الوطن الكويتية-
القطاع التربوي في الكويت يعاني من عدد من المشكلات التي تعيق عمله ولعل مشكلة الانشاءات والمباني التي تفتقر إلى الصيانة أو تحتاج إلى تجديد شامل هي أهم تلك المشكلات خاصة ان المبنى المدرسي هو أهم مقوم من مقومات التعليم.
وعن تلك القضية، قال مصدر مسؤول بوزارة التربية لـ «الوطن» إن الكويت بها أكثر من 1000 مدرسة حكومية وأكثر من 200 مدرسة خاصة، معتبرا ان أفضل مدارس شيدتها وزارة التربية هي المدارس التي بنيت في آخر سنتين وذلك لاحتوائها على كل الخدمات المطلوبة كما تتضمن كافة المتطلبات اللازمة لعملية تعليمية سليمة.
وأكد المصدر أن المباني القديمة والمتهالكة والتي انتهى عمرها الافتراضي تتجاوز 50% من نسبة المدارس في الكويت موعزاً ذلك إلى افتقار تلك المدارس إلى خطط الصيانة السليمة وعدم إخضاعها للكشف الدوري السريع مستشهدا بما يحدث في الدول الاجنبية اتي تقوم بعملية الصيانة الوقائية للمدارس وهو الأمر غير الموجود في الكويت على حد قوله.
وعن مدى ملاءمة الميزانية المخصصة من وزارة التربية لصيانة وتجديد المدارس، أكد المصدر أن ميزانية الصيانة تحتل البند الرابع من بنود ميزانية الدولة مشيرا إلى أن مشكلة الميزانية انها لا تعتمد إلا في وقت خطة التنمية ومع بطء الدورة المستندية وطول مدة الإجراءات الروتينية وتقصير الوزارة في إنجاز خطط الصيانة لتلك المدارس تبقى فرص نجاح خطط الصيانة ضئيلة جدا وبنسبة محدودة للغاية.
وعن مدى ملاءمة عدد المدارس للتوزيع الديموغرافي للسكان في الكويت، أكد المصدر أن هناك قصورًا شديدًا في هذا الجانب حيث توجد بعض المناطق المأهولة بالسكان منذ عقود وإلى الآن لم يتم بناء أي مدرسة بها وهو ما يجبر أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بمدارس في مناطق أخرى بعيدة عنهم وهو ما يعتبر أمرا غير لائق ولاسيما للمراحل التعليمية المبكرة مثل مرحلة الروضة، مؤكدا انه تم تخصيص أراض للمدارس في هذه المناطق لجميع المراحل إلا أنها ما تزال رمالا ولم يتخذ بشأنها قرار بناء.
وعن غياب القرار الحاسم بهدم المدارس القدية وإعادة بنائها قال المصدر إن هناك أكثر من خطة رفعت إلى مجلس الأمة ومجلس الوزراء وتم اعتمادها من أجل الإحلال والصيانة إلا أنها لم تنفذ.
وعن ضرورة تزويد المدارس بكاميرات مراقبة قال المصدر إن هناك قرارا متخذا منذ العام 2006 يتم بمقتضاه تركيب كاميرات على المدارس مشيرا إلى أنه تم بالفعل التركيب التجريبي لتلك الكاميرات حيث تم تركيبها في مدرستين بكل منطقة للتأكد من جودتها وحازت على رضا الإدارات المدرسية إلا انه صدر قرار آخر يقضي بالغاء هذا القرار وطرح مناقصة جديدة لتركيب الكاميرات وإلى الآن لم يتم هذا الأمر.
وأبدى المصدر استغرابه من قيام الكويت ببناء العديد من المدارس في كثير من دول العالم دون الالتفات إلى المدارس الكويتية التي تحتاج إلى صيانة ورعاية واهتمام منوها إلى أن الكويت كانت أول من بنى مدارس بالدول الخليجية ومع ذلك ما تزال تلك المدارس قائمة حتى الآن لأن ثقافة الصيانة الوقائية متوفرة لدى تلك الدول وهو ما ساهم في بقاء تلك المدارس حتى الآن.