قدر خبراء تقنيون إجمالي عدد الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها السعودية سنويا بنحو 60 مليون محاولة اختراق، بمعدل 160 ألف هجمة يومية، 50% منها تصدر من الصين.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في ندوة بعنوان «أمن المعلومات.. تحديات ومسؤوليات» نظمتها «الغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة الشرقية»، أمس الأربعاء، في مدينة الدمام، شرقي المملكة.
ووفق صحيفة «عكاظ» السعودية (خاصة)، أكد المدير التنفيذي في إحدى الشركات الأهلية، المهندس «عامر البشارات»، خلال مشاركته في الندوة، أن الهجوم الذي تعرضت له شركة «أرامكو السعودية» (أكبر منتج للنفط في العالم) عام 2012 شكل عنصرا أساسيا لابتعاث العشرات من السعوديين للدراسة بالخارج من أجل التخصص في أمن المعلومات.
وأوضح أن الهدف من الهجوم الإلكتروني، الذي تعرضت له «أرامكو»، آنذاك، يكمن في تعطيل ضخ انتاج النفط؛ ما يعني الحاجة إلى كفاءات متخصصة في «الاختراق الأخلاقي» لحماية البيانات والشبكات الخاصة سواء للمؤسسات الحكومية أو الأهلية.
واعتبر تحرك «الكلية التقنية» في الدمام (حكومية) لإنشاء أكاديمية «أمان» تحت التأسيس، خطوة ضرورية لسد الحاجة الماسة لأمن المعلومات، من الحاجة الماسة في أمن المعلومات؛ حيث ستعقد الكلية دورات احترافية في أمن المعلومات بواسطة كوادر احترافية ومتخصصة.
ونوه بوجود 30 مافيا إلكترونية مرتزقة في روسيا على سبيل المثال، متخصصة في اختراق الشركات والأنظمة الحكومية، مقابل الحصول على الأموال.
ولفت إلى أن المملكة تولي أهمية بالغة لأمن المعلومات، ولعل «نظام جرائم المعلومات» السعودي يمثل إحدى أدوات الردع؛ فالعقوبات تصل إلى السجن لمدة 20 سنة بالإضافة للغرامات المالية التي تصل إلى مليون ريال ().
وأضاف: «يصل إجمالي الطلب العالمي على وظائف أمن المعلومات إلى مليون وظيفة سنويا»، متوقعا مضاعفة العدد خلال السنوات القادمة، خصوصا في ظل الثورة التقنية التي تتجاوز الثورة التعليمية في جميع العالم.
وذكر أن اقتصاد المملكة يمثل 1% من الاقتصاد العالمي؛ ما يعني أن الحاجة السنوية لوظائف أمن المعلومات في السوق السعودية يبلغ 10 آلاف وظيفة، لافتا إلى أن العرض في قطاع أمن المعلومات يتجاوز الطلب بمرات عديدة.
والأسبوع الماضي، قالت شركات أمريكية لأمن الانترنت إن نسخة من «شامون»، وهو فيروس كمبيوتر مدمر عطل عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في شركات الطاقة بالشرق الأوسط قبل أربع سنوات، جرى استخدامه في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم لمهاجمة أجهزة كمبيوتر في السعودية ودول أخرى بالمنطقة.
ولاحقا، أعلن مركز الأمن الإلكتروني في السعودية أن جهات خارجية، لم يسمها، حاولت تعطيل جميع الخوادم والأجهزة لعدة منشآت حكومية بهدف الاستيلاء على معلومات، لافتا، عبر بيان، أن الهجمات «استهدفت عدة قطاعات منها الحكومية وقطاع النقل وجهات أخرى».
وتعطي الحكومات والشركات اهتماما كبيرا لمثل هذه الهجمات؛ لأن إعادة أنظمة الكمبيوتر المصابة للعمل مرة أخرى يمكن أن تكون مكلفة جدا، وتستهلك وقتا كبيرا.
وخلال الهجمات التي استخدم فيها الفيروس «شامون» في الماضي ترك المتسللون صورا لعلم أمريكي يحترق على آلات في شركتي «أرامكو السعودية» و«راس غاز» القطرية عام 2012.
وقال «ديمتري أبيروفيتش»، مدير وحدة التكنولوجيا في شركة «كراود سترايك» الأمريكية المتخصصة في أمن الإنترنت، إنه من المرجح أن يكون قراصنة يعلمون لصالح الحكومة الإيرانية وراء هجمات 2012.
وأضاف أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت نفس المجموعة وراء الهجمات الجديدة، من عدمه.