الخليج اونلاين-
شهدت الصناعات العسكرية الفرنسية زيادة مطردة في مبيعاتها الخارجية خلال السنوات القليلة الماضية؛ بفعل الاضطرابات والاختلالات في موازين القوى التي تشهدها مناطق متعددة من العالم، إذ تسعى دول كثيرة لتنويع مصادرها من الأسلحة وتدعيم ترسانتها العسكرية بالأسلحة ذات البعد العملياتي والتكتيكي، مع تزايد فرص وقوع مواجهات عسكرية في أقاليم مضطربة من العالم.
ولعل أحدث هذه الصفقات ما جرى في قطر على هامش معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري "ديمدكس 2016"، الذي يعرض فيه أحدث تقنيات مواجهة التحديات الأمنية البحرية في العالم، الذي افتتح الثلاثاء.
فقد وقعت قطر وفرنسا على اتفاقية لشراء 24 طائرة حربية من طراز "رافال"، فرنسية الصنع، بقيمة 6.7 مليار يورو.
وتأتي هذه الاتفاقية في إطار "تعزيز الدفاعات العربية"، بحسب ما أوضحه وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، والذي شدد في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر على أهمية العمل العربي المشترك والتكامل في منظومات الدفاع لمواجهة المخاطر بشكل جماعي، مشدداً على أهمية هذا التوجه في ظل سباق التسلح في المنطقة والعالم.
33 مليار صفقات عسكرية أمريكية
وفي إطار تتنويع مصادر التسلح؛ تشير صحيفة "ديفينس نيوز" الأمريكية، إن دول الخليج العربي الست، اشترت من واشنطن أسلحة بقيمة 33 مليار دولار، خلال 11 شهراً، وذلك وفقاً لأرقام من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
ونقلت الصحيفة في تقرير حديث لها، أن دول مجلس التعاون الخليجي الست تلقت تلك الأسلحة منذ شهر مايو/ أيار 2015، وتتضمن مجالات "القدرات الصاروخية البالستية، الدفاع والمروحيات الهجومية، فرقاطات متطورة وصواريخ مضادة للدروع"، وفقاً لديفيد مكيبي، المتحدث باسم مكتب وزارة الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية.
ويعد امتلاك القدرات العسكرية الذاتية وترجمتها إلى قوة عملية، بمثابة الضامن الأوحد الكفيل بالحفاظ على أمن دول الخليج وصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.
يقول ديفيد مكيبي إن تلك المبيعات من الأسلحة: "جاءت تماشياً مع الالتزامات التي قطعناها على أنفسنا لشركائنا في الخليج في قمة كامب ديفيد في مايو/ أيار الماضي، وقد بذلنا كل جهد ممكن للإسراع في تلك المبيعات".
بالإضافة إلى ذلك، سلمت الولايات المتحدة، دول الخليج 4500 ذخيرة دقيقة التوجيه (دون ذكر نوعها)، بما في ذلك 1500 مأخوذة مباشرة من الخزينة الأمريكية، فيما أكد مكيبي أن واشنطن ترغب في مواصلة تعزيز الشراكات مع الكويت وقطر من خلال مبيعات الدفاع وأنشطة التعاون الأمنية الأخرى.
وخلال شهر، أطلقت دول الخليج 5 مناورات وتدريبات هي "رعد الشمال، اتحاد 18 البحري، علم الصحراء، صقر الجزيرة، أمن الخليج العربي 1"، لتنشط عسكرياً وسط تباطؤ دولي في محاربة تنظيم "الدولة" وردع الحوثيين في اليمن، وفي خضم حرب ميدانية وجوية تقودها روسيا وإيران ومليشيات حزب الله إلى جانب النظام السوري، ضد فصائل المعارضة التي تطالب بإنهاء حكم نظام بشار الأسد.
صفقات فرنسية متصاعدة
مجلة "ديفينس نيوز" الأمريكية نقلت عن مدير إدارة المبيعات العسكرية، لاورانت كوليت بيلون، في شركة ديركسيون جينرال دي لار مومو، المعروفة اختصاراً DGA، المسؤولة عن إدارة مبيعات ومشتريات الأسلحة في الحكومة الفرنسية، قوله: "لقد فازت فرنسا بعقود لبيع الأسلحة بلغت قيمتها نحو 18 مليون دولار خلال العام الماضي، بفضل جهود شركة DGA في إدارة المبيعات الخارجية".
وأضاف كوليت بيلون، في حديثه للمجلة الأمريكية، أنه يشعر بالتفاؤل من جراء زيادة الطلب على طائرات "رافال" الحربية الفرنسية من عدة دول عربية وآسيوية، حيث من المتوقع أن يتم التوقيع على عقد لشراء 36 طائرة من طراز "رافال" مع الهند خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، وهو ما يتطلب وقتاً طويلاً لإنجاز الصفقة، في حين تجري مباحثات مع دولة الإمارات العربية المتحدة لشراء طائرات من هذا الطراز.
أما دولة قطر قد وقعت بالفعل عقداً لشراء 24 طائرة من طراز "رافال" الفرنسية وصواريخ، في صفقة بلغت قيمتها نحو 6.3 مليارات يورو، حيث مولت بنوك يابانية قيمة الدفعة الأولى من قيمة الصفقة العام الماضي، لتسمح تلك الخطوة بحسب الاتفاق بدخول الصفقة حيز التنفيذ، وذلك بحسب مصدر مقرب من الصفقة.
وتابع المصدر، أن دول الخليج العربي تقود الأسواق الخارجية لمبيعات الأسلحة الفرنسية، وبفضل تلك الصفقات، فإن الفرص أمام فرنسا باتت متاحة للاقتراض من البنوك الخارجية بدلاً من الممولين المحليين، حيث من المتوقع أن يتم التوقيع على صفقة مع دولة الكويت لشراء 24 طائرة مروحية من طراز "كراكال"، وصفقة أخرى مع دولة قطر لشراء 22 طائرة من طراز "NH90".