عيسى محمد العميري- الراي الكويتية-
إن تردي أحوال وزارة التربية السلبية - التي تعاني منها بالفعل منذ فترات طويلة ماضية - تفرض على الوزير الجديد القيام بأمر مهم وجهد خاص لتلافي تلك السلبيات التي استمرت على مر عقود ماضية كما أسلفنا، ولم تجد لها حلا جذريا على مدى تعاقب العديد من الوزراء الذين تولوا هذه الحقيبة... ولم تكن دلاؤهم على قدر ومستوى تلك السلبيات... ولعل هذا الأمر يتقاطع مع دعوات سابقة لاجراء «نفضة» شاملة لهذه الوزارة الحيوية... ويجعلنا نتساءل عن أسباب وجود هذا النوع من التجاوزات المتعددة في منشآت وهيئات الوزارة الحكومية والخاصة، إن مايجري في جنبات وأركان وزارة التربية يتطلب من الوزير الجديد البحث والتحري وتكليف جهاز متخصص لكشف كل تفاصيل مايجري... فهل يتم هذا الأمر... أم ننتظر لأن يحدث المزيد من الحوادث المؤسفة بعدها يتم التحرك، إن مطالباتنا السابقة لجميع الوزراء الذين تولوا «التربية» تكاد الغالبية العظمى من تلك المطالبات لم يتم الالتفات اليها بشكل جدي، مع التنويه إلى أن تلك المطالبات هي ذاتها التي يطالب بها كل من يرى مايحدث في المشهد التعليمي برمته، وأولياء الأمور على وجه الخصوص... إن المراقبة والعين الساهرة الدائمة على المدارس في بلدنا يجب أن تكون على مدار الساعة، حيث ان تلك المدارس والمنشآت الحكومية التابعة لوزارة التربية تتطلب تحركاً من هذا النوع، ويتوجب إحكام الرقابة المتواصلة عليها وصولاً إلى فرض أفضل المواصفات اللازمة لضمان تلقي أبنائنا لعلومهم في ظل ظروف مطمئنة، وتعقيباً لتلك التجاوزات فإننا في المقابل نرى على الجهة الأخرى الاستغراب من قبل الكثير من أولياء الأمور على الصمت الكبير من قبل وزارة التربية والمسؤولين والمراقبين فيها، جراء مايحدث في تلك المدارس والعديد من المنشآت التابعة لوزارة التربية. وبشكل ملخص فإننا عبر مقالنا هذا لم نورد شيئاً محدداً يحدث... ولكن حديثنا بشكل عام على سلبيات «التربية»، إن مايحدث في وزارة التربية اليوم من تردّ، واستمرار هذا التردي في ظل بطء الإجراءات المتخذة وصعوبة حسم الأمور- كما أشرنا في العديد من مقالاتنا السابقة - يطرح الكثير من التساؤلات تجاه مايجري في هذه الوزارة بالمقارنة مع مدى أهمية هذه الوزارة في بناء المجتمعات. فالأمر يحتاج من الوزير الجديد إلى إعادة النظر في هذه الوزارة ابتداء من رأس الهرم إلى أسفله، فهل نشهد تغيراً إيجابياً في المدى المنظور... نتمنى ذلك. والله من وراء القصد.