دول » دول مجلس التعاون

التطعيم ضد كورونا في دول الخليج.. ضرورة طبية أم حرية شخصية؟

في 2021/01/02

الخليج أونلاين-

لا يزال عدد من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي يرفضون الحصول على التطعيم الخاص الذي اشترته حكومات بلادهم ضد فيروس كورونا، وذلك لانجرارهم وراء شائعات غير دقيقة علمياً تدعي وجود أعراض جانبية خطيرة للقاح.

ويرجع الأشخاص الذين يرفضون الحصول على التطعيم ضد كورونا إلى أن رفضهم يأتي ضمن الحرية الشخصية لهم، وهو ما أدى إلى مخاوف من تأخير السيطرة على الوباء الذي أدى إلى إصابة ووفاة آلاف الأشخاص.

وليس هناك حقيقة علمية تؤكد فرضية الرافضين الحصول على اللقاح بأن له أعراضاً خطيرة، خاصة مع تأكيدات طبية أن التجارب السريرية للأشخاص الذين حصلوا على اللقاحات المختلفة أثبتت عدم وجود آثار وأعراض خطيرة.

الدراسات العلمية أثبتت أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، الذي طورته شركة "فايزر" الأمريكية وشركة "بيونتيك" الألمانية، وهو الذي اعتمدته غالبية دول الخليج، أثبت فاعليته بنسبة 95% ضد الفيروس.

وأظهرت البيانات ونتائج الدراسات أن الآثار الجانبية للقاح اقتصرت على آلام في مكان الحقنة، والتعب، وآلام في الرأس والعضلات والمفاصل.

وكانت بريطانيا أول من اعتمد اللقاح، وطلبت من المنتجين 40 مليون جرعة تكفي لتطعيم 20 مليون شخص، فيما طلبت الولايات المتحدة 100 مليون جرعة من اللقاح تكفي لـ50 مليون شخص.

وصمم لقاح شركة "فايزر- بيونتيك" لتحفيز الجهاز المناعي للجسم لإنتاج الأجسام المضادة لفيروس "كوفيد-19" ومحاربته على نحو مأمون، وسيكون عبارة عن جرعتين يفصل بينهما 21 يوماً.

ضرورة صحية

رئيس لجنة الإشهاد التابعة لمنظمة الصحة العالمية بالكويت، الطبيب فهد العنزي، أكد أن التطعيم ضد فيروس كورونا يعطي مناعة مؤقتة ضد المرض، لا دائمة، وهو ما يعني أن الحصول عليه "ضرورة صحية".

ولا يعد عدم الحصول على التطعيم-  وفق حديث العنزي لـ"الخليج أونلاين"- حرية شخصية بالنسبة للأشخاص الرافضين أخذ اللقاح، لكون ذلك سيتسبب في بقاء الفيروس في المجتمعات وتهديد صحة أفرادها وسلامتهم.

وأضاف في هذا الصدد: "تحتاج الدول لمواجهة كورونا حصول جميع سكانها على مناعة بنسبة 70% من عدد السكان، وفي حالة عدم الوصول إلى هذه النسبة من التطعيم، فذلك يعني أن الفيروس لن يتم القضاء عليه، وسيبقى لفترات طويلة يواصل العدوى".

وأشار إلى أن "فيروس كورونا مرض تسبب في وفاة مئات الآلاف من البشر وإصابة الملايين، وتدمير اقتصاديات دول، لذلك فالحصول على اللقاح يعد مسؤولية، وضرورة صحية، ولا يأتي ضمن الحرية الشخصية".

كما أوضح رئيس لجنة الإشهاد التابعة لمنظمة الصحة العالمية بالكويت أن الدول الخليجية لن تسمح أن يكون التطعيم ضد فيروس كورونا اختيارياً لمواطنيها، بسبب حاجتها الماسة للقضاء على الفيروس".

وحذر العنزي من أنه في حال تركت الدول أخذ اللقاح غير إجباري "فلن يتوقف المرض، وستزيد حالات الوفاة والإصابات وتداعياته المدمرة على الاقتصاد".

زعماء خليجيون تلقوا اللقاح

وتعد دول الخليج من أوائل دول العالم التي بدأت حملات التطعيم الوطنية ضد فيروس كورونا، وتقديم اللقاح للمواطنين والوافدين مجاناً.

وبادر زعماء وقادة دول الخليج لأخذ اللقاح، وذلك لإعطاء رسالة طمأنة لكل المتخوفين من الحصول على التطعيم.

وكان العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة أول زعيم خليجي يتلقى لقاح كورونا.

وفي خطوة لتشجيع مواطنيه حصل أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على لقاح ضد فيروس كورونا، وذلك بعد أيام من بدء بلاده حملة التطعيم.

ونشر أمير قطر عبر حسابه الرسمي في موقع "إنستغرام"، (الأربعاء 30 ديسمبر)، صورة أثناء تلقيه لقاح كورونا، قال فيها: "أخذت اليوم لقاح كوفيد 19، وأتمنى للجميع السلامة والحماية من هذا الوباء".

كذلك، تلقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لقاح كورونا في 3 نوفمبر الماضي.

كما تلقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، 25 ديسمبر، الجرعة الأولى من لقاح فيروس كورونا المستجد، وذلك بالتزامن مع حملة التطعيم الواسعة التي تنفذها المملكة.