ تخطط الحكومة لجذب 100 مليون سائح سنويًا بحلول نهاية هذا عقد من الزمان، وتريد لهذا القطاع توفير واحدة من كل 10 وظائف بالمملكة، والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 3 و10% بحلول عام 2030.
ويعد طيران الرياض جزءًا من تحول أكبر في تخصيص الأموال بالميزانية السعودية، الأمر الذي أثار دهشة المتشككين، مع استمرار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تنفيذ الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.
ورغم قمع أي شكل من أشكال المعارضة المحلية، إلا أن ولي العهد السعودي يربط نفوذه الدولي بإصلاح صورة المملكة في الغرب، عن طريق إصلاحات اقتصادية واجتماعية، تشمل جذب المقرات الرئيسية للشركات الأجنبية إلى البلاد مقابل حصولها على عقود حكومية مربحة.
لكن الموقع البريطاني ينقل عن رئيس تنفيذي سابق لشركة طيران خليجية، أن الإنفاق السعودي على شركات طيران جديدة "ربما لم يأخذ احتياجات السوق في الاعتبار بشكل كافٍ"، مشيرا إلى أن صندوق الثروة السيادية السعودي قد "يفرط في الاستثمار بقطاع الطيران، ما قد يؤدي إلى حروب أسعار" حسب تعبيره.
ورغم ذلك، يتوقع خبراء الطيران أن يكون لـ "طيران الرياض" ميزة تنافسية في القدرة على تكوين تحالفات مع شركات من قطاعات أخرى، خاصة أن رئيس الشركة هو محافظ الصندوق السيادي السعودي، ياسر الرميان، وهو أيضًا ممول لدوري الجولف LIV، ورئيس مجلس إدارة شركة الطاقة العملاقة أرامكو، ورئيس مجلس إدارة نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي.
وفي السياق، قال لينوس باور، العضو المنتدب لشركة الاستشارات Bauer Aviation Advisory، التي تتخذ من دبي مقراً لها: "إن تشكيل تحالفات مع شركات غير متعلقة بالطيران يمكن أن يساعد طيران الرياض على توسيع شبكتها وتقديم حزم سفر أكثر شمولاً لعملائها".
وإزاء ذلك، تتزايد المخاوف بالنسبة لدول الخليج الأصغر مع تنامي القوة الاقتصادية السعودية، ويحذر الخبراء من أن شركات الطيران الخليجية الصغيرة قد تصبح مهمشة.
ويتوقع جون جرانت، الشريك في شركة الاستشارات Midas Aviation، أن تتنافس شركة الطيران الناشئة مع طيران الرياض على استغلال الأسواق في آسيا، حيث يمر العمال المهاجرون الخليجيون حاليًا عبر دبي والدوحة وأبو ظبي.
وأضاف جرانت: "الجميع سيتقاتلون على نفس الحصة من الركاب"، محذرا شركات الطيران الخليجية من الدخول في حرب أسعار.
وبينما يتوقع بعض المحللين اتجاهاً متنامياً لرحلات الطيران الطويلة دون توقف، والتي قد تهدد خدمات الرحلات التي تقدمها شركات الطيران الخليجية، إلا أن أندرو تشارلتون، من أفييشن أدفوكسي، وهي شركة استشارات مقرها سويسرا، يقول إنه "لا يزال هناك طلب كافٍ على شركة طيران أخرى".
وأوضح ان العديد من الركاب سيستمرون في البحث عن رحلات طيران بأسعار معقولة إلى وجهات تنمو في إفريقيا وآسيا ولكنها "ليست قوية أو كبيرة بما يكفي لمسافات طويلة جدًا"، ما يعني أن سوق رحلات الترانزيت سيظل قائما.
وأشار إلى أن شركة الطيران يمكنها أيضًا الاستفادة من خط السياسة الخارجية المستقلة للمملكة العربية السعودية، خاصة بعد عودة العلاقات مع إيران، والتي من شأنها توسيع إطار السوق.