ابن الديرة- الخليج الاماراتية-
تعتبر السياحة أحد مصادر الدخل المهمة للدول، باعتبارها صناعة متكاملة تعنى بالمكان والزمان والقائمين على المرافق السياحية ومنفذي خدماتها لجهة السياح الذين ينفقون عملات صعبة تساهم في كل المجالات التي تمر بها، في تقوية الاقتصاد الوطني، عبر إنعاش حركة التداول فيه، وتنشيط الحركة التجارية ولعل السياحة الداخلية هي السند الأول لصناعة سياحية ناجحة، لا تترك حساباتها جميعها مرهونة فقط بأعداد السياح القادمين من مختلف دول العالم، إضافة إلى مزاياها الأخرى، فعالم السياحة له ترمومتر يصعد ويهبط وفقا لعوامل عديدة، أبرزها طبيعة العلاقات بين الدول، ومستوى الأسعار في البلد المستهدف بالسياحة، ومقدار ما يتمتع به من استقرار وأمان بحيث يكون السائح آمنا على نفسه وعرضه وماله، يتمتع بالمعالم السياحية من دون منغصات.
والاهتمام بصناعة السياحة الداخلية، يعني أن تقفز مسألة الاهتمام بالعنصر البشري المواطن إلى الصدارة، فهذا المجال من العمل لا يحتمل القسمة والشراكة، على صعيد صبغه بالطابع الوطني الحر، بدءا من رجال الإرشاد السياحي الذين يجب أن يكونوا مواطنين ولا يزاحمهم أحد في التعريف بتاريخ بلادهم، ومواقعها، آثارها وقلاعها وحصونها، وأسماء الأماكن ومسميات الأشياء، وغير ذلك الكثير مما يعني أن هذه الصناعة تحتاج مواطنا من نوع خاص ، وليس جامعيا فقط.
كل الخدمات المطلوبة في المواقع السياحية تعلن عن نفسها، بأثواب جديدة وأشكال مختلفة عما تعودها الجمهور، لأنها تقدم إلى أنواع محددة من الناس ، لها اهتمامات علمية وتاريخية، وتهوى التمتع بجمال الطبيعة وما صنعت يد الإنسان الخبيرة، الماهرة، وهي كوضع طبيعي يجب أن تقدم بأسعار سياحية، لكنها هنا ليست مبالغا فيها، وتراعي أن السائح هو ابن البلد آو ضيفها المقيم فيها، وبالتالي تكون أسعارها أكثر عقلانية من تلك التي تقدم للسائحين الأجانب.
ولذلك نجد كثيرا من الدول السياحية التي تهتم بأماكنها وخدماتها وأسعارها السياحية لجذب السائح الأجنبي، لا تغفل عن حقيقة وجود السائح المحلي، فتقدم له الخدمة ذاتها بسعر أقل يكون مناسبا لمستوى الدخل ومستوى المعيشة وحتى مستوى إنفاق المواطن نفسه، على ما يمكن أن يعتبر في خاتمة المطاف من الكماليات وليس الضروريات، فتكون مهارة صناع السياحة بتوفير الحوافز له ليكون زبونا دائما في خدمة صناعة السياحة في بلاده.
إذن، تشجيع السياحة الداخلية مهمة وطنية تنهض بها الدولة أولا، ومؤسساتها تاليا، ولنا أن نتصور حجم السياحة الداخلية الذي سيكون عليه كل مرفق سياحي في البلاد، فيما لو تم وضع تخطيط استراتيجي بخارطة زمنية تكفل زيارة معظم مدارس الدولة للاماكن السياحية على مدار العام الدراسي.