الخليج الاماراتية-
في التشكيل الوزاري الجديد ثلاث حقائب وزارية تختص بالتعليم بكل مستوياته من الحضانة حتى الجامعة، والمطلوب منها هو الوصول بمستوى التعليم لما يحقق الرؤية الاستراتيجية للدولة. وهنا تبرز بعض التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات أو معالجات عاجلة كون التعليم أصبح منظومة واحدة. أول تلك التساؤلات عن دور هيئات المعرفة أو المجالس التعليمية في بعض الإمارات، وهل هي تكاملية أم تمارس أدوارها بعيداً عن مخططات الوزارة؟
الكثير من القرارات أو الأحداث تشي باستقلالية تلك الهيئات والمجالس مع القليل من التنسيق الذي لا يغني ولا يسمن من جوع في العملية التربوية أو التعليمية. وفي أحيان كثيرة تقوم بأدوار من صلب عمل الوزارة مما يعني ازدواجية في المعايير والقرارات. ثاني التساؤلات حول التعليم الخاص وأين يقع في مخططات الوزارة؟ هل هو خاضع للوزارة أم أن الوزارة ترخص فقط وتوافق على زيادات الرسوم أم أنها تصادق أيضاً على ما يدرس من مناهج في تلك المدارس الخاصة؟
الكثير من الوقائع كشف عن تسيب في القطاع التعليمي الخاص، فالمناهج لا تخضع لأي فحص أو تدقيق وبها الكثير من الكتب التي تمس المعتقدات الدينية أو تروج لأشياء تمس عادات وتقاليد وأعراف المجتمع، وحتى الأنشطة اللا صفية فيها تحتاج أيضاً إلى مراجعة. المدارس الخاصة بها الكثير من الطلبة المواطنين فهل هم ليسوا من ضمن مخططات الوزارة التطويرية أم التعليم بتلك المدارس الخاصة يحقق الرؤية الاستراتيجية للتعليم بالدولة؟ إن كان كذلك، فلماذا لا تحذو الوزارة حذوه وتطبق معاييره ولا داعي لكل تلك الأموال والخطط التي أعلن عنها؟
التساؤل الثالث عن دور القطاع الجامعي الخاص في العملية التعليمية وهل هو متسق مع الخطط التعليمية في الدولة ويحقق طموحاتها الاستراتيجية، أم أن الوضع كما هو في المدارس ويخضع لهيئات المعرفة أو قوانين المناطق الحرة، التي سمحت ذات يوم لإحدى الجامعات المخالفة أن تنتقل بين ثلاث إمارات، كلما أوقفت في إمارة انتقلت لأخرى مستفيدة من عدم التنسيق أو اختلاف القوانين؟
التعليم هو العمود الأساسي الذي تقوم عليه تطلعات وطموحات المستقبل في كل مجالاته وخططه الاستراتيجية.
والآمال عريضة، والأحلام كبيرة، والتعليم يحتاج إلى غربلة وتنسيق وتنظيم وتطوير لتحقيق كل التطلعات المبنية عليه بتقديم جيل المستقبل المنشود الذي ستستمر على أكتافه نهضة هذه الدولة.
وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله ،: «لا عذر لأحد بعد اليوم».