مريم الشروقي- الوسط البحرينية-
منذ ترجّل رئيس جامعة البحرين إبراهيم جناحي عن منصبه، وجامعة البحرين (الجامعة الأم) تعاني الأمرّين، فـ 70 يوماً مرّت منذ خروجه، ولم يتم تعيين رئيس جديد للجامعة، وبالتّالي هناك أمور كثيرة تتعطّل، سواء كانت أموراً إدارية أو أكاديمية أو مالية وغيرها، وفي النهاية المواطن أو من له حاجة في الجامعة تتأخّر معاملته إلى حين!
في جامعة البحرين، تلك الجامعة التي على أيّامنا لم يكن هناك غيرها، وكانت تلك الفترة من أروع أيام العمر، يدرس فيها حاليّاً ما يقارب الـ24 ألف طالب على مختلف طوائفهم وفئاتهم وطبقاتهم، ويعمل فيها 2000 موظّف، ولا يخفى على أحد بأنّها خرّجت تلك الكوادر العظيمة التي سيحكي عنها التاريخ يوماً في مسيرة البحرين، فلماذا لم نجد إلى اليوم رئيساً للجامعة؟! هل عقمت نساء البحرين أن يلدن رئيساً للجامعة؟
أيضاً لو كنّا نستطيع اختيار الرئيس، فمن يا ترى سيفوز بهذا المنصب؟! نريد أن يفوز بهذا المنصب ابن البحرين المعتدل، ذلك ابن الجامعة الأكاديمي الفذ، والذي يرقى بالجامعة إلى مصاف الجامعات العالمية أو الأفضل عربيّاً على الأقل، نريده أن يكون شخصية قيادية قوية بحتة، وأن تكون طموحاته تخدم أبناء البحرين بشكل مباشر، فهذه الجامعة ليست مجرّد جامعة لدينا، بل هي هوية حُفرت في قلوبنا، أنتَ من جامعة البحرين إذاً أنت من أولئك الذين يسمّونهم الـ(Hard Worker).
نريد من الرئيس الجديد أن يعلم بكل صغيرة وكبيرة في الجامعة، وأن يكون على قدر من المسئولية، فيهتم بتقوية مواطن الضعف، ويزيد من مواطن القوّة، ولديه إرادة لتحقيق الهدف، ولا نريده متخاذلاً عن البحوث العلمية، بل يزيدها وينشرها في كل مكان.
كذلك نريد من الرئيس الجديد ألَّا يقتل الطموح، فهناك طلبة يسعون للدراسة العليا، وليس لديهم واسطات ولا هم يحزنون، فالأولوية يجب أن تكون للطالب المواطن الذي تحمّل الكثير من أجل علمه، وسابق وتحدّى من أجل الوصول إلى أفضل الدرجات.
في 21 مايو/ أيار ستحتفل جامعة البحرين بمرور 30 سنة من تأسيسها، ولا نريد الاحتفال أن يتم من دون رئيس يستحق الكرسي الذي سيجلس عليه، فهو إن استحقّه رفع اسم البحرين، وإن لم يستحقّه فإننا سنكون محلّك سر، ومن منّا لا يريد رفع اسم البحرين إلى الأعلى؟!
وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي هو رئيس مجلس أمناء الجامعة، ولم يقصّر هذه الأيام في العديد من الأمور المناطة بالجامعة بعد غياب منصب الرئيس، ولكن يبقى موضوع رئيس الجامعة خطيراً جدّاً، ولا يحتمل التأخير، فهناك أمور كثيرة معلّقة بسبب عدم وجود رئيس للجامعة.
ننتظر ذلك المخضرم الذي سيتم تعيينه من قبل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، ليُكلّف ولا يُشرّف بمنصب له من الأعباء الكثيرة ما يشيب الرأس، وله من المشكلات والتحدّيات ما لا يتوقّعه أحد، ففي النهاية نحن جميعاً ننتظر المخلص والواعي والذي لا يريد الا الخير لوطنه من خلال العلم، ولا يفرّق بين أحد إلَّا في العلم فقط.