إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن نيته وقف تسليح المعارضة السورية يؤكد قصور فهمه لحقيقة الأزمة السورية، وأسبابها والمسؤول عن نتائجها الكارثية، وما لم يتم تصحيح هذا الفهم القاصر فإننا أمام موقف أمريكي أكثر تذبذبا من الأزمة السورية مما تبناه سلفه الرئيس أوباما!
من المهم أن تبدأ دول الخليج العربية فتح قنوات التواصل مع الرئيس المنتخب، وأن تنسج خيوط التفاهم معه حتى لا نصبح يوم 20 يناير المقبل على سياسة أمريكية أكثر كارثية على المنطقة، فإذا كانت المصالح وحدها ما يحدد مصير المنطقة وليس إرث التحالفات والصداقات التاريخية فإن على دول الخليج العربية أن تتعامل مع الواقع بنفس أدوات وقواعد اللعبة الجديدة، فمن الواضح أن الرهان على أدبيات وأخلاقيات الصداقة والتحالفات القديمة لم يعد كافيا لحماية المصالح الخليجية في وجه المد الإيراني خاصة بعد وصول مخلب الدب الروسي إلى عمق المنطقة!
التصدي للمشروع الإيراني في اليمن اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، ومن المهم أن يفهم الرئيس الأمريكي القادم القلق السعودي من سعي الانقلاب الحوثي للسيطرة على مقاليد السلطة في اليمن وتهديد ذلك للأمن القومي السعودي، أيضا يجب أن يفهم الرئيس القادم خطورة الهيمنة الإيرانية على العراق وتقوية شوكة الميليشيات الطائفية الشيعية التي لا تقل خطورة وإجراما عن «داعش»!
باختصار على دول الخليج أن تتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة بفاعلية كبيرة، وأن نستفيد من تجارب تعاملنا مع الجمهوريين في أزمات المنطقة السابقة، ولا نترك شيئا للصدف!.
خالد السليمان- عكاظ السعودية-