دول » دول مجلس التعاون

ماذا يعني تخصيص الخليج ميزانية لدراسة تسلسل كورونا الجيني؟

في 2021/06/01

متابعات-

ضمن محاولاتها المستمرة للسيطرة على جائحة كورونا، والتقليل من مخاطره على صحة سكانها، تواصل دول مجلس التعاون الخليجي إجراء الدراسات الكاملة لمعرفة تركيبة الفيروس التاجي، وتخصيص ميزانية مستقلة لتحقيق هذا الهدف.

ومنذ انتشار فيروس كورونا في دول الخليج، برز دور مجلس الصحة الخليجي من خلال عقد اجتماعات دورية لوزراء الصحة بدول مجلس التعاون، وإجراء البحوث حول الفيروس، ونشر التوصيات والنصائح الطبية لسكان دول الخليج.

وبشكل متقدم بعد أكثر من عامين على انتشار الفيروس، أقر وزراء الصحة لدول الخليج، خلال اجتماع لمجلس الصحة الخليجي، نهاية مايو 2021، الموافقة على دراسة فحص التسلسل الجيني لفيروس كورونا في دول المجلس، واعتماد الميزانية الخاصة بهذه الدراسة، وفق وكالات رسمية خليجية.

وتأتي خطوة مجلس الصحي الخليجي استجابة لدعوة سابقة لمنظمة الصحة العالمية حول ضرورة تكثيف تتبع التسلسل الجيني للفيروس التاجي لضمان اكتشاف سلالات جديدة، مع دخول الوباء عامه الثاني.

وخلال الاجتماع عبر الاتصال المرئي أقر الوزراء أيضاً "العمل مع الجهات المعنية بكل دولة على ربط تطبيقات كورونا بطبقة تكامل إلكترونية بين تلك التطبيقات عن طريق مجلس الصحة لدول مجلس التعاون".

واعتمد وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي "الدليل الخليجي" الاسترشادي لاستخدامات اللقاحات والتطبيقات الرسمية المرتبطة بالجائحة في دول المجلس للتنقل فيما بينها.

هدف بحثي

المختص في العلوم الطبية والأحياء الدقيقة سامي خويطر، يؤكد أنه مند ظهور فيروس كورونا، في ديسمبر عام 2019، كشف العلماء الصينيون التسلسل الجيني لفيروس كورونا، وهو عبارة عن مجموعة من الجينات تقريباً من 8 إلى 20 جيناً، وهو صغير.

وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين" يقول خويطر: "يهدف مجلس الصحة الخليجي من تخصيص ميزانية لدراسة التسلسل الجيني لكورونا إلى إجراء دراسات على التسلسل الجيني للفيروس، خاصة أنه معروف وتم إقرار النسخة الأولى وهي (كوفيد 19)، ثم ظهرت سلالة جديدة في بريطانيا، ثم الهندية، إضافة لأكثر من سلسلة جديدة".

ويريد مجلس الصحة الخليجي من تخصيص الميزانية، حسب خويطر، "معرفة سبب التغيير الجيني لسلالة فيروس كورونا، ودراسة أبحاث في تغيير الطفرات، والأسباب التي تؤثر على المادة الوراثية، تمهيداً للقضاء على الفيروس التاجي".

ويعتقد أن الأبحاث التي سيجريها مجلس الصحة الخليجي "ستسهم إلى جانب الأبحاث العلمية في إمكانية القضاء على الفيروس من خلال تعقب التسلسل الجيني له بشكل مستمر".

ويلفت إلى إمكانية نجاح المجلس الخليجي في الوصول إلى معلومات جديدة حول التسلسل الجيني لفيروس كورونا، والمساهمة في تقديم أجوبة إلى العلماء والعالم حول الفيروس الذي أدى إلى مقتل ملايين البشر.

والتسلسل الجيني، كما يؤكد خويطر، "يعد المفتاح لإيجاد أي سلالات أو طفرات جديدة للفيروس"، مشدداً على أهمية "معرفة التسلسل الجيني لكورونا للوصول إلى أجوبة جديدة".

إنفو

فريق مختصين

وسبق تحديد مجلس الصحة الخليجي ميزانية لدراسة التسلسل الجيني لكورونا تكليف وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، في نوفمبر الماضي، فريق عمل من المختصين في الفيروسات للقيام بدراسة التسلسل الجيني للفيروس بهدف الحد من انتشاره في المنطقة.

ووافق الوزراء على اعتماد الدليل الخليجي لتشخيص وعلاج كورونا بنسخته الثانية، وتأكيد أهمية تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء فيما يخص السلالات الجديدة والإجراءات الاحترازية التي تطبق بكل دولة.

وضمن الجهود المتواصلة لمعرفة التسلسل الجيني أقر الوزراء ضرورة التواصل حول مدى فاعلية فحوصات "بي. سي. آر" لتشخيص الفيروسات المتحورة، ومشاركة معلومات اللقاحات التي يتم تسجيلها ومدى فاعليتها مع مختلف الأعمار، والتحورات والأعراض الجانبية التي ترصد.

إنفو

دراسة علمية

ولدول الخليج تجارب سابقة حول الدراسات عن الفيروس، حيث أجرت جامعة "الخليج العربي" دراسة علمية حديثة حول التحورات الجينية في فيروس كورونا عن طريق البحث في حالة العالم العربي كنموذج.

ونشرت المجلة العلمية العريقة "Microbial pathogenesis" الدراسة منتصف فبراير 2021، والتي عمل عليها أستاذ الأحياء الدقيقة والمناعة في كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي في مملكة البحرين، أ.د خالد مبارك بن دينة، تقنيات المعلوماتية الحيوية وتحليل المعلومات المتوافرة على قواعد البيانات العالمية للتسلسل الجيني لفيروس كورونا لكل من الدول العربية التي توافرت بياناتها لحظة إعداد الدراسة، ومقارنتها بالجيل الأول لجيل الفيروس المكتشف في الصين.

وهدف البحث إلى معرفة طريقة انتشار الفيروس والطفرات المستحدثة في المنطقة، وبعد فحص 54 عينة وجد ما يقارب 379 تحوراً جينياً في الفيروس، واتضح أن مستويات التحور تختلف من دولة إلى أخرى.

وتعد الدراسة السابقة إحدى التجارب العلمية التي قد تفيد مجلس الصحة الخليجي وقد يعتمد عليها ضمن سعيه لدراسة التسلسل الجيني للفيروس.

مركز خليجي للوقاية من الأمراض

وأقرت قمة العلا الخليجية التي احتضنتها السعودية، مطلع العام الحالي، إنشاء المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، حيث اعتبره مختصون "خطوة مهمة وملحّة لدول مجلس التعاون، خاصة في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا، والآثار الصحية والاقتصادية التي تركتها على تلك الدول".

ومن شأن تأسيس المركز أن يعزز مساعي دول الخليج في القضاء على الجائحة بشكل خاص، وكذلك مواجهة الأمراض والأوبئة خلال الفترة القادمة، مع إعطاء فرصة للباحثين في مجال الطب للاستفادة من خبرات الدول مجتمعة.

وبحسب إحصاء "الخليج أونلاين" فقد بلغ إجمالي إصابات كورونا في دول الخليج أكثر من مليوني حالة مؤكدة، منها مليون و899 ألفاً و578 متعافياً، فضلاً عن 14 ألفاً و668 حالة وفاة.