طفلة بريطانية صغيرة تجلس بجوار صديقتها تقول لصاحبتها it just doesn t make sense في الحقيقة لأن تعليمهم وبيئتهم يجعلان كل شيء غير منطقي غير مقبول منهم، بينما نحن على العكس، فرغم وجود مثل جملتها لدينا إلا أنه ليس تعبيرا شائعا، فالمنطق ليس شيئا مهما كثيرا لدينا، ونميل لتقبل أي شرح مجاملة وأحيانا لتعطل ملكة تفكير الناقد واستبدالها بهز الرأس موافقة.
قبل أيام مرت أمامي في تويتر تغريدات لشخص يتبوأ مكانة عالية في ما يسمى ببرنامج فطن، والذي أشغل وزارة التعليم في الفترة الماضية كأداة للقضاء على الفكر الداعشي، لأجد هذا الشخص الذي يتطلب المنطق أن يكون فطنا ولا ينطلي عليه الفكر الداعشي يغرد مطالبا بإطلاق سراح سجين مدان ومحكوم عليه من عدة محاكم سعودية بتهم إرهابية شتى، ومع ذلك تجاهل المغرد المسؤول الحكومي الفطن كل ذلك وغرد يزكيه، ويدافع عنه، إن هذا غير منطقي، هل الوزارة تعرف عنه؟ هل ما غرد به زلة لسان تغفرها الوزارة ولا تهتم بها؟ أم أن عبارته تكشف كم نحن مخترقون من داعش، إذن من حقنا التساؤل هل أصبح الراعي عدوًّا للغنم؟
أيضا تكرر في بيانات وزارة الداخلية عبارة تشير إلى علاقة المنتحر بجماعة غوغائية، وأنه سبق القبض عليه وأطلق سراحه، هذا الأمر أيضا لا يبدو منطقيا، نحن في حالة حرب حقيقية مع داعش، وأي شخص تورط في الدفاع عنها، تلميحا أو تصريحا، لا بد أن يكون تحت الرقابة 24 ساعة إذا أطلق سراحه، مع أن الأفضل ألا يطلق سراح أحد منهم حاليا حتى تضع الحرب أوزارها ويقضى على داعش كليا عندها حتى لو خرج سينضم للمجتمع المنتصر تلقائيا.
أما طفلة الخرج التي تم تحفيظها عبارات طائفية تثير الحزن والشفقة عليها والخوف على الوطن من الغد، الوطن الذي للجميع، بينما يظن كاتب تلك الكلمات أنه يخصه وحده ويحق له النيل من عقيدة غيره وإقصاؤه، لا أحد يستطيع الانتصار علينا لو تم تحصين داخل وطننا، لكن إذا لم نعالج الداخل وانشغلنا بالخارج فمنطقيا سنلتفت للخلف ولن نجد وطناً.
عزة السبيعي- الوطن السعودية-