رفض عدد من أساتذة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت التشكيك بالولاء الوطني، معتبرين أن الدراسة التي نشرت بعنوان «طلبة الشريعة الأقل شعورا بالانتماء الوطني» تفتقد للمعاير العلمية.
وهاتفت القبس عددا من الأساتذة الذين أكدوا ان طلبة الشريعة لهم مشاركات وتضحيات وطنية يشهد لها الجميع.
وقال أستاذ كلية الشريعة
د. بسام الشطي كان من المفترض ألا تتاجر القبس بمثل هذه الدراسة للإثارة والتشكيك بولاء طلبة الكلية الوطني، لافتا إلى ان إجراء اي استبيان في الكلية يتطلب موافقة عميد الكلية، متحديا ان يكون الأستاذ الذي اعد الدراسة قد اخذ الموافقات اللازمة لإجراء الاستبيانات التي اعتمدها بدراسته.
وأكد الشطي على الولاء والانتماء الوطني لطلبة الكلية، لافتا الى انه تكاد لا تخلو شعبة من شعب الكلية من عدد لا يقل عن 10 طلبة من المنتمين للقطاع العسكري الذين يضحون بأرواحهم للوطن.
وأشار إلى ان هناك أكثر من 10 مقررات تصب كلها باتجاه حب الوطن، والدعوة للوسطية ونبذ التطرف والإرهاب وغيرها من القضايا المتعلقة بتعزيز الانتماء الوطني.
وتساءل الشطي لماذا لا يتم توجيه الأسئلة ذاتها لطلبة الكليات الأخرى، وقياس الولاء لديهم؟
معايير علمية
من جانبه، ذكر أستاذ كلية الشريعة د. سعود الربيعة ان الدراسة التي نشرت في القبس فاقدة للمعايير العلمية، مشددا على ضرورة الاطلاع على طبيعة الدراسة حتى نعرف هل أخذت بطريقة صحيحة أو خاطئة، ومن ثم نعلق عليها بشكل علمي.
وبين ان قضية النزعة القبلية والطائفية موجودة في المجتمع بشكل عام، لكن ان ترتبط بطلبة الشريعة، فهذا الأمر مرفوض، وكأن الدراسة قاصدة لضرب طلبة الشريعة.
وعن قضية الانتماء الوطني أوضح الربيعة ان الأمر معني في المجتمع بشكل عام، وليس كلية الشريعة فقط، فنحن نرى ونسمع ان هناك أطرافا تكون مع الوطن قلبا وقالبا، وأطرافاً أخرى تقلب الطرف الوطني، حيث يعتبر أداة سوء ضد الوطن.
وزاد الربيعة: مازلت أشك بالدراسة، متمنيا الاطلاع عليها لكي نعرف هل أخذت عيناتها بطريقة صحيحة وعلمية ام بطريقة إعلامية من اجل إثارة الرأي العام.
شرائح المجتمع
بدوره، رأى أستاذ الشريعة
د. حسين جليعب ان طلبة الكلية هم احدى شرائح المجتمع، والكلية تعتبر احدى الكليات في الجامعة، فلا يمكن ان نفرزهم عن المجتمع بشكل عام.
وأشار الى ان الجميع لا يرضى عما جاء في الدراسة، لان الجميع مرتبط بهذا البلد بروح وطنية، رافضا التشكيك في احدى أهم شرائح المجتمع، وتحديدا طلبة كلية الشريعة.
وأكد أن ما جاء بالدراسة يعتبر بعيدا عن الواقع، والأمر لا يقتصر على طلبة الشريعة فقط، بل على باقي الكليات، فهم وطنيون بمختلف أفكارهم ومعتقداتهم، والدليل انهم اجتمعوا على كلمة واحدة في أحلك المحن، حين غزا حزب البعث الكويت.
وبين ان قضية الانتماء القبلي ليس عيبا، ولا يقلل من الوطنية بأي شيء، فجميع العرب ينتمون الى قبائل، والعجم ينتمون إلى مناطق ومدن، وهذا الأمر لا يعتبر ضعفا في الانتماء الوطني، مضيفا ان الدراسة لم تكن موفقة ابدا، فكنت أتمنى ألا تنحني الدراسة الى فكر معين ضد آخر من أفراد المجتمع، فكان لابد ان تكون متجردة.
تقييم دوري
من جهته، أكد أستاذ كلية الشريعة د. سالم الشمري انه لا يوجد تنافر بين الدين وحب الوطن والانتماء له، لافتا إلى ان مناهج الكلية خاضعة للإدارة الجامعية والجامعة لديها آلية لاعتماد المناهج، وكلية الشريعة ليست مستثناة عنها، وتخضع لمحكمين خارجيين ومحليين.
ولفت الشمري الى ان المناهج تخضع لتقييم دوري، وبالتالي غير دقيق القول ان المناهج لا تعزز الولاء الوطني، مؤكدا ان المناهج نابعة من القرآن والسنة اللذين يحثان على حب الوطن والإيمان بالدفاع عنه كونه مثل الدين والعرض.
وأشار الى ان طالب الشريعة يتعلم القيم الأخلاقية المهنية، ويراعي الضمير، ويخشى الله قبل خشيته القانون، بالتالي، ومن هذا المنطلق، تعزز لديه حب المحافظة على مقدرات الوطن ومكتسباته.
القبس الكويتية-