التقى وزير الخارجية الكويتي «صباح الخالد الصباح» الرئيس الإيراني «حسن روحاني» ونظيره «محمد جواد ظريف»، ونقل خلال الزيارة رسالة من أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح» إلى القيادة الإيرانية.
وقال «روحاني» خلال اجتماعه في طهران مع وزير الخارجية الكويتي إن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتم إلا بالحوار والتعاون، محذرا من خطر ما أسماه الإرهاب.
جاءت زيارة وزير خارجية الكويت إلى طهران -وهي الأولى لمسؤول كويتي وخليجي على هذا المستوى منذ سنتين- في مرحلة حساسة من تاريخ المنطقة.
ويدور حديث في طهران بشأن الرسالة التي يحملها الوزير من أمير الكويت إلى القيادة الإيرانية، حيث أوضح الوزير أنها تتعلق بأسس الحوار بين دول «مجلس التعاون الخليجي» وإيران، والتي يجب أن تكون مبنية على ميثاق «الأمم المتحدة» ومبادئ القانون الدولي الخاص في العلاقة بين الدول.
ونقل «الصباح»، أمس الأربعاء، رسالة إلى الرئيس الإيراني تتضمن رؤية خليجية لقيام حوار سياسي بين دول الخليج وإيران مشروطا بوقف تدخلها في الشؤون الداخلية.
وبحسب تقرير الخارجية الإيرانية، فإن «الصباح» تطرق في مشاورات أجراها على دفعتين نظيره الإيراني إلى تاريخ العلاقات بين الجانبين، مشيرا إلى المشتركات التاريخية والثقافية والدينية بين إيران ودول المنطقة، مطالبا الجانب الإيراني بأن تكون المشتركات محور العلاقات والمفاوضات والنظر إلى المستقبل بين الجانبين.
وتطرق «الصباح» إلى المخاطر المشتركة التي من أبرزها الإرهاب في المنطقة، مشددا على ضرورة النظر إلى المستقبل، لأن دول المنطقة تعرف مصالحها أفضل من الآخرين، مؤكدا أهمية بحث الخلافات في وجهات النظر وسوء التفاهمات بين دول المنطقة في أجواء هادئة وحوار صريح.
من جهته، قال «روحاني» لدى تسلمه رسالة أمير الكويت إن السياسة الخارجية الإيرانية قائمة على تعزيز علاقات حسن الجوار والأخوية مع الدول الإسلامية وجيرانها وفق أسس حسن الجوار.
ودافع «روحاني» عن دور بلاده في المنطقة، قائلا: «إن طهران لم تعتد على أي بلد»، معتبرا أن ما تقوم به في المنطقة إثبات لدورها كأهم سد للاعتداءات والإرهاب، حسبما نقل موقع الرئاسة الإيرانية.
في ذات السياق، رهن «روحاني» الاستقرار والأمن في منطقة حساسة مثل الشرق الأوسط بالحوار والصداقة والتعاون بين بلدان المنطقة خصوصا بين الجيران، مضيفا أنه بلا ريب أن تعزيز وتقدم العلاقات بين الدول وشعوب المنطقة في صالح استقرار وأمن الجميع.
وبحسب «وكالة الأنباء الرسمية الكويتية» (كونا)، فإن «الصباح» بحث مع نظيره الإيراني «محمد جواد ظريف» الأمور المتعلقة بآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى الأمور المتعلقة بالقضايا الثنائية بين البلدين.
وترأس وزير الخارجية الكويتي وفدا رفيعا يضم مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية «أحمد ناصر المحمد الصباح»، وسفير الكويت في طهران «مجدي أحمد الظفيري»، وعددا من كبار المسؤولين في الخارجية الكويتية.
وخلال اللقاء، قال «ظريف» لنظيره الكويتي إن الجيران من ضمن أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، معتبرا الكويت من الجيران المهمين والجيدين لبلاده.
وأثنى «ظريف» على دور أمير الكويت في تعزيز علاقات حسن الجوار بين دول المنطقة، وخلال المشاورات التي جرت بين الطرفين قال تقرير الخارجية الإيرانية، إن «ظريف» تطرق إلى المشكلات الموجودة في المنطقة والعالم، مطالبا بضرورة النظر إلى المستقبل والأعداء والمخاطر المشتركة.
وهذه أول زيارة لمسؤول خليجي إلى إيران بعد تراجع العلاقات الخليجية الإيرانية عقب الاعتداء على مقر البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد في يناير/كانون الثاني من العام الماضي.
ورغم الدعوات الرسمية التي طالبت إيران بوقف تدخلاتها، فإن «روحاني» قال إن بلاده تبذل جهودا لمساعدة شعوب ودول المنطقة في مكافحة الإرهاب، مضيفا أن فقط في ظل التعاون والوحدة والانسجام يمكن درء خطر الإرهاب.
وتعد إيران أكبر داعم لـ«حزب الله» اللبناني الذي تدرجه دول «مجلس التعاون الخليجي» على قائمة المنظمات الإرهابية، وفي العام الماضي وجه قائد «فيلق القدس» الإيراني رسالة تهديد إلى البحرين،
وشهدت علاقات إيران بجيرانها في «مجلس التعاون الخليجي» تدهورا غير مسبوق منذ وصول إدارة «روحاني الذي رفع شعار «الاعتدال»، بسبب إصرار المسؤولين الإيرانيين على التدخل في شؤون الدول الأخرى، وهو ما قابلته الدول العربية بما فيها دول «مجلس التعاون الخليجي»، بإعادة النظر في تلك العلاقات، وببيان شديد اللهجة يحث الجانب الإيراني على الالتزام بتعهداته وفق المواثيق الدولية واحترام مبادئ حسن الجوار.
وفي عام 2016 أدان كل من «مجلس التعاون الخليجي» و«الجامعة العربية» و«منظمة التعاون الإسلامي» بشدة المواقف الإيرانية والتدخل في شؤون الدول العربية.
وتعرضت السياسة الخارجية الإيرانية إلى انتقادات في الداخل الإيراني على مدى السنوات الماضية، بسبب فشل حكومة «روحاني» في تحسين العلاقات مع دول «مجلس التعاون الخليجي»، لكن حكومة «روحاني» بررت ذلك، بسبب انشغالها في المفاوضات النووية.
وتسعى طهران بشكل خاص لفتح حوار سياسي مع الرياض، التي قطعت علاقاتها مع إيران في يناير/كانون الثاني 2016، بعد الاعتداء على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، وحذت البحرين حذوها، كما قامت دول الخليج ودول عربية أخرى باستنكار التصرف الإيراني وسحبت سفراءها تضامنا مع المملكة.
وكالات-