ذكرت صحيفة أخبار الخليج البحرينية الأحد أنه من المقرر أن تجري قوات بحرية من عدة دول غربية مناورات في مياه الخليج في وقت لاحق من الشهر الجاري لاختبار جاهزيتها العملية.
وأضافت الصحيفة أن مناورات (يونايتد ترايدنت) تهدف أيضا إلى دعم العمليات البحرية في المنطقة بالتعاون مع القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية التي يقع مقر قيادتها في البحرين.
وتجرى المناورات في الفترة من 31 يناير/ كانون ثان وحتى 2 فبراير/ شباط المقبل بمشاركة مجموعة كبيرة من سفن بحريات المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا.
ونقلت عن اللفتنانت إيان ماكونهي، المتحدث باسم الأسطول الخامس، القول إن التدريبات ستجرى بمشاركة جميع قوات العمل التابعة للقوات البحرية للقيادة المركزية، وتشمل توجيه ضربات وإجراءات لمكافحة الألغام، وأعمال الدورية البحرية إلى جانب القوات البحرية البريطانية والفرنسية والأسترالية في منطقة الخليج العربي.
وستشمل المناورات أيضا جميع أنواع العمليات البحرية بهدف تعزيز الشراكة بين القوات المشاركة ودعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي لضمان حرية انسياب حركة التجارة في منطقة الخليج.
وكانت إيران قد أعلنت في وقت سابق الشهر الجاري أنها تعتزم إجراء مناورات في المياه الإقليمية الإيرانية والدولية وشمال المحيط الهندي الشهر المقبل تستخدم فيها أسلحة وتكتيكات جديدة لأول مرة.
وأجرت إيران الشهر الماضي مناورات صاروخية في مياه الخليج شملت اختبار صواريخ «أس 300» الروسية المتطورة في جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى (الإماراتية المحتلة من قبل إيران).
وشاركت في المناورات وحدات الدفاع الجوي للجيش والحرس الثوري (القوة الجوفضائية) ووحدة السيطرة العملانية للقوة البحرية ومدفعية الجيش والحرس الثوري ووحدات من التعبئة وقوى الأمن الداخلي إضافة إلى بعض الطائرات والمقاتلات من القوة الجوية للجيش.
مناورات خليجية
وتجري إيران بشكل مستمر مناورات عسكرية في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز، ووتثير التحركات العسكرية الإيرانية قلقا متصاعداً لدى دول خليجية، وخاصة السعودية والبحرين، واللتين تتهمان طهران بالتدخل في شؤونهما، ومحاولة زعزعة استقرارهما الداخلي، وهو ما تنفيه إيران، وتزعم حرصها على علاقات حسن جوار مع جيرانها.
وجرت شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي مناورات للقوات البحرية الملكية السعودية في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان تحت اسم «درع الخليج 1»؛ وذلك بهدف التدريب على «حماية الممرات الحيوية والمياه الإقليمية وردع أي عدوان أو عمليات إرهابية محتملة قد تعيق الملاحة في الخليج العربي».
وضمت المناورات التي تعد أضخم مناورات بحرية في الخليج العربي، جميع أبعاد العمليات البحرية من حروب جوية، وسطحية، وتحت سطحية، وحرب إلكترونية، وحرب الألغام، وعمليات مشاة البحرية، ووحدات الأمن البحرية الخاصة والرماية بالذخيرة الحية.
واستهدفت هذه المناورات رفع الجاهزية القتالية لوحدات القوات البحرية لحماية المصالح البحرية للمملكة العربية السعودية ضد أي عدوان محتمل، وتعد امتدادا للخطط وبرامج التدريب المعدة مسبقا.
ويشمل ميدان هذه المناورات مياه الخليج العربي بما فيها مياه مضيق هرمز، أهم ممر ملاحي لنقل النفط في العالم، والذي تدعي إيران أنه جزء من مناطق نفوذها.
وجاءت هذه المناورات في وقت يتصاعد التوتر بين المنافسين الإقليميين، السعودية وإيران.
وحذر «الحرس الثوري الإيراني» السفن العسكرية التابعة إلى السعودية والمشاركة في مناورات درع الخليج من «مغبة الاقتراب من المياه الإيرانية».
واعتبر أن الهدف الرئيسي لهذه المناورات هو: «خلق التوتر وتقويض الأمن المستديم في الخليج» مضيفا أن «عبور أية قطعة بحرية عسكرية مشاركة في هذه المناورات إلى المياه الاقليمية الإيرانية غير مسموح».
أيضا، علق رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في «مجمع تشخيص مصلحة النظام» الإيراني، «علي أكبر ولايتي»، على المناورات السعودية، زاعما أن المملكة «لا تلتزم حدودها وتتدخل كل يوم في مكان ما ستُهزم فيه بالتأكيد».
وسبق أن هدّدت إيران بإغلاق مضيق هرمز (يصل بين الخليج العربي وخليج عمان)، والذي تمر من خلاله 40% من صادرات النفط في العالم؛ إذا تعرض أمنها للتهديد.
ويعد مضيق هرمز من أهم الممرات المائية، ويفصل بين الخليج وبحر عمان، وتمر عبره سفن تنقل كميات ضخمة من النفط المصدر من السعودية والكويت والعراق وإيران.
وذكرت الإدارة الأمريكية لمعلومات الطاقة أن نحو 17 مليون برميل من النفط أو زهاء 30% من النفط المنقول بحرا مرت عبر مضيق هرمز في 2013.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما؛ احتجاجاً على إعدام «نمر باقر النمر» رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ«التنظيمات الإرهابية».
ويساور السعودية القلق من تنامي نفوذ إيران الشيعية في المنطقة بعد خروجها من سنوات من العقوبات الاقتصادية الدولية في أعقاب اتفاق بشأن برنامجها النووي وقعته طهران مع القوى العالمية في 2015.1
وكالات-