الخليج الجديد-
لا يزال موضوع منع الاختلاط بين الجنسين في السعودية، لأعراف اجتماعية ودينية، يشغل الرأي العام في المملكة، وهو ما يمكن ملاحظته بشكل واضح لا سيما عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة.
ومؤخرًا، سمحت جامعتا الفيصل في الرياض والملك فهد للبترول في الدمام للوالدين معا بحضور حفلة تخرج أبنائهم وبناتهم، وهو الأمر الذي لا تسمح به معظم جامعات السعودية. بحسب صحيفة الحياة اللندنية.
ويرى محافظون أن خطوة الجامعتين الأخيرة تتجاوز أعراف المملكة، التي تطبق الشريعة الإسلامية ومعايير اجتماعية صارمة، الأمر الذي يعرضها دائما لانتقادات من منظمات حقوق الإنسان.
ونشر مغردون في «تويتر» مقطعًا مصورا من داخل جامعة الفيصل في الرياض، يشارك فيه الآباء فرحة بناتهم الطالبات بالتخرج، إذ تسمح الجامعة للوالدين بحضور حفلة تخرج أبنائهم وبناتهم، وهو ما أجج النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارض.
ويؤكد المعارضون رفضهم الفكرة لوجود الموسيقى والاختلاط في الحفلة، فيما يدافع المؤيدون عن الأمر بأن لحظات التخرج من اللحظات الخاصة الممزوجة بمشاعر الفرح، التي توجب على الوالدين مشاركة أبنائهم وبناتهم فيها.
ومن المعترضين على الفكرة، «أحمد القحطاني» الذي قال على حسابه، «بالتواصي بالحق يحجب غضب الله، ويمنع عذابه ويرد سخطه، لذلك نطالب بمحاسبة محمد الهيازع مدير جامعة الفيصل».
وأكد أحد طلاب جامعة «الملك فهد للبترول» أن الحفلة تقام في الملعب الرياضي داخل المدينة الجامعية في «الظهران»، وتخصص أماكن للرجال وأخرى للنساء.
وقال «ماهر المنصور» «حفل مُحترم جداً وأغاني وطنية وفرحة عائلية بالنّجاح, لكن المتزمت يتعب نفسياً من هذه الأمور».
كما قال «فهد الدغيثر» «نستأذنكم، سنفرح اليوم ونغني ونمارس البهجة.. اليوم هو زمن الصحوة من الصحوة التي قتلت كل الطموح وحولتنا إلى وحوش».
ولا تزال جامعة «الملك سعود» تمنع الاختلاط في حفلات التخرج، وتكتفي بنقل حفلة تخرج الطلاب عبر التلفزيون من مبنى الطالبات، وهو ما تنتقده أمهات عبرن عن رغبتهن في حضور حفلة تخرج أبنائهن لهذا العام، والمشاركة في فرحة تخرجهم بشكل مباشر.
مستنكرة الأمر، قالت إحدى الأمهات: «ما فائدة أن أرى ابني في شاشة التلفاز، وفي مبنى آخر عن مكان الحفلة، ولا أستطيع أن أراه أمام عيني وهو فرح بإنجازه، وأن أعانقه بعد الحفلة؟».
بينما قال أحد الطلاب: «أمي وأبي أولى بمشاركتي مشاعر الفرح والإنجاز، رغم أن ليست لدي الرغبة في الحضور، بسبب غياب والدتي التي تشاركني أيامي وفرحي وحزني، وأفخر بها أمام الجميع؟».
وأضافت إحدى الطالبات: «عندما كنت أخبر أهلي بموعد حفلة تخرجي، فاجأني أبي بسؤال بريء هل هناك حضور للآباء؟، يؤكد لي هذا التساؤل رغبته الجامحة في أن يشاركني فرحتي وإنجازي، ولا فرق بين الأب والأم، لكن الأب أقرب إلى بناته في ذلك، ولا أظن أن هناك مانعا عندما تكون القاعة مفصولة، وفق العادات والتقاليد، خصوصاً أنها مناسبة رسمية بحتة»