وجهت وزارة التعليم إداراتها بتحصين الشباب من المذاهب والتيارات الفكرية المعاصرة، وحددت من بين التيارات التي ينبغي تحصين الطلاب ضدها التيارات التغريبية والإلحادية والعلمانية والليبرالية، ولوزارة التعليم الحق في التحذير مما تراه خطرا على النشء كما أن لها علينا أن نحسن الظن بما تفعله، فهي إنما تستهدف تربية الأجيال تربية صالحة تجعلهم قادرين على مواجهة تحديات المستقبل رغم أنها لم يعد لها من مسمى التربية نصيب مذ أصبحت وزارة للتعليم فقط.
وإذا ما توقفنا عند بعض مما حذرت منه فإن علينا أن نطمئن، وهذا ما يفرضه حسن الظن بالوزارة كذلك،
إلى أن الوزارة وجميع منسوبيها من معلمين وإداريين ومعلمات وإداريات ولجان توجيه ممن ينفذون توجيهاتها على معرفة كاملة ودراية بما سوف يحذرون الطلاب منه ويحصنونهم من الوقوع في شركه، وهذا يعني أن الوزارة قد حددت مفهوم الليبرالية والعلمانية بوضوح لا يقبل الشك والوضوح الذي لا يقبل الغموض، وأن منسوبيها ومنسوباتها قد عرفوا ذلك معرفة كاملة شاملة تحول بينهم وبين أن تنتهي توجيهات الوزارة إلى غير ما تهدف إليه.
ذلك ما يفرضه حسن الظن بالوزارة، إذ لو لم يكن الأمر كذلك فإن ذلك يعني أن ما سيقوم به المنفذون لتلك التوجيهات لن يزيدوا على أن ينقلوا إلى المدارس ما تشهده مواقع التواصل من بلبلة ولغط وحوار هو أشبه ما يكون بالتنابز بالألقاب لا يزيد عن شحن الصدور بمزيد من الشك والريبة ليس في علاقتنا بالآخر وإنما في العلاقات التي تربط بين أفراد مجتمعنا.
إن ما نطالب به وزارة التعليم وقد حذرت مما حذرت منه واعتمدت الخطط والبرامج لتحصين الشباب ضد التغريب والليبرالية والعلمانية أن توضح لنا جميعا معنى ما حذرت منه آملين ألا تحيلنا إلى مواقع التواصل الاجتماعي أو أن تطلب منا قراءة ما تمت كتابته عن هذه التيارات في زمن الصحوة وكتيبات «أبو ريالين» التي انتشرت آنذاك.
سعيد السريحي-