ثقافة » شؤون مدرسية

معاهد التدريب والإفلاس القريب!

في 2016/05/20

ناشدت 60 مؤسسة تدريبية خاصة، رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، التدخل العاجل لإنقاذ قطاع التدريب المهني من الانهيار التام، فلقد أغلقت كل الأبواب أمام معاهد التدريب التي وجدت نفسها على حافة الإفلاس والانهيار، مع توقف عملها منذ 7 أشهر.

يذكر أنّ القائمين على معاهد التدريب اجتمعوا لمناقشة الوضع المتأزم والخانق لتوقف كافة أعمال التدريب بالمؤسسات التدريبية الخاصة، بعد ضم مهمات المجلس الأعلى للتدريب المهني إلى صندوق العمل «تمكين» منذ سبتمبر/ أيلول 2015 وإلغاء نظام اشتراكات التدريب (Levy) الذي يعتبر المصدر الرئيسي كمشروع لتدريب وتطوير العمالة البحرينية في القطاع الخاص.

وكما نعلم بأنّ سمو رئيس الوزراء يشجّع على التأهيل والتدريب ولا يقبل أن تتدهور هذه المعاهد، ذلك أنّ المعاهد في العالم المتقدّم لها صيتها ومكانتها بين مؤسسات الدولة في القطاع العام والقطاع الخاص، فالموظّف من دون ورش العمل والمحاضرات والمؤتمرات، لا يستطيع صقل مهاراته، ولا يستفيد فقط من الخبرة، بل الخبرة تحتاج إلى إنعاش عن طريق هذه المحاضرات والورش والمؤتمرات.

نتذكّر في السابق قبل 15 سنة تقريباً، كيف كانت معاهد التدريب منتعشة وقويّة، وكيف استطاعت الدخول في مجال التدريب، واستفادت من خبرات البلدان الأخرى، وأقامت أيضاً الاتّفاقيات لجلب الخبراء، ومنهم بعض الخبراء في الأمم المتّحدة بشأن البيئة والطفولة وغيرها.

لا ننكر بأنّ هناك أزمة اقتصادية في البحرين، ولكن تضييق الخناق على المعاهد لن يدفع مسيرة التقدّم، فنحن نحتاج إلى الخبراء في كل مجال، وحالياً بالذّات نحن أحوج ما نحتاج فيه إلى الخبراء في الاقتصاد والإعلام والعلوم الاجتماعية.

ما تقدّمه معاهد التدريب المعتمدة في البحرين لابد أن يتم التنسيق له هو الآخر، وذلك حتى يتم التعاون بين دول الخليج بشأن تبادل الخبرات، ومعاهد التدريب في الخليج أجمع يجب أن تستفيد من مؤتمر يضمّها ويشجّع على تبادل خبراتها، ولكن من سيبدأ هذا المؤتمر؟

نستطيع أن نبدأ هذا المؤتمر، عن طريق التعاون بين «تمكين» وبين معاهد التدريب، حتى ننعش سوق هذه المعاهد، وأيضاً ندر الاستثمار على الوطن ولو بالقليل، فالقليل مع القليل يزيد ولا ينقص، بل قد يكون هذا المؤتمر أوّل بوادر الانتعاش الاقتصادي.

معاهد التدريب تعاني من الإفلاس القريب، وإن لم تتدخّل الدولة لمساعدتها، فإننا أمام كارثة حقيقية، كارثة تجعل الخبرات الوطنية تذهب مع الريح، هذه الخبرات نحتاجها اليوم من أجل البناء مرّة أخرى.

ننتظر توجيهات سمو رئيس الوزراء على أحر من الجمر، فنحن لدينا الطاقات البشرية التي تساعد في البناء، ولدينا القدرة على تقديم الأفضل، وهو كما عوّدنا قائد ورجل حكمة واقتصادي من الطراز الأوّل، ويعلم أهمّية هذه المعاهد في تقدّم وبناء الدولة. وجمعة مباركة.

مريم الشروقي- الوسط البحرينية-