أثار إعلان السلطات السعودية، فرض الضريبة الانتقائية على التبغ «الدخان» بجميع مشتقاته، انقسام بين المغردين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بين مؤيد وشامت في المدخنين، ومعارض للقرار.
وجاء قرار الجمارك السعودية، تنفيذا لقرار سابق اتخذه مجلس التعاون الخليجي، بفرض الضريبة الانتقائية مع مطلع 2017.
وعبر وسم «علبة الدخان بـ26 ريال»، شارك آلاف المغردين متناقلين صورة لأسعار السجائر الجديدة، معلنين خلو العديد من المراكز التجارية الكبري «سوبر ماركت» من علب الدخان «السجائر» وسط ترقب التجار للإعلان عن قيمة الزيادة في أسعار الدخان داخل المملكة.
وحصد الوسم أكثر من 80 ألف تغريدة، جعلته يتصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولا في المملكة.
وتداول النشاطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لقائمة أسعار الدخان «التبغ» المتوقعة، بعد إقرار زيادة التعريفة الجمركية.
إحصائيات
وزادت مشكلة التدخين، في السعودية، استفحالاً وخطورة مؤخرا، إذ أثبتت دراسات محلية أن ما يقارب 30% من سكان المملكة يمارسون هذه الظاهرة، أي ما يقارب 6 ملايين نسمة، وأوضحت أن فئة 17-40 عاماً هي الفئة الأكثر ممارسة للتدخين.
وتصدّرت منطقة تبوك، نتائج دراسات الهيئة العامة للإحصاء الأخيرة عن عدد المدخنين الذكور في السعودية، حيث كشفت أن نسبة الذكور المدخنين من عمر 15 عاما فأكثر نحو 32.05% في منطقة تبوك، فيما كانت أقل نسبة في منطقة عسير وبلغت 11.08%، في حين بلغت النسبة في بقية المناطق قرابة 20% لنفس الفئة العمرية.
وبينت النتائج أن معدل تدخين التبغ بكل أنواعه بين الذكور من عمر 15 عاما فأكثر تبلغ 20.35%، فيما تبلغ لدى الإناث 0.31%، في حين تباينت نسب المدخنين بين مناطق السعودية.
فيما كشت دراسة أخرى، أُجريت مؤخراً، وتم تطبيقها على مدارس المرحلة الثانوية في كل من الدمام والظهران والخبر، أن نسبة التدخين في المرحلة الابتدائية وصلت إلى 27% خلال عامين، في حين بلغت 53% بين طلاب المرحلة المتوسطة، وبلغت نسبة التدخين في المرحلة الثانوية على العينة محل الدراسة 20%.
وأشارت الدراسة إلى أن ما نسبته 99% من إجمالي أعداد الذين يعالَجون من آثار تعاطي المخدرات في مستشفيات ومجمعات الأمل للصحة النفسية في السعودية بدأوا حياتهم بتدخين السجائر.
فيما سجلت قيمة واردات السعودية من لفائف السجائر خلال فترة الثمانية أشهر من العام الجاري، نموا نسبته 13% مقارنة بقيمتها بنفس الفترة من العام الماضي.
وبلغت القيمة خلال الـ8 أشهر من العام الجاري،2.90 مليار ريال، مقارنة بـ2.57 مليار ريال لنفس الفترة من العام الماضي.
ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة «الاقتصادية» استند إلى بيانات الهيئة العامة للإحصاء، فقد بلغت كمية لفائف السجائر التي استورتها السعودية خلال الـ8 أشهر من عام 2016 نحو 27.5 ألف طن، مقارنة بـ 26.3 ألف طن لنفس الفترة من العام الماضي مسجلة نموا نسبته 4% ما يعادل نحو 1.16 ألف طن.
وافتتحت وزارة الصحة عام 2015، نحو 28 مركزاً جديداً للإقلاع عن التدخين خلال ثلاث سنوات، لتصبح أكثر من 70 مركزاً وعيادة.
ورغم الحملات الكثيرة للتوعية بمخاطر التدخين، والدراسات الصحية التي تنتشر بين فترة وأخرى وتؤكد ارتباط العديد من الأمراض الخطرة بممارسة التدخين، فإن ذلك لم يمنع من تزايد نسب المدخنين سنوياً، خاصةً في الفئات العمرية الصغيرة في المملكة؛ إذ حلت السعودية في المرتبة الرابعة عالمياً في استهلاك التبغ مقارنة بعدد السكان، وقد ذكرت جمعية «نقاء» لمكافحة التدخين أن نحو 22 ألف مدخن يموتون سنوياً بسبب التدخين، بمعدل 62 فرداً يومياً.