الخليج أونلاين-
تناقلت مختلف وسائل الإعلام السعودية، منذ يوم الثلاثاء (20 أغسطس الجاري)، بياناً حكومياً كشف عن مخاوف من انتشار عملة إلكترونية سعودية مشفرة، بدا واضحاً أنها تحقق رواجاً داخل البلاد.
ففي بيانها حذرت وزارة المالية السعودية من التعامل أو الاستثمار في العملات الافتراضية، ومنها عملات مشفرة وصفها البيان بأنها "مزيفة" ولا علاقة للمملكة بها.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الوزارة أن العملات المشفرة لا تعد عملات أو أصولاً معتمدة داخل المملكة، لكونها خارج نطاق المظلة الرقابية.
وأشارت إلى "ما تنطوي عليه كثير من تعاملاتها من احتيال وشبهة استخدامها في تعاملات مالية غير مشروعة ومحظورة نظاماً".
ولفتت النظر إلى "ظهور عملات افتراضية تدعي علاقتها بتمويل مشاريع أو أنشطة أو الاستثمار بالمملكة، وتستخدم اسم العملة الوطنية للمملكة (الريال السعودي)، أو شعار المملكة (سيفان متقاطعان ونخلة) للتسويق بشكل مضلل لأنشطتها، مثل (كريبتو ريال) أو غيرها من العملات الافتراضية الأخرى، تنفي المملكة صلتها بمثل هذه العملات".
وأوضحت أن "أي استخدام لاسم العملة الوطنية أو اسم أو شعار المملكة من قبل أي جهة للتسويق للعملات الافتراضية أو الرقمية، سيكون عرضة للإجراءات القانونية من قبل الجهات المختصة بالمملكة".
ما هي "كريبتو ريال"؟
على موقعها الإلكتروني تفصح عملة "كريبتو ريال" عن أن وجودها جاء لحاجة المنطقة الخليجية، التي لم تظهر فيها عملة مشفرة على الرغم من الثقل الاقتصادي الذي تمثله في العالم.
وذكر موقع العملة السعودية المشفرة أنه "في السنوات القليلة الماضية تطورت العملات الرقمية المشفرة واستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا من الاتجاه الحديث إلى النشاط اليومي. وبعبارة أدق، وجد تحليل التكنولوجيا والبيانات استخداماً في كل جانب من جوانب حياة الأشخاص، بغض النظر عن خلفيتهم أو نشاطهم التجاري أو منطقتهم المتدفقة، ومع ذلك، لم يتم تضمين مجلس التعاون الخليجي في هذا التحول".
ووفقاً لهذه الحاجة -بحسب الموقع- وُجدت شركة "كريبتو ريال".
وتابع يقول: "كانت الرؤية النهائية للفريق هي تصميم نظام بلوك تشين فريد وحديث مع منصة ذكاء اصطناعي مدمجة، بالإضافة إلى ذلك فإن نظام بلوك تشين يتم الاحتفاظ به مع قاعدة بيانات، التي تعد أول بيانات استخدام التشفير الحقيقي".
وفقاً لهذه الحقيقة -يقول الموقع- فإن قاعدة البيانات مفيدة للغاية، وتعتبر ذات قيمة كبيرة في السوق، مؤكداً أن المواطنين سيتمكنون من شراء بضائع مختلفة باستخدام عملة الكريبتو ريال، وأنه يمكن رؤية نتائج هذا المشروع في مجالات التعليم والزراعة والتكنولوجيا الحيوية والجوانب الأخرى التي لا تعد ولا تحصى.
ويستطرد الموقع يوضح حقيقة "مشروع كريبتو ريال" مبيناً أنه يتكون أساساً من 3 طبقات، كل واحدة منها لها هدف فريد، حيث يقدم الهدف المطلق للمشروع إعادة عرض نظام الذكاء الاصطناعي الحديث والتكنولوجيا.
البنية التحتية من كريبتو ريال، لكونها الطبقة الأولى، هي في الواقع الجزء الأساسي من المشروع، وتجمع هذه الطبقة بين المشاريع الفرعية للنظام الإيكولوجي في الفكرة الرئيسية الهادفة إلى إنشاء منصة استشارات لامركزية لكل من الشركات الناشئة والمستثمرين في جميع أنحاء العالم.
وأيضاً تقديم مجموعة واسعة من الحلول والخدمات، يضمن الفريق سيطرة المستثمرين على استثماراتهم وتطور المشروعات، مع إعطاء الفرصة لإدارة حسابهم من أي مكان في العالم، ومن المتوقع أن يصل عدد عملاء كريبتو ريال إلى 100 مليون عميل في جميع أنحاء العالم.
تشير الطبقة الثانية المسماة "Verticals" إلى المشاريع الفرعية للبنية التحتية ومركز البيانات. ويتم دعم خدمات البيانات من كريبتو ريال مع أحدث نسخة من الذكاء الاصطناعي، ويرجع ذلك إلى أن مجموعة ونوعية الخدمات من المتوقع أن تحقق أرباحاً كبيرة للشركة في المستقبل.
تشير المشاريع الفرعية إلى مختلف مجالات المعيشة، على سبيل المثال: التعليم والصحة والزراعة. ولكن ما هو اتصال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وتحليلات البيانات إلى هذه الحقول من الحياة اليومية؟
يجيب الموقع عن سؤاله موضحاً أن لكل من التقنية الحيوية أو الزراعة خطوة أولى؛ وهي جمع معلومات كافية حول تعقيد معين وإدخالها في مركز البيانات.
تتكون الطبقة الثالثة من "كريبتو ريال" من الأدوات اللازمة لتحقيق العملية، فبعد بناء مركز البيانات والخروج مع حل لمشكلة معينة، فإن الخطوة التالية هي اتخاذ إجراء، وهو الذي يشير إلى الروبوتات والطائرات بدون طيار.
يقول الموقع إن جذور المشروع تجد استخدامه في الحياة اليومية والأنشطة البشرية، مثل الطهي وغسل الأطباق أو غسيل الملابس.
وإجمالاً، "الكريبتو ريال" -بحسب الموقع- هو ابتكار "ممتاز" لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً أن استخدام عملة الكريبتو ريال سيتحسن مع مرور الوقت، معرباً عن أمله بأن يصل إلى عائداته المتوقعة حتى عام 2020 بـ 50 مليار دولار أمريكي، أي بنسبة 10٪.
ليست الأولى
وظهرت في السنوات الأخيرة عملات افتراضية منها "ليبرا" و"بيتكوين-Bitcoin" التي انتشرت في اليابان بنهاية عام 2008 وحققت قفزات غير مسبوقة العام الماضي.
ولا تملك العملات الافتراضية رقماً متسلسلاً، ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.
وعالمياً، تعترف الولايات المتحدة وألمانيا فقط بالبيتكوين كعملة، في حين تحظر استخدامها دول أخرى أبرزها الصين وروسيا، فضلاً عن أن هناك متاجر إلكترونية تتيح لعملائها التعامل بها، مثل متجر مايكروسوفت، وجوجل، وباي بال، وأمازون.
وبدأت دول حول العالم خلال 2018، دراسة إمكانية إصدار عملات رقمية خاصة بها، تكون مدعومة من البنوك المركزية، لاستخدامها في أنظمة المدفوعات.