قيس الأسطى- القبس الكويتية-
رفع الرايات القبلية وحضور شخصيات ذات طابع اجتماعي متقدم في انتخابات اتحاديي الطلبة في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ظاهرة مرفوضة يجب أن تحارب بكل الطرق الممكنة.
نحن لسنا ضد أن يعتز الإنسان بطائفته أو قبيلته أو عائلته، ولكن الفزعة للكويت ولا شيء غير الكويت، يبقى أن نقر أن من الطبيعي أن نسأل لماذا وصل هؤلاء الشباب إلى هذه المرحلة من التعصب؟!
هل لإحساسهم ألا أحد يأخذ حقك إلا ربعك؟ وأن الحكومة ما تلحق معاها راس؟ وهل هذه هي بداية لانتقال السمع والطاعة من المكون الأكبر إلى المكون الأصغر الذي يضمن حقوقك ويساويك مع بقية مكونات المجتمع؟
كل هذه الأسئلة يجب أن تطرح وتحلل، خلف أبواب مغلقة ومن مختصين في علم الاجتماع والإدارة وعلم النفس لترفع بها توصيات، ولكن السؤال الأكبر إلى من ترفع هذه التوصيات؟
فمن يعتقد أن الحكومة هي الجواب الصحيح مخطئ من قمة رأسه حتى اخمس قدمه، فالحكومات المتعاقبة حتى نكون منصفين هي التي عززت هذه الظواهر الشاذة، اعتقاداً منها بأنها بذلك تعزز وضعيات مرشحين في انتخابات مجلس الأمة لينتخبوا ويكونوا عوناً وسنداً لها داخل المجلس، ولا داعي لأن نذكر أن «ماما الحكومة» هي أكبر متضرر من هذا التصرف، لذلك فهي تستحق وبكل جدارة أن يطلق عليها المثل العربي جنت على نفسها براقش.
لو كنّا نتحدث عن حكومة في وسط أفريقيا، لما اهتممنا كثيراً، ولكننا نتحدث عن الحكومة التي تسيطر على مقدرات حياتنا، ومن يعتقد أننا بذلك نتبلى على الحكومة ما عليه إلا الانتباه إلى ما ينشر هذه الأيام في مواقع التواصل الاجتماعي لتعيينات وزير يعتزم خوض الانتخابات المقبلة، هذه التعيينات التي أتت لمصلحة الوزير انتخابياً حذّرنا منها بمقالات سابقة، ولكن حكومتنا الرشيدة مارست معنا سياسة أذن من طين وأذن من عجين، ولم تتدخل مع أنها حكومة لجميع الكويتيين وحماية مصالحهم واجبها الأول والأخير.
تكفون، هذي حكومة قاعدة تحمي مصالحكم، سؤال نتركه للشعب حتى يجاوب عليه بالانتخابات المقبلة.
فهل وصلت الرسالة.. آمل ذلك