ثقافة » شؤون مدرسية

لجنة تحقق في خروج القتيل من المدرسة قبل نهاية الدوام

في 2016/02/18

عكاظ السعودية-

أصيب زملاء المجني عليه بالصدمة وخيمت أمس أجواء الحزن والأسى على منسوبي مدرسته الابتدائية لتحفيظ القرآن. وعمدت إدارة المدرسة إلى إخلاء الفصل الذي كان يدرس فيه ونقل الطلاب إلى فصل آخر لتخفيف الصدمة عليهم. فيما توجهت إلى مقر المدرسة أمس لجنة تحقيق عاجلة شكلها مدير تعليم منطقة جازان عيسى بن أحمد الحكمي للوقوف على تفاصيل خروج الطالب من المدرسة قبل انتهاء اليوم الدراسي والإجراءات الرسمية التي تم اتباعها حيال ذلك.

وعبر المرشد الطلابي في المدرسة عبدالله حكمي عن مشاعر الحزن قائلا: «إن المجنى عليه أحد طلابي في الصف الرابع ومشهود له بالبراءة والوداعة والهدوء ولا نراه إلا ضاحكا». وأضاف: «حينما قدم للتسجيل في الصف الأول كان يرافقه جده. وعندما سألت عن والده قيل لي إنه في السجن. وطوال مدة دراسته لم يكن أبدا مصدر إزعاج لمعلم أو زميل ولم يكن طرفا في أي مشكلة فهو مهذب بشوش، ترى الأمل والقوة والشجاعة والتفاؤل في ضحكته ونظرة عينيه. كان قويا بشكل يفوق طاقاتنا ونحن نكبره بعقود. وكان يمني نفسه كثيرا بخروج والده من السجن ليعوضه عن سنين الفقد والحرمان، وكان يحلم بيوم يخرج فيه من المدرسة ليشاهد والده ينتظره بكل سعادة وحنان إلى بيته. ويتخيل مع كل طرقة لباب فصله أنه والده يبشره بخروجه من السجن ليحضنه ويقبله».

وتابع: «حينما خرج والده من السجن وجاء إلى المدرسة وطرق باب الفصل تهللت أساريره فرحا وابتهاجا. وباهى به زملاءه. ولسان حاله يقول (هذا والدي انظروا إليه يا زملائي.. اعتقدتم أنني بلا أب.. قلت لكم إنه كان مسافرا وجاء الآن إلي مباشرة إنه يحبني ويريد أن يدللني). منى نفسه أن يذهب به إلى محل للألعاب ليختار له لعبة أو أكثر يحبها. تخيل وضعه أمام محل ملابس الأطفال ووالده يقول له اختر ما تحب.. تخيل كثيرا.. توهم كثيرا.. أخذه والده من المدرسة وهو لا يكاد يصدق الفرحة التي بداخله فهي المرة الأولى التي يصطحبه فيها من المدرسة.. كان يشعر أنه يحلم.. إحساس لا يقارن.. شعور فوق الوصف.. سعادة لا مثيل لها.. لكن والده أخذه إلى حوش مهجور ليذبحه من الوريد للوريد».

وفيما قال قائد المدرسة محمد عطيف إن واقعة وفاة الطالب عبدالله نحرا بيد والده سقطت عليهم كالصاعقة وألقت بظلالها على الجميع، أبان وكيل المدرسة علي نجمي أن المجني عليه يدرس في الصف الرابع، ويحفظ سبعة أجزاء من القرآن الكريم. ولفت المعلمون إبراهيم حكمي، كريري وهادي دغريري إلى أن القتيل كان يتميز بحسن الخلق، ولم تسجل عليه أي مخالفة سلوكية طيلة دراسته في المدرسة.