مكة السعودية-
ألمحت مصادر خليجية رفيعة المستوى إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي قد تلجأ لمنع أسماء تابعة لميليشيات حزب الله من دخول أراضي دول الخليج، في خطوة تسند تصنيف دول المجلس حزب الله بكل أذرعته وقياداته كمنظمة إرهابية، وترمي لتضييق الخناق على الحزب المتطرف.
وقالت المصادر إن كل من ينتمي لحزب الله بأذرعته كافة والجهات العاملة معه لن يتم استقباله في دول الخليج الست، بمن فيهم وزراء الحزب في الحكومة اللبنانية الحالية، ونوابه في البرلمان اللبناني.
وتطابقت معلومات مصادر «مكة» مع إشارات أطلقها دبلوماسي عربي يقيم في بيروت، إذ قال «إن كل المنتمين لحزب الله لن يفكروا في السفر لدول الخليج. حزب الله بنوابه ووزرائه حتى المناسك الدينية ليسوا حريصين عليها، هم يؤدونها في إيران».
وكانت الإمارات العربية المتحدة رحلت أخيرا 70 لبنانيا من أراضيها، وهذه المرة ليست الأولى التي تلجأ فيها أبوظبي لإبعاد لبنانيين من الأراضي الإماراتية، إذ أعلنت منتصف 2009 عن ترحيل 25 لبنانيا بعد ثبوت ضلوعهم بتمويل أنشطة الحزب التخريبية، عبر شركات تعمل بغطاءات وهمية، هدفها الأول والأخير تمويل الحزب. وبلغ عدد المرحلين من دولة الإمارات بين عامي 2009 و2010 أربعمئة شخص، لذات الأسباب المشبوهة.
وصنفت الرياض منتصف فبراير الماضي أربع شركات وثلاثة أشخاص وصفتهم بـ«الإرهابيين»، لارتباطهم بميليشيات حزب الله. وحذرت حينها الداخلية السعودية مواطنيها والمقيمين في المملكة من أي تعاملات مع ميليشيات حزب الله، وأن من يثبت تورطه بالتعامل مع الحزب سيتم تطبيق النظام بحقه.
وبلغة تحذيرية، قالت الداخلية حينها، إن المملكة ستواصل مكافحة أنشطة ما يسمى بـ«حزب الله» بكل الأدوات المتاحة، وأكدت استمرارها بالعمل مع الشركاء في أنحاء العالم بشكل صريح في هذا الصدد، حيث إنه لا ينبغي التغاضي من أي دولة أو منظمة دولية على ميليشيات حزب الله وأنشطته المتطرفة.
واتهمت الرياض صراحة ميليشيات حزب الله بما سمته «نشر الفوضى، وعدم الاستقرار، وشن هجمات إرهابية وممارسة أنشطة إجرامية وغير مشروعة في أنحاء العالم، ومن هذا المنطلق فإن المملكة ستواصل تصنيف نشطاء وقيادات وكيانات تابعة للحزب، وفرض عقوبات عليهم».
وبعد أقل من شهر، أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي تصنيفها حزب الله بكل أذرعته السياسية والمسلحة بالإرهابي، في خطوة تهدف بالدرجة الأولى لمحاصرة الحزب، الذي أخذ على عاتقه تجنيد أبناء دول الخليج والزج بهم في أتون الصراعات الدائرة في المنطقة.