كشف سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي عن تنفيذ الوزارة لحزمة من المبادرات التطويرية الهادفة لتحسين أداء منظومة التعليم في مجال التعليم العام والعالي لضمان مخرجات نوعية عالية الجودة تحقق لقطر ريادتها وتنافسيتها وتسهم في تحقيق رؤيتها الوطنية.
جاء ذلك في كلمة سعادته خلال الغبقة الرمضانية السنوية لموظفي وزارة التعليم والتعليم العالي التي أقيمت مساء السبت في فندق شرق وشهدت تكريم مدراء المدارس المستقلة الذين أمضوا 30 عاما فأكثر في خدمة التربية والتعليم. وتقدم سعادته بالشكر والتقدير والعرفان لجميع القائمين على التعليم سواء من موظفي الوزارة أو المدارس وأولياء الأمور والطلبة على ما بذلوه من جهد وتفانٍ وإخلاص في العمل خلال هذا العام، مؤكداً على المسؤولية المشتركة لهم جميعا.
الأداء الأكاديمي
كما أكد سعادته في كلمته أن رفع مستوى تحصيل الأداء الأكاديمي للطلبة وجودة المعلم ورفع كفاءته تُعد من أهم الأهداف الاستراتيجية التي عملت الهيئات والإدارات المعنية بالوزارة على تحقيقها من خلال تنفيذ العديد من السياسات والإجراءات والبرامج العلمية بعضها تم تنفيذه خلال العام المنصرم وبعضها سيكون موضع تنفيذ في العام المقبل.
وقال الدكتور الحمادي: إن الوزارة أكملت عملية تطوير بنية التعليم وحل الإشكالات القائمة وبناء الأسس والأنظمة التي ترتقي بجودة التعليم ومخرجاته وستركز في المرحلة القادمة- من خلال تنفيذ استراتيجيتها- على تحقيق الجودة والنوعية ووضع المؤشرات الضرورية لقياسها ووضع أنظمة للتغذية الراجعة لتقييم الأداء وتحسينه في كافة جوانب العملية التعليمية والتربوية، ونوّه إلى أن المبادرات شملت وضع نظام لتحليل وقياس أداء الطلبة في الاختبارات الوطنية والاختبارات الداخلية التي تجريها المدارس ووضع الخطط العلاجية لرفع الأداء.
مستوى الضعف والتحصيل
وقال الحمادي: إن هذا النظام سيرى النور قبل بداية العام الدراسي القادم حتى يتمكن مديرو المدارس من معرفة مستوى الضعف والتحصيل لدى كل طالب والجوانب التي تحتاج إلى تطوير لرفع أدائه الأكاديمي. كما تقيس هذه النظم قدرات المعلمين وكل الجوانب التي تحتاج إلى معالجة في منظومة التعليم سواء تلك المتعلقة بأداء الطلاب أو المناهج الدراسية.. واستعرض وزير التعليم العديد من المبادرات التطويرية الهافة لتحسن أداء منظومة التعليم منها تنفيذ ورش عمل تدريبية لرفع مستوى جودة الاختبارات الداخلية وإنشاء نظام لبنك الأسئلة- هو الآن في مرحلة التجريب- وسيعمم بالتدرج بعد ان تتكون لديه حصيلة كبيرة من الأسئلة، لافتاً إلى ان هذا البنك سيفيد المدارس في التقريب بين الاختبارات الوطنية والداخلية.
الدروس التعليمية
وقال سعادته: إن مبادرة الدروس التعليمية المصورة خطت خطوات واسعة لمساعدة الطلبة على فهم واستيعاب دروسهم بأحدث الوسائل التعلمية المتاحة إذ وصل عدد المشاهدين 300-400 ألف مشاهد علماً بأنها لم تغطِ كافة الصفوف والمواد الدراسية حتى الآن.
وكشف سعادة وزير التعليم عن إنجاز حزمة من المبادرات والسياسات في ما يتعلق بتعليم الطفولة المبكرة واعتماد استراتيجية تعزيز مهارات القراءة والكتابة والحساب لتشمل جميع مدارس المرحلة الابتدائية، كما تم تنفيذ العديد من المبادرات التي تهتم بتلبية احتياجات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وطلاب الدعم الإضافي.
ومن المبادرات الهادفة التي استعرضها سعادته، تطوير برامج تعزيز المهارات والإرشاد الأكاديمي للمرحلة الثانوية حتى يسهل التحاق الطلبة بالجامعات أو انخراطهم في سوق العمل. أما على صعيد المناهج فقال سعادته: إن الوزارة قد نفذت العديد من المبادرات منها قيام اللجنة المكلفة بتطوير المناهج بالاستعانة بخبراء متخصصين بوضع مخطط للتعليم يشمل جميع المسارات التي تلائم قدرات طلابنا وميولهم تمهيداً لتطوير المناهج وفق الإطار الوطني للمناهج الذي تم إنجازه مؤخراً مما يحقق أهدافنا وطموحاتنا في تقديم تعليم متميز يتناسب مع استراتيجيتنا الوطنية.
سياسة الابتعاث
وعلى صعيد التعليم العالي أوضح سعادة وزير التعليم والتعليم العالي تنفيذ الوزارة للعديد من المبادرات المهمة كتطوير سياسة الابتعاث والانتهاء من وضع ضوابط جديدة لمعادلة الشهادات والتعليم عن بعد، ووضع إطار للاعتماد الأكاديمي الجامعي ورفعه لمجلس الوزراء الموقر، والبدء في مشروع تطوير الإطار الوطني للمؤهلات في دولة قطر ليُسهل التحاق الطلبة بالجامعات أو انخراطهم في سوق العمل، بالإضافة إلى العمل في مشاريع وقوانين أخرى في مجال التعليم العالي توسع فرصهن وتعزز خياراته، وتحسن مخرجاته.
وفي سياق متصل، وصف سعادة الوزير في كلمته العام المنصرم بالعام بالناجح الذي اتسم بالاستقرار حيث قال: لقد أنهى أبناؤنا وبناتنا اختباراتهم، ونحن الآن على وشك نهاية العام الدراسي 2015-2016 والذي نعتبره- بحمد الله وتوفيقه- عاماً دراسياً ناجحاً، اتسم بالاستقرار على جميع المستويات، وقد حققت مدارسنا وطلابنا فيه انجازات رائعة، وفازت بمسابقات وجوائز على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ما يؤكد نجاعة منظومتنا التعليمية وقوة كفاياتها التعليمية، ونأمل أن ينعكس هذا الاستقرار إيجاباً ويظهر في نتائج طلابنا التي يتوقع ظهورها في الأيام المقبلة، سواء تعلق الأمر بنتائج اختبارات النقل أو بنتائج الشهادة الثانوية العامة التي تُعد الطلبة للعبور إلى المرحلة الجامعية وسوق العمل.
نموذج للقيادة المدرسية
كما أعرب وزير التعليم عن سعادته لتكريم مديري ومديرات المدارس الذي قضوا 30 عاماً في الخدمة في هذا اللقاء وقال كانوا نموذجاً للقيادة المدرسية التي تحلّت بقيم الابتكار والتميز وتعزيز المشاركة، وأداروا مدارسهم بكل كفاءة واقتدار- ومازالوا- مثمناً جهودهم في خدمة الوطن وإعداد أجياله للمستقبل.
وأضاف سعادته: لقد كانوا أصحاب رؤية لإحداث التغيير والتحول الاستراتيجي والتأثير وتوظيف ذلك لمصلحة الأداء المدرسي، لقد استفدت منهم كثيراً ومن خبراتهم في مشاريع تطوير منظومة التعليم. وفي ختام كلمته أكد سعادته خصوصية العمل في وزارة التعليم والتعليم والعالي، لأنها الوزارة المعّول عليها إنجاح مشروع قطر النهضوي، لاسيما بناء الإنسان القطري وإعداده للمستقبل وذلك من خلال خلق رأس المال البشري والمعرفي لتلبية متطلبات سوق العمل القطري والإسهام في تحقيق رؤية قطر الوطنية المستندة إلى ركيزة التنمية البشرية، وهي رسالة عظيمة، مما يحتم على كل موظف القيام بواجباته على أكمل وجه.
مراعاة الموضوعية
ودعا سعادته المسؤولين في الوزارة إلى مراعاة الموضوعية في تقييم أداء الموظفين وإعطاء كل ذي حق حقه مع تشجيع وتحفيز الموظفين المتفانين في عملهم، وتحفيزهم لتعظيم أدائهم، ومحاسبة المقصرين، وأن نضع نصب أعيننا جميعاً أن هذه الوزارة محط اهتمام قيادة البلاد الرشيدة لاسيما سيدي صاحب السمو أمير البلاد المفدى وسمو الأمير الوالد ومعالي رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم.
الوفاء لأهل العطاء
وفي سياق متصل ألقى فضيلة الشيخ علي بن راشد المهندي في اللقاء موعظة توعوية، بعنوان: الوفاء لأهل العطاء، أشاد فيها بدور وزارة التعليم والتعليم العالي وتواصلها الإيجابي مع جميع أطراف العملية التعليمية، لاسيما أولياء الأمور والأسر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسائر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية وعبر اللقاءات المباشرة للمسؤولين مع جميع أصحاب المصلحة وقيامها بالرد على تساؤلاتهم واستفساراتهم، منوهاً بوجود تميز واضح في أداء الوزارة على كافة الأصعدة.
وقال الشيخ المهندي: إن موظفي وزارة التعليم والتعليم العالي أصحاب فضل على المجتمع- بعد الله- لأنهم قادة التنمية البشرية يؤدون مهام الأنبياء، ودعا موظفي الوزارة إلى تجديد النية في عملهم، مشيراً إلى أن المدرسة هي البيت الأول وليس الثاني لأن الطفل يقضي فيها 7 ساعات أكثر مما يقضيه في منزل أهله.
وقال الشيخ المهندي: إن الوفاء كان وراء قيام سمو الأمير الوالد بزيارة أسرة معلمه في بلد عربي لتقديم واجب العزاء على روح ذلك المعلم الذي انتقل إلى رحمة الله، وفاءً وتقديراً لهذا المعلم، وإن قيادتنا الرشيدة درجت على تكريم الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات في يوم التميز العلمي وفاءً وتقديراً للعلم وللطلبة المتميزين وتشجيعهم.. كما تتواجد قيادة البلاد الرشيدة على أعلى مستوياتها وتتواصل مع كافة أفراد المجتمع وفئاته في الأفراح والأتراح وتبادلهم وفاءً بوفاء ووداً بود.
وبدوره، ألقى الأستاذ يوسف عبدالله عبدالرحمن العبدالله صاحب ترخيص ومدير مدرسة عبدالرحمن بن جاسم الإعدادية المستقلة للبنين كلمة مديري المدارس المكرمين، وصف فيها مديري المدارس المكرمين بالجنود المخلصين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل تعليم أبنائنا وبناتنا في المدارس طوال تلك السنين وتخرج على يدهم الكثير من قادة المؤسسات والوزارات في الدولة.. وخاطبهم قائلاً: شكراً لكم من القلب على ما بذلتموه من جهد وتعب وتحمل.
وفي ختام الغبقة الرمضانية قام سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي والسيدة فوزية الخاطر مديرة هيئة التعليم بتكريم مديري المدارس وأصحاب التراخيص الذي أمضوا 30 سنة في خدمة الوطن ومنحهم دروعا تذكارية وشهادات تقدير عرفاناً بدورهم في إعداد الأجيال وخلق رأس مال قطر البشري والمعرفي وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 كما تم تكريم فضيلة الشيخ علي بن راشد المهندي على مشاركته في الغبقة الرمضانية لموظفي الوزارة ودوره في توعية الأسرة التربوية والتعليمية.

وكالات-