عامر الفالح- الراي الكويتية-
عن أي مهازل سأتحدث؟ احترت في ذلك، هل أبدأ بالتصنيف الأكاديمي السنوي العالمي لجامعة الكويت الذي يتراجع سنوياً إلى مراكز متأخرة بعد أن خرجنا من أفضل 500 جامعة على مستوى العالم إلى أن خرجنا من أفضل 1000جامعة على مستوى العالم حتى وصلنا إلى التصنيف رقم 1125 على مستوى العالم بأن من يتنافس في أفضل 500 جامعة في العالم جامعات هندية وإسرائيلية وفي أميركا الجنوبية.
جامعة الكويت التي يتقاضى أساتذتها الأجور الأعلى على مستوى جامعات العالم لا أثر لهذه الأجور العالية على المستوى الأكاديمي لها إطلاقاً، والجامعة التي تنفق على البحوث العلمية عشرات الملايين سنوياً وإجازات التفرغ لا أثر لهذا كله على المستوى الأكاديمي، ولو أنفقت هذه الملايين في إحدى جامعات الهند لحصل أساتذتها على جوائز نوبل في الأبحاث.
هل أتحدث عن هذا المستوى من التصنيف الأكاديمي لجامعة الكويت أم أتحدث عن مستوى طلابها وطالباتها الذين أصبحت اهتمامات الكثير منهم الانتخابية أهم من تحصيلهم العلمي، وتلوث هذه الانتخابات بأمراض فئوية وعصبية قبلية وطائفية التي تحولت الجامعة بسببه إلى انعكاس للانتخابات التشريعية والبلدية من اصطفافات واستقطابات دخيلة وأمراض اجتماعية.
ما فائدة المجالس الانتخابية في الجامعة ومعظمها يدار ويمول من خارج الجامعة ويتولاها طلاب بأعمار صغيرة فاقدو النضج الاجتماعي و اهتمامهم الأول هو ما تمليه عليهم القبيلة أو الطائفة والحزب.
هذه الصورة المشوهة للانتخابات للأسف نراها حتى في انتخابات أعضاء هيئات التدريس في المؤسسات العلمية وصورة الاصطفافات الطائفية والقبلية والفئوية هي ذاتها والاستقطابات تتكرر، فإذا كان أعضاء هيئات التدريس ومعلمو طلاب وطالبات المؤسسات العلمية بهذه الممارسات الخارجة عن روح التربية والتعليم فكيف بالطلاب والطالبات والقاعدة تقول إن «فاقد الشيء لا يعطيه».
إذا كان المشرع الكويتي استطاع الحد من هذه الظواهر الدخيلة على النظام الانتخابي بتجريم الفرعيات القبلية بأشكالها في المجالس النيابية فمن باب أولى أن يتم تجريمها وتغليظ عقوباتها على مستوى المؤسسات التعليمية ونقاباتها الطلابية حتى نقطع هذه الظاهرة من دابرها.