تسعى دول الخليج العربي للاستفادة من المزايا التي توفرها "بيوت الشباب" لإثراء الوعي الشبابي الخليجي، من خلال دعم نشاطات وفعاليات تلك البيوت، حيث تحظى باهتمام واسع من قِبل شباب الخليج؛ لما توفره من تسهيلات في مجال السفر، ونشاطات ثقافية ورياضية متعددة.
والهدف من بيوت الشباب مساعدتهم على التجول حول العالم، وتوفير سكن لهم بأسعار زهيدة، يحتوي على خدمات أساسية، بعضها مشتركة. وتقدم أيضاً خدماتها للمنتمين إليها في فروعها بمختلف دول العالم، وهي تعتمد قوانين، على المنتمين إليها الالتزام بها في حال سفرهم ومبيتهم فيها بدول أخرى.
وجميع بيوت الشباب حول العالم تنتمي إلى "اتحاد جمعيات بيوت الشباب الدولية" الذي يضم أكثر من تسعين جمعية بيوت شباب محلية، في أكثر من ثمانين دولة تضم ما يزيد على 4500 بيت شباب حول العالم.
وبدأت حركة "بيوت الشباب الدولية" Hostelling International عام 1909، حيث انتبه الألماني ريتشارد شيرمان الذي كان يعمل مدرساً، وفيلهِلم مونكِر أحد دعاة الحفاظ على البيئة، إلى حاجة المجموعات من طلبة المدارس لمكان إقامة لفترات قصيرة الأجل؛ ليتمكنوا من التمتع بالتنزه في الريف.
وبدأت الفكرة باستغلال المدارس لهذا الغرض خلال فترة الإجازات، حيث افتُتح أول "بيت شباب" في المدرسة التي كان يدرّس شيرمان فيها، في ألتينا، ويستفاليا.
وفي عام 1912، حل محلها بيت شباب دائم في قلعة ألتينا، حيث ما يزال هناك بيت شباب في هذه القلعة إلى يومنا هذا، وأسس شيرمان جمعية بيوت الشباب التي شملت كل ألمانيا عام 1919.
انتشرت الحركة بسرعة كبيرة حول العالم، وهو ما أدى إلى إنشاء الاتحاد الدولي لبيوت الشباب في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1932، في أمستردام بحضور ممثلي جمعيات بيوت الشباب في سويسرا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا وبولندا وهولندا والنرويج والدنمارك وبريطانيا وإيرلندا وفرنسا وبلجيكا.
وفي عام 1933، أصبح ريتشارد شيرمان رئيس الاتحاد، لكن النظام النازي أجبره على الاستقالة من المنصب عام 1936.
ويقع مقر "اتحاد جمعيات بيوت الشباب الدولية" في يلوين جاردن سيتي بإنجلترا.
ويوفر خدمات للمسافرين ويعمل على التنسيق بين الجمعيات الوطنية، وكذلك يسهل الأعمال التطوعية للشباب والتفاهم الثقافي والدولي جنباً إلى جنب مع اليونسكو.
وتوفير التعليم لجميع الشباب من جميع الأمم، خصوصاً ذوي الدخل المحدود، من خلال تشجيعهم على التعرف على الدول المختلفة وتقدير القيم الثقافية للبلدات والمدن في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى توفير بيوت أو أماكن الإقامة الأخرى التي تخلو من أي تمييز بسبب العرق أو الجنسية أو اللون أو الدين أو الجنس أو الطبقة أو الآراء السياسية، ومن ثم تطوير فهم أفضل لإخوانهم من البشر، سواء في الداخل والخارج.
البيوت الخلجية للشباب بدورها، تستمر في خططها الرامية إلى توفير ما يصب في صالح الشباب الخليجي، كما تعقد البيوت الخليجية اجتماعات وملتقيات لتطوير خططها، من خلال لجنة مختصة تسمى لجنة بيوت الشباب الخليجية.
وتأسست اللجنة عام 2009، بقرار من وزراء الشباب بدول مجلس التعاون، وهي إحدى لجان العمل المشترك في الأمانة العامة، وتعنى بمتابعة العمل بجمعيات بيوت الشباب في دول مجلس التعاون.
وتتشكل اللجنة من ممثلي بيوت الشباب في دول مجلس التعاون وممثل عن الأمانة العامة لمجلس التعاون، وتهدف اللجنة إلى النهوض بحركة بيوت الشباب الخليجية وأنشطتها وبرامجها المشتركة، وإبراز حركة بيوت الشباب الخليجية على مختلف المستويات من خلال تنظيم البرامج والأنشطة.
وخلال الفترة 22-27 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تجتمع بيوت الشباب الخليجية، خلال ملتقى بعنوان "التخطيط الاستراتيجي" يقام في قطر.
وتقرر اختيار موضوع "التخطيط الاستراتيجي" العام الحالي؛ وذلك نظراً لأهمية اتباع الأسس العلمية في وضع ومراقبة تنفيذ الخطط وصولاً للأهداف المنشودة للارتقاء بحركة بيوت الشباب الخليجية، من خلال تأهيل القيادات على أسس علمية وأيدي مختصين في وضع وتقييم الخطط، وسبل تطبيقها على أرض الواقع بما يساعد في صقل مواهب الشباب وتنمية مهاراتهم للمساعدة في بناء جيل ينعم بوجدان سليم وجسم سليم.
وفي تصريح لعبد العزيز خليفة العماري، المدير التنفيذي لبيوت الشباب القطرية رئيس لجنة بيوت الشباب بدول مجلس التعاون، نشره على موقع بيوت الشباب القطري، أفاد بأن لجنة بيوت الشباب الخليجية تعقد بصفة دورية أنشطة متنوعة بالتناوب بين دول المجلس بهدف إثراء وتطوير حركة بيوت الشباب الخليجية.
وأفاد بعقد عدة أنشطة في الفترة الماضية، أبرزها رحلة التواصل في دولة قطر 2012، وملتقى مسؤولي بيوت الشباب (عن السياحة الشبابية) في الكويت عام 2013، وملتقى مسؤولي بيوت الشباب (عن سبل الإجادة والقدرة على المنافسة) عام 2015 في سلطنة عمان.
كما ذكر العماري أنه سيتم على هامش الملتقى تدشين الموقع الإلكتروني الجديد لبيوت الشباب، والتطبيق الجديد للتسويق لأنشطة وخدمات وبرامج بيوت الشباب القطرية.
وأكد طلب عدد من الجمعيات العربية والاتحاد العربي لبيوت الشباب الاستفادة من الخبرات القطرية فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، والموقع الإلكتروني لبناء مواقع مشابهة للموقع الإلكتروني لبيوت الشباب القطرية.
محمود جبار - الخليج أونلاين-