خالد السليمان- عكاظ السعودية-
موقفي من قضية ضم الدارسين على حسابهم معروف وعبرت عنه في مقالات وتغريدات عديدة، فأنا مع حصر الابتعاث على نفقة الدولة بالبرنامج وفق ضوابط الأهلية والتخصصات المطلوبة، لكننا أمام واقع تسببت به عادات غير مدروسة ووعود غير مسؤولة حملت الطلاب الدارسين على حسابهم إلى غربة المجهول!
المشكلة نتاج عادات الضم غير المنضبط الذي نجني نتائجه الآن، مما يحتم حسم المسألة، فإما أن يضم الطلاب الدارسون على حسابهم مع إعلان إغلاق الباب نهائيا أمام أي طلبات مستقبلية، أو تتم مصارحة الطلاب العالقين في بلاد الغربة بأن لا نية للضم حتى يتدبروا أمرهم ويتوقفوا عن استنزاف موارد أسرهم!
والمشكلة لا تتعلق بطلاب صغار سن يدرسون في معاهد اللغة، بل بطلاب متميزين في تخصصات طبية وعلمية، وبعضهم يكاد يخسر فرص قبوله ومواصلته في جامعات متميزة لمجرد أن معاملات ضمه حبيسة أدراج الملحقيات والوزارة!
لقد جربت الحياة في الخارج وأعرف جيدا تكلفتها الباهظة، وأستطيع تخيل الظروف القاسية التي يواجهها أبناؤنا في الخارج، فالمبتعثون ضمن برنامج الابتعاث بالكاد يغطون نفقاتهم، فكيف بالدارسين على نفقتهم أو نفقة أسرهم ومنها أسر استدانت لتحقق أحلام أبنائها!
لقد انتقدت الضم في السابق من منظور موضوعي ومازلت أرى أن الابتعاث يجب أن يكون عبر البرنامج منذ البداية وفق ضوابط وشروط صارمة لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص ولقطع الطريق على السياحة التعليمية، لكننا اليوم أمام قضية إنسانية خلقتها سياسة تشريع أبواب ونوافذ الضم غير المدروس وحان وقت إغلاق الأبواب والنوافذ نهائيا على ألا نخلف أحدا وراءها!