هبط مؤشر بورصات قطر والسعودية ودبي بنسب متفاوتة، اليوم الإثنين، في الوقت الذي أكد فيه خبير مالي قطري أن التراجع في بورصة الدوحة أمر عارض.
ونزل مؤشر البورصة القطرية 7.6 بالمائة، في الساعة الأولى من التعاملات. وكانت بعض الأسهم القيادية في السوق هي الأكثر تضرراً؛ إذ هوى سهم فودافون قطر الأكثر تداولا بالحد الأقصي المسموح به يوميا والبالغ عشرة بالمائة. وهبط سهم بنك قطر الوطني، أكبر مصرف في البلاد، 5.7 بالمائة.
وبحسب بيانات البورصة، يشكل مستثمرو السعودية ودول الخليج الأخرى على ما جرت العادة عليه ما بين 5 و10% فقط من التعاملات اليومية في بورصة قطر.
كما هبطت أسواق خليجية أخرى؛ حيث نزلت بورصة دبي 0.8 بالمائة، بينما خسرت السوق السعودية 0.2 بالمائة.
أمر عارض
من جهته، قال الخبير المالي والمحلل في شركة نماء للاستشارات، «أحمد ماهر» لـ«العربي الجديد»، إن «التراجع الحاد في سوق الدوحة للأوراق المالية، اليوم، أمر عارض بسبب التأثيرات النفسية للأزمة الدبلوماسية بين قطر ودول خليجية، ولا يتعلق بأساسيات السوق وأوضاع الشركات، حيث لا تعاني البلاد من أزمة اقتصادية، وبالتالي فإن السوق سوف يعود إلى طبيعته مع انتهاء الخلاف».
وأضاف «ماهر» أن المستثمرين في البورصة القطرية سوف يتابعون التطورات، خلال الفترة المقبلة، وسيكون المنحنى في اتجاه تصاعد أو تراجع الأزمة، مشيراً إلى أن أزمة سحب السفراء السابقة استطاع السوق أن يتخطاها بسبب قوة الاقتصاد القطري، بل وخرج منها مستثمرون بأرباح جيدة.
وأوضح أن معدلات التداول جيدة رغم تراجع مؤشرات السوق صباحاً بأكثر من 7%، ما يعكس وجود رغبة في الشراء في مقابل عمليات البيع، موضحاً أن التداول تخطى 70 مليون ريال في الساعات الأولى من التداول.
وأكد «ماهر» أن المستثمرين يستطيعون أن يجنوا أرباحاً طويلة المدى، لأن العديد من الأسهم القطرية باتت أسعارها أصبحت مغرية، متوقعاً زيادة نشاط المضاربين في خلال هذه الفترة.
وقال «طلال طوقان»، رئيس بحوث الأسهم لدى الرمز للأوراق المالية، لوكالة «رويترز» إن من غير الواضح إلى أي مدى سيستمر الخلاف، وإن الأسواق قد تتعافى بسرعة إذا هدأت التوترات.
وأضاف «هذا رد فعل على الجلبة السياسية التي لها أثر مباشر على التقلبات. قد يكون ذلك قصير الأجل، وقد يزول بالكامل إذا بدأ الموقف السياسي يهدأ».
وقال «كونال داملي»، وهو وسيط مؤسسات لدى بنك سيكو البحرين، إن الصناديق الحكومية القطرية قد تتدخل لدعم سوقها، في وقت لاحق من اليوم
يذكر أن بعد أن بدأت الأسواق بصعود حاد للعقود الآجلة للنفط الخام بارتفاع نسبه 1.6% بفعل الأزمة الدبلوماسية بين دول الخليج، وقطع العلاقات مع قطر، تراجع النفط الخام من جديد اليوم الاثنين، الأمر الذي محا مكاسب سابقة كانت مدفوعة بالصدع السياسي في الشرق الأوسط، قبل أن يعيد المستثمرون التركيز على تضخم المخزون.
وارتفعت أسعار النفط في وقتٍ مبكر من اليوم بعد أن قطعت السعودية وثلاثة دول أخرى علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، إلا أنّ المستثمرين لا يزالون متشائمين حيال الوفرة المفرطة في المعروض في سوق النفط، وتراجعت المكاسب في وقتٍ متأخر من صباح اليوم في لندن.
وانخفض خام برنت بنسبة 0.8% ليصل إلى 49.55 دولارًا للبرميل في بورصة لندن للعقود الآجلة. وفي بورصة نيويورك التجارية، انخفضت العقود الآجلة لأسهم غرب تكساس المتوسطة بنسبة 0.7% عند مستوى 47.36 دولارًا للبرميل. وانخفض النفط بأكثر من 4% الأسبوع الماضي، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ أوائل مايو/أيار، وذلك بعد أن شعر المستثمرون بخيبة الأمل لأنّ أوبك لم ترفع حصة خفض إنتاجها خلال اجتماعها في 25 مايو/أيار.
العربي الجديد-