ثقافة » شؤون مدرسية

الجهل في التعليم

في 2016/03/22

عبدالعزيز خريبط- الشاهد الكويتية-

الجهل ليس عذرا بل هو أصل المشكلة وخصوصا أن التعليم كما يعرف قائم على مزاعم وادعاءات عن أسس ومعايير وخطط ودراسات مستفيضة وتطوير ومؤسسة خاصة تسمى وزارة التربية بإداراتها المختلف تخصصاتها وأهدافها الخاصة والعامة المعلنة بالضرورة لانشاء جيل واع متعلم قادر على مواجهة الحياة يبني وطناً ومستقبلاً.

ففي الواقع مخرجات التعليم بحاجة الى نفضة ليست نفضة معالي وزير التربية التي صرح بها منذ تقلده المنصب، وانما نفضة من أجل المستقبل بالفعل، فالمخرجات تفشل، والملاحظ أن الجيل الحالي والذي قبله أيضا غير قادر على التواصل مع العالم وكأنها حالة من الأمية والفقر في التواصل وعدم القدرة على الفهم والاستيعاب والتعبير بشكل يضيف قبولاً على الآخرين، فلا التعليم ساعد على تنمية القدرات ولا التواصل مع العالم بلغة مفهومة، فكارثة حتى اللغة الانكليزية بمعدلات كبيرة من مخرجات الطلاب لا تحسن اجادتها.
أي نوع من الجهل سنتوصل اليه وسنكون فيه من وراء كل هذا الانفاق والنفاق في التعليم بهذه النتائج المقصودة في التردي المخيف؟

فالجهل آفة ولا أظن أن ابقاء الناس على الجهل مؤشر يضيف حالة من الاستقرار والأمان، فكما قيل اذا كنت تعتقد أن التعليم باهظ الثمن فلتجرب الجهل، ولا أعتقد أننا على استعداد لخوض حالة من تجربة الجهل أكثر.
فليس من الممكن تصور طلاب أو طالبات بعد مراحل الثانوي غير قادرين على التواصل بأي لغة منها لغة الأم العربية بشكل جيد ومقبول، فاذا سلمنا بأن اللغة سقطت مع القومية العربية، فما بال اللغة الانكليزية التي تتسيد العالم ومواقع التواصل وانتشار الأجهزة الذكية في أيدي ومتناول الجميع حتى هي أيضا يساء استخدامها نتيجة العديد من المفاهيم والثقافة الخاطئة، الى أي مرحلة سنكون أمام هذا الغول الذي أمامنا، غول الجهل؟

فالجهل هو عدو كل شيء، عدو العلم، عدو النور، عدو الأخلاق، عدو التغيير، عدو الاستقرار والأمن والأمان، عدو التقدم، عدو الحضارة، عدو الفن، عدو العقل.

آمل أن تكون هناك نظرة جادة لاعادة الثقة في التعليم بعد فصله عن السياسة، فالتعليم ليس أداة أو وسيلة وانما غاية وأساس بناء الإنسان والوطن.