السياسة الكويتية-
«إخوان الوزارة» يوزعون منشورات تظهر البنا بصورة الإمام العادل في حديث «السبعة الذين يظلهم الله»!، رغم جهود واجراءات وزير الاوقاف وزير العدل يعقوب الصانع في التصدي للتيارات الحزبية وهيمنة «الاخوان» على «الأوقاف» وآخرها تشكيل لجنة «تقصي حقائق» حول ما نشرته «السياسة» قبل شهر تحت عنوان «الأوقاف تدفع رواتب 3600 موظف يعملون في جمعيات السلف والاخوان»، واصل قياديون في الوزارة «دس» أفكار وصور دعاة الجماعة في عقول الناشئة بغية غرسها في نفوسهم وتربيتهم عليها، الى ان وصل الأمر بهم لتوزيع بروشور توعوي عن حديث «السبعة الذين يظلهم الله بظله» النبوي يربط «الامام العادل» بصورة الاب الروحي للجماعة حسن البنا.
فمن جهته، اصدر وزير الأوقاف قراراً يحمل الرقم 370 لسنة 2015 بتشكيل لجنة تقصي حقائق برئاسة وكيل الوزارة المساعد للتخطيط والتطوير خالد بوغيث «لمراجعة وحصر اعداد جميع العاملين على بند التكليف في الوزارة واداراتها من المواطنين وغير الكويتيين وبيان اعدادهم الحالية في كل ادارة والوقوف على الاجراءات التي اتبعت في تكليفهم ومطابقتها للضوابط القانونية، اضافة الى بحث اسباب التكليف والعدد ومدى مطابقته لحاجة العمل وطبيعة الاعمال المسندة ومؤهلات وتخصصات المكلفين ومقارنة ذلك بالحد الاقصى المقرر بالميزانية المعتمدة والمنصرف فعليا».
كما كلف الصانع لجنة تقصي الحقائق بـ «تحديد الادارات والمراقبات والاقسام التي ثبت احتياجها الى عاملين بنظام التكليف مع بيان حجم تلك الاحتياجات والاعداد المناسبة والمطلوبة، فضلا عن بحث اوضاع المكلفين طبقا لتخصصاتهم ومؤهلاتهم وبحث امكانية توفيق اوضاعهم باخضاعهم لاحكام قانون ونظام الخدمة المدنية».
وطالب اللجنة بـ «اعادة النظر في اوضاع المكلفين ومعالجة الخاطئ منها بوضع ضوابط جديدة وعملية تتناسب مع حاجة وحجم العمل بالوزارة واداراتها ومراجعة كل القرارات السابقة بهذا الشأن، وكذلك درس ما يحال اليها من معطيات ومواضيع جديدة»، داعيا جميع المختصين والعاملين في الوزراة الى التعاون مع اللجنة وتمكين اعضائها من الاطلاع على كل الاوراق والمستندات وتسهيل مهماتهم».
وفي قضية البنا، نشر مدير ادارة الاعلام الديني في وزارة الاوقاف على صفحته في «تويتر» بروشور اعلانياً يدعو الى الاقتداء بالحديث النبوي الذي يروى عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه».
ويظهر البروشور التوعوي «صورة تعبيرية» الى جانب كل شخصية او فكرة من السبعة الذين يظلهم الله بظله، الا ان المفارقة تتبدى ان صورة شخصية «الامام العادل» اختيرت بحيث تشابه صورة حسن البنا الى حد التطابق، فيبدو صاحبها ملتحيا ومعتمرا «طربوشه» ومتكئا على عكازه ومرتديا «البالطو» الذي عادة ما كان يرتديه البنا.
واستهجنت مصادر متابعة «اصرار قياديي الوزارة على دس افكار وشعارات وصور دعاة الجماعة ضمن منشورات ودروس الوزارة الدينية»، متسائلة: «لماذا لم توضع صورة رجل يوحي لبسه وهيئته انه من علماء نجد او من علماء الازهر الشريف او من علماء الشام ولماذا التركيز على صورة توحي بهيئة البنا؟»، معتبرة انه «كان من الواجب الا توحي الصورة التعبيرية بشخص او حزب او تيار او جماعة معينة».
وحذرت من محاولات «اخوان الأوقاف» غرس افكار غريبة عن المجتمع الكويتي في عقول الاجيال الناشئة وربط فهمهم للاسلام بجماعة الاخوان وكأن الاسلام يقتصر عليهم»، مشددة على ضرورة مراجعة مناهج ودروس ومنشورات الوزارة وتنقيتها من «الافكار والدروس الاخوانية»، وتعزيز قيم الاسلام المحمدي الاصيل العابر للمذاهب والطوائف والاحزاب ومفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح بعيدا عن الانحياز لاي جماعة او تيار.