محمد الرشيدي- الرياض السعودية-
العنوان أعلاه تصدر صحيفة الراية القطرية، كردة فعل طبيعية وغير مستغربة على الحدث الأهم في مقتبل عام 2019م المتمثل بالمؤتمر التاريخي لمعالي المستشار تركي آل الشيخ وبحضور عدد من الوزراء والنجوم العرب بمختلف المجالات والذي أعلن فيه عن خارطة طريق القطاع الإستراتيجي الهام إنسانياً واقتصادياً وهو قطاع «الفرح والبهجة» المتمثل بهيئة الترفيه.
لقد تشرفت بحضور هذا الحدث والذي أكبر من أن نطلق عليه مجرد مؤتمر صحفي حسب الدعوة التي وصلتني، كنت بجانب رفيق الدرب الزميل رجا المطيري ونحن من عاصرنا الصحوة في ذروتها، وكان زميلي رجا يكتب عن السينما باحترافية، رغم أن مجرد الحديث عنها يعد من المحرمات. لم أكن أتصور أنا وهو والكثير من الزملاء أن نشهد هذه المرحلة التي يتصالح المجتمع مع نفسه، أن يكون أكثر من طبيعي، أن لا يصدق دعاة أن الترفيه غير لائق هنا ومباح خارج المملكة فقط، كانت لحظات مختلفة بالنسبة لي أثارت شجوني، ما قدمه تركي آل الشيخ في تلك الليلة حُلم بكل ما تعنيه الكلمة، هو أعلن خارطة الفرح وأكد أنها لن تتعارض مع قيمنا الإسلامية وعاداتنا، كان شفافاً وملهماً في حديثه.
لم أكن أتصور أن ابني ذي التسع سنوات يعود من المدرسة صباح اليوم التالي من المؤتمر، ويتحدث معي عن انتظاره لبطولات الألعاب الإلكترونية ويتحدث بحب عن المستشار تركي وبعفوية طفل، الأمر ليس هنا نفاقاً لمسؤول أو مدح يستحقه، هنا نحن أمام مكتسبات جيلنا افتقدها وسُرقت منه، واستغلها نجوم الصحوة وحققوا الملايين، ووصل بهم الأمر لأمور كادت أن تؤثّر على وطننا وهذا الأمر لا يخفى على الكثيرين.
عنوان جريدة الوطن القطرية «الموسيقى والغناء. عنوان الانفتاح في الجامعات السعودية» ممكن أن يتم استغلاله في هاشتاق غبي على تويتر وغيره، ولكن أنا شخصياً معاصر للتجربة القطرية التي كانت قائمة على استجدائنا كإعلاميين نعمل بالوسط الفني وعلى الفنانين السعوديين لكي نجعل الدوحة عاصمة للفن العربي، سخروا مئات الملايين وأرعبوا الكثير من المتدينين الذين كانوا بخوف يقتربون من قاعة الدفنة موقع الحفلات السنوية الغنائية للاعتراض على اللبس غير اللائق بكل ما تعنيه الكلمة آنذاك للمطربة أليسا في بداياتها الفنية، كانت كل الإمكانات مسخرة للغناء والفنون في الدوحة ولا أنسى لقاءنا مع الأميركي رئيس تطوير السياحة في قطر في ذلك الوقت والذي كان مهتماً بهذا الجانب، لذلك أنظر لهذا العنوان وغيره بابتسامة وأننا بالفعل نتجه نحو الفرح والسعادة، ونمو هذا القطاع الإستراتيجي المهم، شكراً لمعالي تركي آل الشيخ ولفريق عمل هيئة الترفيه ورئيسهم عمرو باناجه.