شؤون خليجية -
أثارت صورة افتراش طلبة ثانوي بمدرسة الصباحية الكويتية، "الأرض" لعدم وجود كراسي وطاولات لهم، جدلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تزامنًا مع تصريحات وزير التعليم عن تكلفة صفقة "التابلت" الذي سيوزع على طلبة المدارس، حيث بلغت الصفقة 26 مليون دينار.
وأثار هذا الخبر حفيظة النشطاء والمغردين الكويتيين، فبناء على هذه الصفقة فإن قيمة "التابلت" الواحد تبلغ 321 دينارًا، وما زاد الأمر سوءًا أن وزارة التربية هي التي ستتكفل بصيانة الجهاز، بل وإن التابلت لن يكون ملك الوزارة، بل الـ321 دينارًا هي مقابل استئجار الجهاز وليس شرائه!
وندد الكثيرون بصرف الحكومة المبالغ على "التابلت"، ووصفوه بـ"البذخ" في حين المدارس تواجه مشاكل أعظم كمأساة التكييف– والتي تبرع أمير البلاد لحلها- وعدم تواجد الطاولات وغيرها.
وعلق "صلاح الهاشم"، على صورة افتراش الطلبة الأرض، قائلاً: "طلاب الكويت وثروتها الحقيقية يجلسون على الأرض للدراسة في منطقة الصباحية، وفي دوله تنفق أكثر من 15 % من دخلها لأكثر من 107 دول في العالم!"
سخر "عيسى الأسود"، قائلًا: "نداء إنساني: چان زين دولة الكويت تتبرع لثانوية الصباحية بنين، مساكين دولتهم فقيرة ولله يا محسنين".
بينما غرد صاحب حساب "كويتي منتف"، قائلًا: "أي مدرسة ما فيها طاولات وكراسي طرشولنا صورها خل ننشرها علشان مدراء المنطقة التعليمية يأمرون بتزويدها بما تحتاج".
وتساءل د. نون: "وليش هالشي ما يصير من الأول.. يعني المدراء قاعدين بمكاتبهم وعايشين غيبوبة مثلًا؟".
وتعجب صاحب حساب "كلنا بلاد الحرمين"، قائلًا: "يعني لازم ينفضحون إعلامياً عشان يتحركوا.. وين الأمانة في العمل؟!!".
وفي استياء وتعجب قال "أبو راشد": "مستحيل هذي بالكويت".
غضب من استئجار أجهزة "التابلت"
وفيما يخص تأجير الوزارة لأجهزة "التابلت"، للسعي لتطبيق "المدارس الذكية"، كما قال الوزير د. بدر العيسى، أمس، خلال جولته التفقدية لعدد من مدارس منطقة الفروانية التعليمية برفقة مدير عام المنطقة جاسم بوحمد، إن جولته شملت مدرسة ثانوية أميمة بنت الربيعة بمنطقة العمرية وعامر بن الربيعة الابتدائية في منطقة إشبيلية، مشيرًا إلى أنها إحدى المدارس الحديثة التي تسلمتها وزارة التربية خلال العام الدراسي الحالي 2015 - 2016، والتي تعتبر من "المدارس الذكية" التي نطالب بإنشائها، مضيفًا أنه شاهد عقب جولته على المدرسة أن جميع الاحتياجات والإمكانات متوافرة، سواء نظام الكهرباء أو الإضاءة أو الإنترنت بما يتوافق مع نظام التعليم الحديث، الذي سيطبق في مدارسنا من خلال التابلت، منوها بأن المدارس التي ستنشأ ستكون من هذا النوع «مدارس ذكية» لتسهيل العملية التعليمية.
وقاد بعض أولياء أمور الطلاب، حملة إلكترونية عبر "تويتر" أعلنوا فيها عن تنازلهم عن "التابلت" الذي ستقدمه المدرسة وفق هذه التكلفة العالية، وذلك تفاديًا لهدر الوطن.
وقال "كويتي": "أعلن تنازلي عن جهاز التابلت الذي قامت الوزارة باستئجاره، ولن أوقع أو يوقع ابني على أي تعهد، وسأشتري له جهازاً من حر مالي"، متابعًا: "مليون دينار أي ما يعادل 72 مليون دولار لإيجار أجهزة صينية ويقول لك ترشيد.. خيراً رأيت!".
ووافقه "بردي البردي"، قائلًا: "أنا ولي أمر طالب وأعلن تنازلي عن أي جهاز تصرفه التربية بالمجان، وأعدهم أن اشتري جهازًا لولدي الطالب".
وقال "حمد": "أنا أتعهد للحكومة بتوفير جهاز تابلت لأبنائي وذلك تفادياً لهدر أموال الوطن".
فيما علق "باذخ": "لو تعاقدت التربية مباشرة مع شركة أبل أو سامسونغ لوفرنا الكثير والكثير والكثير... لكن وآه من لكن!".
بينما أكد "مطلق السند": "التابلت استلمناه وموجود بمخزن المدرسة من أسابيع وماحنا عارفين متى نوزعه، ولا تم عمل دورات للمعلمين على كيفية الاستفادة منه".
وفي إطار الهجمة على سياسة وزارة التعليم غير الرشيدة، قال د. عبد الله بن عازب عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "إلى وزير التربية، مدرسة أم عمارة الأحمدي تم ترميمها بمبلغ تجاوز المليون دينار، ثم تم إغلاقها لعدم صلاحيتها!".
مشكلة التكييف
وحول مشكلة أعطال التكييف المتكررة في بعض المدارس التي ظهرت خلال اليومين الماضيين، أكد وزير التعليم أن الأمير الشيخ صباح الأحمد تبرع بتبديل جميع المكيفات «العطلانة» في مدارس الكويت.
وبخصوص المخالفات المسجلة على وزارة التربية من قبل ديوان المحاسبة، لفت العيسى إلى أن المخالفات سواء في التربية أو الجامعة أو التطبيقي، فقد تم تشكيل لجان للاطلاع على ملاحظات الديوان ليتم تلافيها في الأيام القادمة، مضيفًا أن الوزارة طالبت الديوان باعتماد مناقصة شركة الحراسة إلا أنه تم الرفض، وفي الوقت نفسه لن نوافق على ترك مدارسنا دون حراسة وهذه تعد مخالفة أيضًا. ولفت إلى وجود تنسيق مع الديوان لمعالجة خلل النظم المتكاملة، التي تسببت في بعض المخالفات في الوزارة.