نادين البدير- الراي الكويتية-
سارا معا في زحام وسط البلد وعيون المارة تنهش جسدها الذي لا ينتمي للمكان. بدأت التعليقات تصل إلى مسمعهما. كان قليلها عاديا وأكثرها بذيئا.
•كل العيون تلاحقنا. كيف تتعمدين ارتداء مثل هذه الملابس الملفتة؟
- ملابسي ليست فاضحة، عيونهم هي القذرة.
•رغم معرفتك بأن شارعك العربي لم يعد كالأمس. وأن الحشمة صارت شرطا لدخول الشارع.
- أولا انا محتشمة، وثانيا انا أرفض هذا الشرط، وثالثا أرفض الاستسلام له.
الحشمة التي ذكرتها لها مرادف آخر أكثر دقة هو (النفاق) والذي وضع الشرط الذي ذكرته معروف، فهل أرضى بأن أكون جزءا من الرعية؟ بالطبع لا.
من حقي أن أسير على تراب وطني بطريقتي. من حقنا ان نكون شموعا وسط هذا الكم الهائل من السواد. من حق كل مواطن أن يحيا بطريقته. وواجب هذه الأرض استيعاب كل طرقنا وملابسنا.
بدأت أصوات تصف ساقيها بأوصاف قادمة من قاع المجتمع. نظرت إلى مصدر الصوت مقطبة حاجبيها، فضحك عاليا وصرخ بوجهها: تسرن عاريات ولا تردن أن يتحرش بكن أحد. ثم ضغط بحذائه المتسخ على الأرض لينطلق مسرعا قبل أن يسمع سبابا اعتاد عليه.