خالد الشريدة- اليوم السعودية-
في مقال سابق عن سبل تطوير التعليم وتوظيفه بصورة استراتيجية في التنمية البشرية من خلال دور محوري لوزارة التعليم، طالبت بتطوير المناهج وتحفيز المعلم والنظر الي راتبه وتوفير كافة المعينات الضرورية لتطوير قدراته حتى يؤدي مهامه في الشقين التربوي والتعليمي بكفاءة عالية تساعده في إخراج أجيال تمتلك الرؤية والقدرة والرغبة في التطور واكتشاف الذات بصورة علمية.
لعلنا شعرنا جميعا مؤخرا بغصّة وألم من طرح أحد الكتاب الذي استهدف النيل من المعلم والتقليل من دوره وشأنه برؤية أقل ما يقال عنها إنها غير موضوعية وتجافي الحقيقة الى حد كبير، استهداف هذا الكاتب أو غيره المعلم أو التعليم بهذه الطريقة غير الموضوعية هو في الواقع بحث عن العودة الى الاضواء مرة أخرى، إذ لا يمكن تحميل المعلم كل القصور في الأداء التعليمي والتربوي دون أن يجد هو نفسه الأدوات التي تساعده على إنجاز مهامه، ذلك أولا، ثانيا لا يجوز استهداف المعلم والإساءة اليه ووصفه بصفات غير تربوية في الأساس، ولا تليق برسالته ودوره بما يشوه قيمته لدى الأجيال التي تتلقى الهمز واللمز من هنا وهناك وكل محبط من نفسه يجد مساحة يفرغ فيها شحنات من اللغو المسيء.
كيف ننصف المعلم ومن تقدير الأجيال له وهناك من يتناوله بالتقليل وسوء التقييم؟ من يجد خللا في كيانات أو مؤسسات أو أدوار يمكنه أن يمارس النقد ولكن في الحدود الموضوعية، ان استغلال المنابر الإعلامية بهذه الطريقة هو في الواقع حدث يجب الوقوف عنده، طرح موضوع تطوير التعليم والمناهج التعليمية بشكل موضوعي أمر مطلوب، ولكن أن لا نترك في النفس مرارات وإحباطات على نحو ما حدث من أحدهم مؤخرا في الإساءة والتجريح والقيام بإسقاط نفسي مؤلم تجاه المعلم وتشويه قيمته ودوره.
لا يمكن للإساءة يوما أن تكون نقدا لأنها تصبح سلوكا شخصيا يعكس شخصية وقيمة المسيء، لذلك نتوقع أن يمضي الهذيان كريح ربما لفحت الوجوه قليلا ولكنها لن تؤثر، كل معلم يتطلع لأن يقوم بدوره في مدرسته وتجاه أبنائه الطلاب.
ليس من حق أحد غير متخصص في قضايا تربوية وتعليمية أن يتناولها بسوء وعدم موضوعية، لأن ذلك أشبه بإلقاء قنبلة من سوء السلوك والتقدير في أحد أكثر المواقع شرفا، ونحرص جميعا أن تبقى في أفضل أحوالها، أما أن يتم التناول على ما حدث مؤخرا من كتابات غير لائقة فمرجعه أكبر سلة نفايات لأنه بلا قيمة وغير ذي فائدة.