دول » دول مجلس التعاون

دول الخليج باتت تتعامل مع المنطقة حسب «الرؤية السعودية»

في 2016/06/01

اعتمد قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم التشاورية التي عقدوها أمس في جدة ما سمي بـ«رؤية خادم الحرمين الشريفين لتعزيز العمل الخليجي المشترك»، وفق ما أعلنه أمس الامين العام لمجلس التعاون الخليجي.

ورغم أن هذه الرؤية اقترحت من السعودية على دول الخليج منذ نحو عام وتشكلت هيئة لدراستها وبحثت في غير اجتماع إلا أنه لم تعرف رسميا أي تفاصيل عنها.

وكان في السابق وفي عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز يتحدثون في مجلس التعاون عن السعي لتحقيق «اتحاد خليجي» الذي لم يجد موافقة من سلطنة عمان ولم تكن دول أخرى متشجعة له.

والحديث يدور الآن عن رؤية الملك سلمان لتعزيز العمل الخليجي المشترك يشير إلى أن دول الخليج تخلت عن فكرة «الاتحاد» وأصبحت توافق على ما سمي بـ«رؤية خادم الحرمين الشريفين لتعزيز العمل الخليجي المشترك».

وأوضحت مصادر ديبلوماسية خليجية أن الرؤية السعودية تقوم على أساس تحويل مجلس التعاون إلى حلف عسكري معزز بتوافق سياسي واتحاد اقتصادي.

ومن هنا يجب الاشارة إلى موافقة قمة الأمس الخليجية على عقد اجتماعات دورية مشتركة لوزراء الخارجية والدفاع والداخلية «لتنسيق السياسات بين دول المجلس واتخاذ ما يلزم من قرارات وتوصيات بشأنها».

وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي عقدوا في جدة أمس قمة خليجية «تشاورية» تعودوا أن يعقدوها منتصف كل عام.

ووفق المصادر الخليجية المسؤولة فإن القمة التي رأسها العاهل السعودي ركزت على الموضوع الايراني الذي أصبح مصدر قلق للمنطقة الخليجية. وآخر مستجدات الحرب في اليمن، التي تشارك فيها دول المجلس (عدا سلطنة عمان) كل على حسب إمكانيته.

ولم يصدر عن هذه القمة أي بيان سياسي يشير إلى ما بحث من مواضيع سياسية خلال جلسة عمل واحدة عقدها الزعماء أو إلى موقفهم السياسي من مستجدات الأحداث في منطقتهم ولكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عقد مؤتمرا صحافيا عقب الاجتماع أشار فيه إلى أن قادة دول الخليج بحثوا الأوضاع في اليمن والعراق، وتمنوا نجاح محادثات اليمن في الكويت، مؤكدا أن «الجميع يسعى للوصول إلى حل سلمي في اليمن اليوم قبل غد».

ودعا وزير الخارجية السعودي إلى إرسال قوات برية إلى سوريا حتى يستطيع المجتمع الدولي فرض إرادته على نظام الأسد وقال «إن على المجتمع الدولي أن يفرض إرادته على نظام الأسد، والمملكة تطالب بإرسال قوات برية إلى سورية».

وحول ملف التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة، قال الجبير: «طهران تتدخل في دول الجوار وتدرب ميليشيات وترعى الإرهاب، ولا نستطيع إقامة علاقات مع دولة تشجع الإرهاب في بلداننا».

وأكد وزير الخارجية أن «الأحداث أثبتت أن دول الخليج مصدر استقرار بالمنطقة، ونسعى لتوفير البيئة الملائمة لتنمية المواطن الخليجي».

وبدا من تصريحات وزير الخارجية السعودي الذي تترأس مملكته القمة الخليجية هذا العام ومما صرحت به مصادر ديبلوماسية خليجية لـ«القدس العربي» أن دول الخليج العربية الست أخذت تتعامل مع أحداث المنطقة وفق «الرؤية السعودية» التي عملت وتعمل على تحويل مجلس التعاون إلى حلف عسكري وسياسي واقتصادي أيضا.

ويبدو هذا من التفاهم السياسي بين قادة الدول الخليجية فهناك تفاهم سياسي «حتى ولو اختلفت الأدوار»، واختلفت الرؤى احيانا، والمهم ـ كما يقول وزير خارجية خليجي أن «يكون هناك تفاهم». ويلاحظ أنه منذ نحو عام يتحدث مجلس التعاون عما سماه «رؤية الملك سلمان لتعزيز التعاون الخليجي المشترك».

وعلى صعيد التعاون الاقتصادي يبدو أيضا أن اسلوبا جديدا سيعمل به في مجلس التعاون لتعزيز التعازن الاقتصادي الذي من المفروض ان يكون قد كون منذ سنوات اتحادا جمركيا وسوق خليجية مشتركة، وهذا الاسلوب بدا من خلال موافقة القمة على تشكيل «هيئة اقتصادية خليجية عليا يتتولى امور تعزيز التعاون، ولم يكشف عن مهام هذه الهيئة وأهدافها بوجود مؤسسات ومجالس اقتصادية ومالية خليجية مشتركة ومختلفة».

القدس العربي-