الوطن القطرية-
طالب عدد من التربويين بضرورة الاستمرار في تأهيل المعلم، من جميع الجوانب التربوية والتعليمية، وذلك من خلال التأهيل العلمي والتربوي ليستطيع القيام بمهامه على أكمل وجه في الإرتقاء بالعملية التعليمية، مشيدين في نفس الوقت بالعديد من القرارات التي إتخذتها الوزارة في مساعدة المعلم للقيام بمهامه الوظيفية، ومنها قرارات تخفيف الأعباء الوظيفية للمعلمين، وكذلك إفتتاح المركز التربوي الذي يعمل على تأهيل المعلمين، خاصة الجدد لتعريفهم بطبيعة المناهج التعليمية والنظام التعليمي في دولة قطر.
وشددوا على أهمية معلمات المرحلة الإبتدائية وهي المرحلة الأهم في السلسلة التعليمية، مشيرين إلى أن الكثير من الدول المتقدمة في أنظمة التعليم تقوم على وضع أكثر المعلمين خبرة وتأهيلاً في مراحل التعليم المبكرة، لافتين إلى أن المعلم يعتبر من الأعمدة الرئيسية للعملية التعليمية، وهو حلقة الوصل الرئيسية بين السياسات التعليمية التي يتم وضعها في الوزارة وبين التنفيذ داخل الصف المدرسي، كذلك القيام على تدريب الطلاب على الأسلوب العلمي في التفكير، وتدريب الطلاب على أسلوب الحوار والمناقشة المنظمة، وإكتساب الطلاب للمهارات العمليَة المتعلِّقة بالتجربة، وإكساب الطلاب أسلوب كتابة التقارير العلمية، والعمل على زيادة مهارة الاتصال ؛ وشَرْح الفكرة العلميَّة للآخرين بطريقة مُقنعة.
بداية أكد الأستاذ صندح النعيمي صاحب ترخيص ومدير مدرسة الأحنف بن قيس الإعدادية المستقلة للبنين أنه من الضروري العمل على إعادة تأهيل معلمات المرحلة الإبتدائية، وهي الحلقة الأهم في العملية التعليمية، فالدول المتقدمة تضع أساتذة الجامعات والحاصلين على درجات علمية متميزة في المرحلة الابتدائية، لأنها المرحلة التأسيسية الأهم في السلسلة التعليمية.
وعن دوره في ظل التقدم التكنولوجي الحديث قال إن المعلم هو الذي يساعد الطالب على التعلم، ويهيئه لاكتساب الخبرات التربوية المناسبة، مستخدماً في ذلك جميع الوسائل التكنولوجية التي توفرها الوزارة والمدارس للإرتقاء بالعملية التعليمية، خاصة في ظل اختلف دوره بشكل جوهري بين الماضي والحاضر، وفي عصر الانترنت والتفجر العلمي والمعرفي وثورة التكنولوجيا والاتصالات، فقد تغير دور المعلم واصبح دورا ينصب على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها انطلاقا من أن المعلومات والمعرفة والنشاطات التي يجب أن يلم بها الطالب كثيرة ومتنوعة، والفترة الزمنية المخصصة لتعليمها قليلة، مما يستدعي من المعلم أن يخطط ويصمم لكل جزء من اجزائها ضمن جدول زمني محدد، ومن هنا فقد اصبح المعلم في عصر الانترنت: مخططا، موجها، مديرا، مرشدا، ومقيما للعملية التعليمية اكثر من كونه شارحا لمعلومات الكتاب المدرسي.
ومن جانبه قال الأستاذ جاسم المهندي مدير مدرسة عمر بن عبدالعزيز الثانوية المستقلة للبنين: إن المعلم هو العماد الرئيسي للعملية التعليمية، ومن الضروري العمل على إعادة تأهيله على أحدث ما وصلت إليه وسائل واساليب التربية الحديثة، وإعطائه الفرصة الكاملة للإبداع داخل الصف المدرسي، وضرورة البعد عن إثقال كاهله بالملفات المهنية، لافتاً إلى أن إجراءات تخفيف الأعباء عن المعلمين، التي إتخذتها الوزارة من قبل، خطوة في الطريق الصحيح إلا أنها تحتاج إلى متابعة التنفيذ من وزارة التعليم والتعليم العالي ؛ لأن بعض المعلمين يشكون من عدم تنفيذ هذه الإجراءات من قبل بعض إدارات المدارس، مضيفًا أنه يقترح أن تكون علاوة طبيعة العمل مقابل متوسط النصاب الحالي، فيخصم ما قلَّ نصابه من المعلمين عن هذا المتوسط، ويصرف لمن زاد نصابه عن هذا المتوسط في شكل عمل إضافي.
من ناحيته أكد الأستاذ ياسر الجبر معلم العلوم الاجتماعية أن وزارة التعليم أخذت العديد من الخطوات الهامة في طريق تفريغ المعلم لمهمته الأساسية في التعليم ورفع المستوى الأكاديمي للطلاب، فقرارات رفع أعباء المعلمين له تأثير إيجابي كبير على رفع المستوى الأكاديمي للطلاب، والذي يعطى المعلم الوقت الكافي للتفرغ للطلاب وعدم إثقال كاهله بكثير من الملفات المهنية، لافتاً إلى أن الكثير من المعلمين يحتاجون إلى إعادة تأهيل ليكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
من جهته قال الأستاذ راشد الكندي معلم العلوم الاجتماعية بمدرسة عمر بن عبدالعزيز الثانوية المستقلة للبنين: إن الحاجة إلى تنمية الجانب المهني للمعلم تعتبر ضرورة مستمرة، لأنه لا يمكن أن يعيش مدى حياته، بمجموعة محددة من المعارف والمهارات والكفاءات، خاصة مع التقدم المعرفي الهائل الذي يمتاز به العصر الحالي، هذا الأمر يتطلب ضرورة أن يحافظ المعلم، علي مستوي متجدد من المعلومات والمهارات والاتجاهات الحديثة في طراق التعليم وتقنياته، وبهذا يكون التعليم بالنسبة للمعلم عملية نمو مستمرة ومتواصلة.
وأشار إلى أن عملية النمو المهني للمعلمين تتطلب جهداً كبيراً ووقتاً كافياً، ومساعدة مستمرة في تعلم أي سلوك تعليمي جديد، يعدل أو يضيف أو تعديل سلوك قائم لديهم، وهذا بدوره يتطلب قيادات تربوية قادرة على إجراء التعديل المطلوب في سلوكيات المعلمين واختيار الأساليب الملائمة التي تتفق مع الموقف التعليمي واحتياجاتهم منها، ليس هذا فقط، بل على المعمل أن العناصر الأساسية للقيام بهذه المهنة من أمانة وعلم ومعرفة وخبرة وثقافة وتدريب، ورغبة كاملة في النمو الذاتي- ذلك لأن تكوين النفوس، وصقل العقول، ورعاية الأبدان، عملية صعبة شاقة -ولكنها ضرورية لبناء المجتمع.
من جهة أخرى قال الأستاذ حازم الصاوي النائب الأكاديمي بمدرسة عمر بن عبدالعزيز: إنه من الضروري العمل على التأهيل المستمر للمعلم والتي تشمل الأنظمة المعرفية وأنظمة الإعداد والتدريب والسياسات والاستراتيجيات والتشريعات، بهدف زيادة فعالية عمل المعلمين، من خلال تطوير كفاءاتهم التعليمية والإنتاجية، بجانبيها المعرفي والسلوكي، ورفع مستوى أدائهم الوظيفي في مجالات عدة منها: إجراء البحوث التعاونية، استيعاب كل ما هو جديد في النمو المهني من تطورات تربوية وعلمية، إتقان استخدام الوسائل والتقنيات التعليمية، التعرف علي طرق التدريس وأساليبه.
وفي نفس السياق قال الأستاذ شاهين آدم معلم الرياضيات: إن وزارة التعليم عملت الفترة الماضية على تخفيف الأعباء عن المعلمين والتي مثلت خطوة سديدة، تجعلهم يقبلون على العمل ويتفانون في العطاء، مشيرًا إلى أن هذا التخفيف يساعدهم على العمل الأكاديمي لأن كثرة الملفات والأوراق تأخذ وقتًا كبيرًا منهم من أجل إنجازها، مما ينعكس بالإيجاب على إرتفاع المستوى الأكاديمي للطلاب وسيكون لهذا القرار عظيم الأثر على إرتفاع درجات الطلاب في اختبارات الفصل الدراسي الثاني خاصة الاختبار التربوي الشامل نهاية العام الدراسي.
أما الأستاذ نبيل محمد العمادي- معلم العلوم الاجتماعية - فيشير الى أنه لابد من الاهتمام بالمعلم والطالب اللذين نعتبرهما محوري العملية التعليمية، حيث كانت قرارات وزارة التعليم بتخفيف أعباء المعلمين وإفتتاح مركز التطوير المهني للمعلمين، عملت على تأهيل المعلمين التأهيل المناسب، ومازال الطريق طويلاً في الاستمرار بعملية تطوير المعلمين ؛ لأنه جعل المعلم يتفرغ لعمله الأساسي وهو تعليم الطلاب ونقل المعرفة وتحسين نتائج الطلاب، وتخفيف الأعباء الإدارية على المعلم يجعله يهتم بالعمل الأكاديمي ويتفرغ لطلابه ويرفع من مستواهم الدراسي ويهتم باستخدام الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي تجذب انتباه الطالب.
ويشير الأستاذ خالد الراشد أن هذا القرار مفيد للعملية التعليمية حيث أن تخفيف الأعباء الإدارية عن كاهل المدرسين يشعرهم بالراحة ؛حيث يوجه المدرس جهده وطاقته نحو الطلاب وزيادة تحصيلهم الأكاديمي وزيادة دافعيتهم نحو التعليم، وهو ما ينعكس بالإيجاب على مستوى الطلاب الفترة المقبلة وسيظهر هذا في نتائج الاختبارات الفترة المقبلة خاصة اختبارات التقييم التربوي الشامل والتي من المتوقع إرتفاع درجات الطلاب مع زيادة نسبة النجاح.
أما الأستاذ الباز محمد سلطان- منسق الرياضيات فيشير إلى أن وزارة التعليم تقوم بجهد مشكور في الاهتمام بمعلمي المدارس المستقلة، سواء من الناحية الأكاديمية أو المادية، لافتاً إلى أن قرار تخفيف أعباء المعلمين استفادت منه جموع المعلمين الذين تزيد حصصهم الدراسية عن 12 حصة ؛ وذلك للتفرغ للعمل الأكاديمي والتعليم الإلكتروني من خلال رفع الواجبات للطلاب على الموقع الإلكتروني للمدرسة وعمل المناقشات مع الطلاب داخل الصف ومن خلال الموقع الإلكتروني والتواصل مع أولياء الأمور بما يحقق صالح الطلاب، مشيراً إلى أنه يجب على المعلم الحرص على عملية تأهيل الذات وتطوير قدراته العلمية والعملية للقيام بواجباته على أكمل وجه، في إيصال العملية التعليمية إلى هدفها المرجو من الوزارة.