شؤون خليجية-
مع بداية الإجازة الشتوية بالمملكة العربية السعودية، يتجه آلاف المواطنين السعوديين والوافدين بالمملكة إلى السفر للدول الآسيوية والأوروبية لقضاء إجازاتهم، بما يدفع عجلة التنافسية بين شركات السياحة والسفر المحلية لتقديم العروض السياحية والحوافز الحصرية.
وأكد وليد السبيعي، عضو لجنة وكالات السفر والسياحة بالغرفة التجارية في الرياض، أن أكثر من 223 ألف سائح سعودي، هي الحصيلة المتوقعة لعدد السياح الذين يستعدون لحزم حقائبهم لقضاء إجازة منتصف العام خارج المملكة.
وأوضح "السبيعي"، في تصريحات صحفية، أمس الاثنين، أن أنظار السعوديين تتجه في إجازة نصف العام إلى 6 وجهات رئيسية خارجية: هي " دبي، إسطنبول، القاهرة، شرم الشيخ، لندن، كوالامبور"، لافتاً إلى أن دبي احتلت المركز الأول في رحلات المملكة للخارج، لقربها في المسافة، ومناسبتها لجميع الطبقات، مع توافر الخدمات لجميع للعائلات السعودية.
ونفي "السبيعي" وجود سياحة داخلية داخل المملكة، مبيناً اقتصار توجه أغلب السعوديين لمكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء شعائر دينية فقط لا غير.
زيادة عدد الرحلات الخارجية في 2015
وشهد العام المنصرم 2015، تزايداً ملحوظاً في عدد الرحلات السعودية مقارنة بعام 2014، وهو ما أشار إليه، محمد بن محفوظ، نائب رئيس السياحة والسفر بمجموعة "إيلاف"، قائلاً: "إن عدد الرحلات السياحية السعودية إلى الخارج خلال العام 2015 بلغ 5.8 مليون رحلة سياحية، بنسبة نمو 2.4% عن العام 2014، وبإجمالي مصروفات للمغادرين يصل إلى 24.1 مليار ريال بنسبة نمو 11%"، لافتاً إلى أن هذه الرحلات تمحورت بالدرجة الأولى حول السفر لأغراض الإجازة، وزيارة الأقارب، والأعمال والفعاليات، بالإضافة إلى أغراض أخرى كالدراسة والعلاج وغيرها.
عزوف المواطنين عن السياحة الداخلية
وأرجع مراقبون أسباب عزوف المواطن السعودي عن السياحة الداخلية، إلى انخفاض أسعار السياحة الخارجية عن الداخلية بنسب تصل إلى 20%، بجانب توفير السكن الملائم وبخدمات جيدة وبأسعار مناسبة، توفر أماكن ترفيهية راقية وكبيرة، دون قيود أو شروط وبأسعار رخيصة جدًا قياساً بخدمات أقل وأسعار أعلى بالداخل، بالإضافة إلى انتشار ثقافة التعامل مع السائح، مما يجعله يشعر باهتمام الغير به ومحاولة توفير الأجواء المناسبة له لقضاء إجازته مع عائلته بمتعة تامة، ووجود هيئات رقابية على المنشآت السياحية لتقويم جودة الخدمة المقدمة، مما يساهم في توفير التنافسية بينها لإرضاء السائح القادم لتلك البلدان.
بدوره، طالب عبد الله الغروي، المستثمر السياحي، بتهيئة البنية التحتية من القطاع الخاص لجذب عدد من السياح للداخل، مبينًا أن هناك دولًا تعتمد كليًا على السياحة التي ينميها القطاع الخاص. وشدد على ضرورة إنشاء مشاريع سياحية ذات رسوم متناسبة مع معظم طبقات المجتمع لتشجيع السياحة الداخلية، لافتًا إلى السياحة الداخلية تختزل على مدينة جدة من سكان المناطق الأقل نمواً، لما تتمتع به من شاطئ وخدمات متنوعة، ولكنها لم ترق لخلق برامج سياحية تجذب سياح الخارج.
وأكد فواز الحامد، مدير شركة الواحة للخدمات السياحية، أنّ "السياحة الداخلية تفتقد التسويق الناجح، أسوة بتلك التي تبذلها الحكومات الخليجية الأخرى. ويخلو الواقع السياحي في السعودية أيضاً من معظم العناصر الكفيلة بالنهوض بهذا القطاع، لكن ذلك لا يمنع أن السعودية تزخر بمواقع سياحية تنافس تلك المواقع الكائنة في المدن الخليجية أو العربية".
ارتفاع أسعار الطيران
وأدى الإقبال الشديد على السياحة الخارجية إلى ارتفاع نسبة السفر والحجوزات خلال هذه الأيام، التي تعدت أكثر من 100% مقارنة بالعام الماضي، فضلًا عن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران الدولية.
وكشف عبدالرحمن الفهد، مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة والمتحدث الرسمي، أن أسعار تذاكر الرحلات الدولية مرنة ومتعددة وقابلة للارتفاع، ويحكمها وقت الحجز ومواسم السفر، مشيرًا إلى أن تذاكر الطيران الدولي تختلف كليًا عن الرحلات الداخلية.
وأوضح "الفهد" أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران الدولية تعتمد على درجة السفر ونوعية الحجز، الذي يبدأ من الحجوزات التشجيعية لدرجة الضيافة، وهي أسعار تشجع على الحجز المبكر لمواعيد السفر، ويليها درجتا الأعمال والأولى، وتتفاوت أسعارها حسب المواعيد، مضيفًا أن الأسعار الدولية مرنة وهناك درجات أسعار متعددة على كل رحلة، تبدأ من الأسعار التشجيعية وتنتهي بأسعار أعلى يحكمها وقت الحجز ومواسم السفر، وهي خيارات بيد الركاب المسافرين.
وفي السياق ذاته، بدأت المملكة السعودية في تطبيق الأسعار الجديدة لتذاكر الرحلات الداخلية بعد رفعها بنسبة 10 في المئة، فيما أشار "الفهد" إلى أن الخطوط السعودية للنقل الجوي إحدى شركات المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، ومقبلة على التخصيص ونشاطها تجاري، معتبرًا أسعار التذاكر على درجة الضيافة للرحلات الداخلية هي الأقل عالميًا، حسب تقارير المستشارين والمختصين ولا تزال بعد رفع السعر، مشيرًا إلى أن الزيادة ستوجه لتحسين الخدمات. مؤكداً رفع قيمة تذاكر الرحلات الداخلية بخلاف الدولية في ظل انخفاض أسعار النفط، لأن الأخيرة ترتفع وتنخفض حسب المواسم والعرض والطلب.