صف الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بـ"الزلزال" الذي ضرب المشهد السياسي الأمريكي والنظام السياسي العالمي.
وأضاف في تصريح لـ"الخليج أونلاين": "إن ترامب يمثل الوجه العنصري للشعب الأمريكي، واتضح أن لديه جماهير بالملايين أظهروا هذا الوجه"، مبيناً أن هذا "الوجه سيكون في البيت الأبيض ليدير أمريكا والعالم؛ الأمر الذي يبعث على عدم الارتياح".
وحول مسألة تعامل دول الخليج العربي مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي سبق أن أطلق تصريحات اعتبرت مسيئة بحقها، أوضح عبد الله أن "دول الخليج سبق أن تعاملت مع 12 رئيساً أمريكياً خلال السنوات الـ60 الماضية، بسلبياتهم وإيجابياتهم، وستعرف كيف تتعامل مع ترامب، رغم ما قيل من كلام عنه لم يقل عن رئيس آخر، كخطر، وغير مؤهل".
وأضاف: "هناك شعور في دول الخليج بأن المحك في التعامل مع ترامب، كما كان مع سلفه أوباما، هو بعده أو قربه من إيران"، مبيناً: "كلما اقترب من إيران ابتعد عن دول الخليج".
وأشار الأكاديمي الإماراتي إلى أن "أوباما الرئيس الأمريكي الأكثر اقتراباً من إيران، بمواقفه الرسمية والشخصية، حتى بات على مسافة كيلومتر واحد منها، لكن هذا الأمر لا نتوقع أن يتكرر مع الرئيس ترامب".
وسبق لترامب أن هاجم إيران في أكثر من مناسبة خلال حملته الانتخابية، حتى أنه تعهد بتمزيق الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما مع طهران في يوليو/تموز من العام 2015، وهو الاتفاق الذي أثار توتراً شديداً مع حلفاء واشنطن التاريخيين، وفي مقدمتهم دول الخليج العربي.
إلا أن الرئيس المنتخب كال المديح في الوقت ذاته لروسيا ولرئيسها فلاديمير بوتين، الحليف الوثيق لطهران؛ ما يجعل علاقة ترامب مع إيران "فيها شيء من الغموض" وفق محللين.
وحول هذه النقطة اعتبر عبد الخالق عبد الله أن دول الخليج ترى أن "المهم والأهم هو قربه وبعده عن إيران، بغض النظر عن الملفات الأخرى"، موضحاً أن "لدول الخليج علاقة بروسيا، لكن هناك خلاف بما يتعلق بالملف السوري".
وتوقع الأكاديمي الإماراتي أن ترامب لن يكون بالانحياز ذاته الذي كان عليه أوباما اتجاه إيران، بل سيدعم قرارات وتشريعات لجولة جديدة من العقوبات على إيران، مبيناً أن "طهران لم تجد في ترامب حليفاً كما كان أوباما".
ورأى أن هذا الأمر "سيقلص كثيراً من اندفاع إيران في المنطقة، وسيجعلها حذرة اتجاه العديد من الملفات؛ ما يجعل ترامب في هذا المنظار أفضل من أوباما الذي سيغادر البيت الأبيض بعد شهرين".
جدير بالإشارة أن المسؤولين الإيرانيين سارعوا عقب فوز ترامب إلى توجيه سهام تحذيراتهم اتجاهه، مؤكدين أن "الاتفاق النووي القضية الأهم التي يجب الحفاظ عليها".
حتى إن وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، شدد عقب ساعات من إعلان فوز ترامب، الأربعاء الماضي، "على ضرورة تنفيذ أمريكا ما التزمت به كتعهد دولي متعدد الأطراف في إطار الاتفاق النووي".
عبدالله حاتم - الخليج أونلاين-