ميدل إيست آي- ترجمة منال حميد -
في الوقت الذي سارع فيه مؤيدو دول حصار قطر بإعلان "فرحتهم" بإقالة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، من منصبه؛ معتبرين إياه من مؤيدي قطر داخل الإدارة الأمريكية، وصف محللون ذلك بـ"السذاجة" السياسية، مؤكدين أن لا تغيير سيطرأ على السياسة الأمريكية إزاء الأزمة الخليجية.
ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن محللين قولهم، إن الخلاف الخليجي لا علاقة له بإقالة تيلرسون، رغم ظهور تسريبات تفيد بسعي الإمارات لذلك، مؤكدين أن ما جرى هو مسعى من الرئيس دونالد ترامب لجلب شخص يتفق مع أفكاره، ليكون على رأس الدبلوماسية الأمريكية.
ويصف كريستوفر دافيسون، الباحث السياسي في جامعة دورهام، الحديث عن دور إماراتي أو سعودي وراء إقالة تيلرسون بأنه "هراء"، مشيراً إلى أن "أزمة الخليج هي أزمة جانبية، وما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية يتعلق بسياسة القوة الكبرى".
ونقل الموقع عن ديفيد دي روش، من مركز الشرق الأدنى وجنوبي آسيا في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية، قوله: "ربما تكون الدوحة قد خسرت فعلاً مؤيداً لموقفها في الأزمة مع جيرانها، خاصة أن تيلرسون دفع باتجاه التهدئة، ولكن السياسة الأمريكية لا تتوقف على الشخصيات".
وأضاف: "صحيح، لو كنت قَطرياً فسأحزن على إقالة تيلرسون؛ فهو قريب من فكرها، ولكن من النادر جداً أن تتأثر سياسة أمريكا بتغيير الشخصيات؛ سياستنا في الشرق الوسط نابعة من مصالحنا وليس من أيديولوجيا معيّنة".
ويرى روش أن "السياسة الأمريكية إزاء الأزمة الخليجية حالياً، هي تشجيع الأطراف كافة على المصالحة، ودعم مبادرة الكويت التي تؤدي دور الوساطة للمصالحة، وعلى الرغم من مضي عدة أشهر، فإن تلك الوساطة لم تحقق أي اختراق في جدار الأزمة".
من جهته، قال أنتوني كوردسمان، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن: إن "الموقف الأمريكي واضح جداً بشأن أزمة الخليج. إننا نريد أن نرى نهاية التوتر بين قطر وجيرانها الخليجيين، الولايات المتحدة لا تنحاز إلى أي جانب؛ بل هناك حاجة حقيقية لإيجاد حلّ وسط"، بحسب ما نقله "ميدل إيست آي".
وأضاف: "لا أعتقد أن هناك أي شخص في الولايات المتحدة على مستوى الساسة، لا يشعر بأن هذا الخلاف هو خلاف لا طائل من ورائه، وأنه يساعد إيران. هذا الخلاف يدمر الخليج ويساعد إيران".
ويعتقد كوردسمان أن "كل شيء سيكون مؤجلاً حتى موعد قمة كامب ديفيد، التي إن عُقدت، فستكون إنجازاً بحد ذاته؛ فهي ستجمع قادة قطر والسعودية والإمارات لأول مرة منذ اندلاع الأزمة في الخامس من يونيو من العام الماضي".
وأضاف متسائلاً: "هل تريد أمريكا فعلاً رأب الصدع الخليجي؟"، متابعاً بالقول: إن "الأمر يبقى مشكوكاً فيه؛ فالولايات المتحدة مستوفية من العوائد المالية التي تجنيها من جراء هذا الخلاف الخليجي؛ فلقد تدفقت أموال خليجية كبيرة إلى واشنطن لشركات العلاقات العامة".
وختم الموقع البريطاني بعرضه رأي الأكاديمي الكويتي عبد الله الشايجي، الذي قال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن إقالة تيلرسون لن تؤثر على الأزمة الخليجية.
وكتب الشايجي: "لماذا لن تؤثر إقالة تيلرسون على مسار الأزمة الخليجية؟ لأن خليفة تيلرسون، مايك بومبيو، هو مدير الاستخبارات المركزية الـ(CIA)، الذي يقدم تقريراً أمنياً واستخباراتياً يومياً للرئيس ترامب في البيت الأبيض، ومُطَّلع على جميع الملفات، ومن ضمنها الأزمة الخليجية وكوريا الشمالية وملف إيران النووي".