أنعش استحواذ شركة "أدبتيو" الإمارتية على أسهم مجموعة الخرافي في الشركة الكويتية للأغذية (أمريكانا)، التي تقـدر قيمتها بنحـو 2.4 مليـون دولار، البنوك الكويتية؛ لأن مجمـوعة الخرافي تدين لعدد من البنوك الكويتية بمليـارات الـدولارات، ومـن المؤكـد أنهـا سوف تستخـدم أمـوال الصفقـة في سـداد هـذه الديون.
وأعلنت شركة أدبتيو، ومجموعة الخير للأسهم والعقارات، الذراع الاستثمارية لمجموعة الخرافي، في بيانين منفصلين، توقيع اتفاق ملزم لبيع حصة الأغلبية التي تملكها مجموعة الخرافي في أمريكانا، وقدرها 69%، بسعر 2.65 دينار للسهم الواحد، وذلك بعلاوة سعرية 26% فوق آخر سعر للسهم في البورصة.
وبحسب خبراء المال والأعمال فإن البنوك الكويتية قد تكون الرابح الأكبر من هذه الصفقة، التي تقدر قيمتها بنحو 2.4 مليار دولار، إذ إن مجموعة الخرافي تدين لعدد من البنوك الكويتية بمليارات الدولارات، ومن المؤكد أنها سوف تستخدم أموال صفقة أمريكانا في سداد هذه الديون.
ورغم عدم وجود أرقام دقيقة للديون المستحقة على المجموعة التي تعد واحدة من أكبر مجموعات المال والأعمال في منطقة الخليج، إلا أنها تقدر بنحو 6 مليارات دولار، بحسب مصدر قريب من المجموعة تكلم لرويترز.
وعقب إتمام الصفقة سجلت أسهم مجموعة الخرافي -التي تنافس عليها كثيرون خلال السنوات الماضية- ارتفاعات بالحد الأعلى بعد الصفقة، وشهد السوق عموماً نشاطاً لافتاً غاب عنه لفترات طويلة، فيما أشارت المصادر لصحيفة "الجريدة" الكويتية، أن قيمة صفقة شركة الخير ستبلغ كلفتها نحو 711.612 مليون دينار (نحو 2.5 مليار دولار).
وعاد سهم "أمريكانا" للتداول مطلوباً بنحو مليوني سهم بالحد الأعلى، بسعر 2.200 دينار للسهم، من دون توفر أي عروض، ولم يبادر أي مستثمر بالبيع، خصوصاً أن أمامه فرصة للبيع بسعر أعلى، بما قيمته 450 فلساً، أي ما يوازي 20.5% زيادة بين البيع في السوق أو البيع في العرض.
وإلى جانب أمريكانا، التي وصفت بالأكبر في الشرق الأوسط، وبعد تعثر لفترة طويلة، فإن مجموعة الخير تمتلك حصصاً في عدد من الشركات المدرجة في بورصة الكويت؛ ومنها زين للاتصالات المتنقلة، ومجموعة الصناعات الوطنية، وشركة الاستثمارات الوطنية، وشركة الخليج للكابلات، وشركة الساحل للتنمية والاستثمار، وشركة المال للاستثمار، والشركة الأولى للاستثمار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مجموعة الخرافي تمتلك العديد من الشركات الأخرى غير المدرجة في البورصة، ومن أهمها شركة الخرافي ناشيونال، التي وقّعت في مايو/أيار الماضي مع شريكتها شركة ليماك التركية عقد بناء مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت بكلفة إجمالية قدرها 1.312 مليار دينار (4.3 مليارات دولار).
ومن المقرر أن تُستخدم صفقة ديون شركة الخير بالكامل لخفض لمصلحة 4 بنوك؛ وهي: بنك الخليج يحوز على 111 مليون سهم، مرهون قيمتها نحو 295 مليون دينار، وبنك الكويت الوطني 76 مليون سهم، مرهون قيمتها 201 مليون دينار، البنك الأهلي المتحد، مرهون 45 مليون سهم قيمتها 119 مليون دينار، والبنك الأهلي الكويتي نحو 37 مليون سهم، مرهون قيمتها 98 مليون دينار.
وكشفت مصادر مصرفية كويتية أن البنوك الدائنة منحت شركة الخير الوطنية للأسهم والعقارات، التي تعود لها أسهم شركة أمريكانا، الموافقات النهائية على تحرير الأسهم المرهونة، والسماح ببيعها، وبدأت البنوك بالتواصل مع بنك الكويت المركزي لإخطاره بالتطورات النهائية التي حدثت أخيراً، وكذلك بالمبالغ المالية التي ستكون تحت التحصيل.
وتتوج هذه الصفقة واحداً من أطول مساعي الاستحواذ في المنطقة، حيث كانت حصة المجموعة في أمريكانا، التي تملك امتياز الشرق الأوسط لسلسلة مطاعم دجاج كنتاكي، وبيتزا هت، وتنتج الأغذية تحت علامتها التجارية؛ معروضة للبيع منذ أوائل عام 2014.
وأرهقت المخصصات الاحترازية (المشكوك فيها) البنوك الكويتية، فيما ستعالج الصفقة تلك المخصصات، لذلك ستكون المستفيد الأكبر من الصفقة؛ لأنها اعتادت منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 تجنيب مخصصات احترازية كبيرة مقابل الديون المشكوك في تحصليها، وهو ما أثر سلباً في أرباحها، في وقت تكافح فيه هذه البنوك من أجل الوفاء بمتطلبات اتفاقية بازل 3.
ومن المتوقع أن تكون انعكاسات الصفقة كبيرة جداً على الإمارات، حيث تمتد أسواق أمريكانا حالياً إلى جميع بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتوقع خبراء أن تتوسع في في السنوات المقبلة لتصل إلى أسواق أكثر من 1.2 مليار عربي ومسلم، كما تملك الشركة أكثر من 1690 نقطة بيع، وتوظف أكثر من 63 ألف شخص في المنطقة العربية، كما أن لديها 17 مصنعاً في المنطقة وخارجها، وتزيد مبيعاتها السنوية على 3.2 مليارات دولار، حيث توجد في 105 مدن حول العالم.
وعلق رجل الأعمال الإماراتي، محمد العبار، الذي يقود تحالفاً خليجياً، على الصفقة قائلاً: "تعد أمريكانا مجموعة مميزة بلا شك، وذات تاريخ ناجح وطويل، ويسعدنا الحصول على فرصة نسعى من خلالها إلى أن نكون جزءاً من هذا الإرث الذي قامت أمريكانا ببنائه خلال العقود الخمسة الماضية"، فيما قال الرئيس التنفيذي لمجوعة الخرافي، لـؤي جاسـم الخرافي: "ليس لدينـا أدنى شك في أن أمريكانا ستصل بقيـادة العبـار إلى آفـاق جديدة بصفتهـا المجمـوعة الرائده في مجال الأغذية والمطاعم في المنطقة".
الخليج اونلاين-